قائمة الموقع

استمرار نشر صور مُخلة بالأقصى محاولة مدروسة لنزع قدسيته

2022-09-05T22:56:00+03:00
جزء من الصور المخلة
الرسالة- محمد عطا الله

بشكل غير مسبوق، يحاول الاحتلال (الإسرائيلي) فرض سياسة وواقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، عبر النشر المتكرر لصور مُخلة تنتهك قدسية وحرمة الأقصى، ضمن خطة مُدبرة تهدف لتحقيق أوهام الصهيونية.

وانتشرت مساء أمس الأحد، صور جديدة للمستوطنين في المسجد الأقصى المبارك خلال ارتكابهم تجاوزات خطيرة، حيث شملت الصور أفعالاً خادشة للحياء داخل باحات الأقصى خلال اقتحام المستوطنين له.

وتكررت المشاهد الفاضحة داخل الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية في تجرؤ واضح من المستوطنين وتحت حماية وأنظار شرطة الاحتلال؛ على ارتكاب الأفعال الخادشة خلال الأسابيع الماضية منها صور لنساء عاريات.

هذه المشاهد تترافق مع تصاعد الاقتحامات التي تتم يومياً وبالتزامن مع استمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى، إلى جانب إبعاد واعتقال المقدسيين والمرابطين في القدس، ما يشير إلى أن الذي يجري يأتي ضمن خطة مدروسة تستهدف الأقصى.

خطة ممنهجة

ويؤكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية والاجتماعية، زياد حموري، أن تكرار دخول المستوطنات بلباس فاضح داخل باحات المسجد الأقصى مرتبط ببعض الخطوات القانونية التي اتخذتها حكومة الاحتلال بشكل ممنهج لتهويد القدس.

ويضيف الحموري في حديثه لـ"الرسالة" أن الخطوات القانونية تهدف لتحويل ساحات المسجد إلى ساحات عامة وسلبها الصفة القدسية أو الدينية، سواء بنشر هذه الصور المُخلة أو إقامة الطقوس والشعائر الصهيونية فيها.

ويشدد على أن هذه الانتهاكات تشكل استفزازا واضحا لمشاعر المسلمين والهدف المعلن من ورائها في نهاية المطاف هو هدم الأقصى وقبة الصخرة وإقامة الهيكل المزعوم.

ويبين الحموري أن الأوضاع في المدينة المقدسة ذاهبة نحو الأسوأ وقد تشعل الأوضاع، لا سيما أن ما يجري يتم بالتزامن مع محاولة تحريف المنهاج التعليمي بالقدس والتهويد والسيطرة عليها.

ويشير إلى أن الاحتلال والمستوطنين يعملون بشكل متعمد من أجل التضييق على المقدسيين ودفعهم إلى ترك المدينة في محاولة للسيطرة عليها.

ويتفق المختص في شؤون الأقصى جمال عمرو مع سابقه، مبينا أن هذه الصور لم تأت عفوية وإنما ممنهجة ومرسومة بعناية وتتم تحت حراسة الاحتلال وبتعاون مع قادته وإعلامه من أجل نشرها على المستوى الدولي والعالمي.

ويؤكد عمرو في حديثه لـ "الرسالة" أن الهدف من هذا الأمر محاولة ترويض العقل العربي ودفعه للقبول بالسلوك (الإسرائيلي) الصهيوني وفق معايير الاحتلال وترسيخ مبدأ حرية المستوطنين في تقاليدهم وأفعالهم الصهيونية.

ويضيف أن الاحتلال يدرك أن هناك احتجاجات وغضبا سيرافق نشر الصور، ولكن مع الوقت تصبح أمرا اعتياديا وحقا للمستوطنين وهو أخطر ما في هذه القضية.

ويوضح عمرو أن ما يجري محاولة لاستنساخ ما جرى في الحرم الابراهيمي بالخليل وأيضا السيطرة على 48 مسجدا بالداخل المحتل ونزع الصفة الدينية عنها وتحويلها لحانات منزوعة الطهارة.

ويشدد على أن الأمور ذاهبة لحرب طاحنة واشتعال للأوضاع في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الصدامات مستمرة وما يجري هو مشاحنة مقدمة لمواجهة عظمى لا تبقى ولا تذر.

اخبار ذات صلة