والدة المعتقل السياسي الهريش: لن أكسر إضرابي حتى الإفراج عنه

غزة - الرسالة نت

عادة يضرب الفلسطيني عن الطعام حين يكون أسيرا لدى الاحتلال (الإسرائيلي) ويحتج على عقوبات تفرضها مصلحة السجون، لكن ما يثير الغرابة أن ما تمارسه أجهزة السلطة ضد المعتقلين السياسيين تماما كما الاحتلال فتعتقل وتشبح وتذل أكثر.

تلقفت سجون السلطة المعتقل السياسي أحمد الهريش يونيو الماضي بعدما قضى خمس سنوات داخل معتقلات الاحتلال، فحين تنسم الحرية قرر عقد قرانه سريعا لكن لم يفرح كثيرا بسبب مطاردات الأجهزة الأمنية له واتهامه بقضية "منجرة بيتونيا".

لم يهنأ الهريش بالاستعداد لاستقبال مولوده الأول كما الآباء، بل منذ حمل زوجته كان يتعرض للتعذيب الوحشي والشبح والابتزاز لإجباره على الإدلاء باعترافات كاذبة، ورغم المناشدات للإفراج عنه الا أن أحداً لم يستجب.

طل قبل أيام قليلة "كرم" إلى الحياة دون أن يأذن له والده في أذنه كما جرت العادة، وبقيت زوجته ووالدته يرقبان باب غرفة المستشفى عل المحامي قد حصل على براءته لكن بقي الباب مغلقا حتى اللحظة.

يوم ولادة الصغير كانت هناك وقفة احتجاجية لجميع أهالي المعتقلين السياسيين وقرروا خوض الإضراب عن الطعام ليوم واحد، بينما والدة الهريش قررت أن تواصل إضرابها من شدة قهرها على ابنها.

تقول شقيقة الهريش أسماء إن والدتها قررت مواصلة الإضراب عن الطعام حتى نيل ابنها الحرية، ورغم أنها كبيرة في السن إلا أن ما جرى معه تجاوز حد التصور من شدة الظلم.

وذكرت "للرسالة نت" أنهم اضطروا لنقل والدتها للمستشفى بسبب مواصلتها الإضراب عن الطعام وبعد إصابتها بهبوط حاد، ومع ذلك لا تزال مستمرة في إضرابها حتى الإفراج عن ابنها.

ووصفت الوضع النفسي لعائلتها بالسيء فهم ومنذ 3 شهور يعيشون في حالة قلقل وتوتر، مبينة أن شقيقها فور خروجه من سجن الاحتلال قرر أن يعيش بهدوء بعيدا عن أي منغصات لكن أجهزة السلطة الأمنية قضت على فرحتهم سواء بزفافه عريسا أو تواجده وسطهم في الأعياد والكثير من المناسبات التي لا يزال متغيبا عنها منذ أكثر خمس سنوات.

وتحكي أن الصغار يرددون "عمو أحمد صارله 12 عيد بالسجن (..) عمو أحمد لم يحضر ميلاد أي حفيد (..) متى عمو أحمد حيشوف ابنه كرم؟"، مشيرة إلى أن أسئلة الصغار تقلّب على الكبار المواجع.

وما تستغربه "أسماء" شقيقة المعتقل السياسي أن تلك الإجراءات العقابية في الاعتقال معتاد عليها لدى الاحتلال، فهي تخجل وعائلتها حين تسرد على الصحفيين أن ابنهم يعامل بذات طريقة الاحتلال على يد أجهزة السلطة الأمنية.

وتخشى أن يتفاقم الوضع الصحي لوالدتها المضربة عن الطعام، فهي لن تكسر إضرابها إلا بالإفراج عن ابنها الذي لم يقترف أي ذنب.

ليست وحدها الهريش مضربة عن الطعام، فقد لحقتها والدة المعتقلين السياسيين جهاد وسعد وهدان، احتجاجاً على اعتقال ابنبها لأكثر من شهرين ونصف في مسلخ أريحا.

وما سيزيد الوضع تعقيدا هو تمديد حالة الطوارئ التي أعلن عنها رئيس السلطة محمود عباس، وبالتالي فهو مخرج ليستمر الاعتقال السياسي، دون أي مسوغ قانوني.

ومن أجل حالة الطوارئ يعتقل الفلسطينيون في مسلخ أريحا لأشهر دون أن يُسمح لمحامي المعتقل وذويه بمجرد رؤيته أو معرفة تهمته.

 

البث المباشر