في سابقة خطيرة، سمح جيش الاحتلال (الإسرائيلي) لمستوطنات متطرفات باقتحام ساحات المسجد الأقصى بلباس شبه عارٍ، في انتهاك واضح لقداسة المسجد المبارك.
ونشرت مستوطنات صهيونيات على حسابهن في انستغرام، الأربعاء الماضي، صورا مخلة أثناء اقتحامهن الأقصى، ما أثار غضب الفلسطينيين وخلق حالة من الاستياء على تدنيس المسجد الأقصى، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية.
وطالبوا بالتحرك والخروج بمظاهرات غضب في كافة الأماكن، نصرة للمسجد الأقصى ولمواجهة مخططات تدنيسه وتهويده من الاحتلال (الإسرائيلي)، والمشاركة الواسعة في فجر الجمعة القادمة.
ويقتحم عشرات المستوطنين بشكل شبه يومي، عدا الجمعة والسبت، باحات المسجد الأقصى، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، لتأمين الاقتحامات، فيما يسعى الاحتلال من خلال ذلك لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وفرض سيطرة بأكبر قدر ممكن على المقدسات الإسلامية في القدس.
*** تحدي سافر
ويرى مدير مركز القدس للمساعدات الاقتصادية والاجتماعية في القدس، زياد الحموري، أن اقتحام المتطرفات بهذا الشكل هو أمر في منتهى الوقاحة وتحدٍ واستفزاز سافر لمشاعر المسلمين بشكل عام وانتهاك للمسجد الأقصى بشكل خاص.
ويضيف الحموري في حديثه لـ "الرسالة" أن ما جرى جزء من الممارسات التي تمت على مدار الفترات الماضية من محاولة إدخال ذبائح والقرابين وإقامة أعراس وشرب الخمر في ساحات الأقصى.
ويوضح أن الاحتلال يسعى إلى انتزاع قدسية وحرمة المكان الذي يقدسه المسلمون، إلى جانب أنه يأتي ضمن تطبيق قانون تم اقراره قبل عامين يهدف لتحويل ساحات الأقصى إلى أماكن عامة، وفصلها عن المسجد المبارك.
ويشدد الحموري على أن ما يجري تحضيرات لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وهو ما يستدعي التصدي والتداعي أمام الحدث اللا أخلاقي.
ويشير إلى أن الاحتلال يفرض إجراءات تهدف لمنع وصول المصلين والمرابطين للقدس، ويحاول إفراغ ساحات الأقصى كي يسمح للمتطرفين باقتحامها.
ويؤكد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، أن الاحتلال يشن حربا ممنهجة من أجل خلق قدسية جديدة غير الإسلامية المحتشمة، وهي قدسية يهودية مزعومة تمس بطهارة البيت المقدس.
ويبين بكيرات في حديثه لـ "الرسالة" أن الهدف الأساسي هو محاولة ضرب القداسة ومحاولة جعل ساحات المسجد الأقصى ساحات عامة وليست تابعة للأقصى "ونحن نقول إن 144 ألف متر مربع بساحاته وأشجاره هو المسجد الأقصى المبارك".
ويشدد أن الاحتلال حاول من خلال نشر هذه الصور إضعاف جهاز الحراسة في الأوقاف، وتغيير الواقع في المسجد.
ودعا بكيرات إلى ضرورة التصدي لهذه المخططات ونشر صورة المحجبات المسلمات داخل المسجد الأقصى بشكل واسع وتعزيز الحراك العربي والإسلامي لإسناد القاعدة المقدسية ومحاربة الرواية الصهيونية.