قائد الطوفان قائد الطوفان

بالفيديو: ولكم في القصاص حياة".. قانون شرعي يحد من عادات الجاهلية

ولكم في القصاص حياة".. قانون شرعي يحد من عادات الجاهلية
ولكم في القصاص حياة".. قانون شرعي يحد من عادات الجاهلية

مها شهوان- الرسالة نت

حين تقع جرائم القتل في قطاع غزة، دوما يثور أهل المجني عليه لأخذ ثأرهم من قاتل ابنهم، ويبدأون بالتهديد والوعيد للانتقام عبر عادات بالية وصفت بـ "الجاهلية" لما فيها من تفكيك للمجتمع حيث حرق بيوت ذوي القاتل وتهجيرهم من مكان سكانهم، وذلك قبل إنهاء التحقيقات عبر الجهات الرسمية.

ونفذت صباح اليوم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، خمسة أحكام قضائية بالإعدام، نهائية وباتّة وواجبة النفاذ، بحق مُدانَين اثنين بالتخابر مع الاحتلال، وثلاثة مُدانين بجرائم قتل جنائية.

حالة من الرضا العام سادت أوساط الغزيين بسبب تنفيذ أحكام القانون، بخلاف السابق حين كانت تحل غالبية جرائم القتل وديا مما كان يتسبب بمزيد من الجرائم وفقدان الثقة بالأحكام القضائية مما يضطر أهل المقتول لأخذ حقهم باليد.

وما جرى من تنفيذ أحكام يعتبر مرحلة جديدة تمتاز بالردع والسرعة في تنفيذ الأحكام الشرعية حتى يتحقق السلم الأهلي والأمن المجتمعي، واليوم كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة جنائية أو أمنية سيحسب ألف حساب للنتيجة التي حتما ستكون خسارة حياته وفق الأحكام الشرعية.

القوانين المجتمعية

يقول د. ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية بغزة إن القصاص في جرائم القتل له أهميته بعيدا عن عادات الجاهلية حيث التهجير والاعتداءات بالثأر، مشيرا إلى أن القصاص هو حكم يطبق على من يعتدي على النفس البشرية.

وأوضح لـ "الرسالة نت" أن القصاص يكون بقتل القاتل المتعمد وهذه أهم الصور التي يمكن التركيز عليها، امتثالا لقول الله في القران الكريم " الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى"، ثم يقول "ولكم في القصاص حياة".

وأشار إلى أن القران الكريم بين حقيقة أهمية القصاص في جملة لا تتعدى الخمس كلمات حين خاطب أصحاب العقول المدركة والمتدبرة في قوله "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب"، وكثير من الناس قد يستغربون كيف في القصاص حياة، موضحا أن الامر يتلخص في أنه حال علم الذي يهم بالقتل أنه سيقتل سيمتنع عن ارتكاب جريمته لأنه يدرك أن النفس أغلى مما يرتكبه في حياته.

ولفت السوسي إلى أنه في حال كان الرد على جرائم القتل وفق عادات جاهلية بالية، سيكون هناك الكثير من إزهاق الأرواح، فحين تزهق روح واحد سيرد أصحاب المجني بقتل أكثر من شخص من ذوي القاتل وبالتالي تستمر الحروب بين الطرفين مما يتسبب في إخلال الأمن المجتمعي.

وذكر أن الاخلال بالأمن المجتمعي يعني إلحاق الضرر بحياة الإنسان نفسه، مبينا أنه في السنوات الأخيرة حين تقع الجرائم كان واضحا إزهاق أرواح لا علاقة لها بخصومة المتخاصمين بسبب حالة الفوضى.

وشدد على تطبيق أحكام القران الكريم في القصاص، بالقتل أو الدية أو العفو، مشيرا إلى أن الأحكام الشرعية يستمد منها أهمية القصاص في السلم المجتمعي.

ووفق قوله فإن الأحكام التي يتعاطى معها رجال الإصلاح في بعض الأحيان لا تتوافق مع شرع الله، مثل تهجير أهل القاتل ومنعهم من المرور من مكان معين أو الحكم عليهم بعدم الخروج من بيوتهم، لافتا إلى أن كل هذه الاحكام السابقة غير مشروعة بل تلحق الضرر بالحياة الاجتماعية بشكل عام.

ويرى السوسي أن الأحكام المجتمعية قد لا تكون رادعة ومانعة من تكرار حالات القتل، خاصة عند تحميل ذوي القاتل أكثر من طاقتهم وتدميرهم نفسيا ومعنويا رغم أن ابنهم الحاني معتقل، مؤكدا أنه ليس من العدل تحميل شخص وزر آخر.

وأكد أن عليات التهجير وإحراق البيوت عند وقوع الجريمة هي ردة فعل سريعة، مشيرا إلى أن التهجير المؤقت في بعض الأحيان يعتبر وسيلة لتسكين النفوس وفض الاشتباك.

وفيما يتعلق في مماطلة الأحكام عبر القضاء خاصة في القضايا الجنائية، ذكر السوسي أنه في حال تم التحقيق في جريمة وثبت القتل على من اتهم به وكان القتل عمدا يجب الاقتصاص منه، بحسب الشرع الذي يعطي أولياء المقتول الحق في العفو أو التنازل عن القتل إلى الدية، وفي حال رفضهم يبلغ ذوو الجاني بذلك لتطبيق الحكم وهذا في الأصل لا يستغرق سنوات طويلة للمماطلة التي لا فائدة منها.

 

 
 

 

 

البث المباشر