لطالما لجأ جيش الاحتلال (الإسرائيلي) عقب كل عملية فدائية إلى سياسته القديمة في هدم منزل منفذ العملية، ضمن سياسة أسلوب العقاب الجماعي التي يتبعه الاحتلال لمعاقبة ذوي منفذي العمليات.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الليلة الماضية مدينة جنين وهدمت منزل منفذ عملية "ديزنغوف" في (تل أبيب) رعد خازم، في شهر نيسان/إبريل الماضي.
وهدمت سلطات الاحتلال 300 مبنى بالضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ مطلع العام الجاري، بحسب إحصاءات وثقتها منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، التي حذرت في تقرير لها من خطورة سياسة هدم المنازل التي تتبعها سلطات الاحتلال بالقدس والضفة وخاصة في مناطق (ج).
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أنه كما هو الحال في معظم عمليات الهدم، تكمن ذريعة الاحتلال في أنهم نفذوا عمليات فدائية أو بحجة البناء دون ترخيص في مناطق القدس المحتلة.
وتشكل سياسة هدم المنازل الفلسطينية منهجية (إسرائيلية) قديمة منذ نشأة دولة الاحتلال عام 1948، فقد دمر الاحتلال منذ النكبة أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية.
إرهاب شعبنا
ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين أن سياسة هدم المنازل ليست جديدة وإنما هي جزء من جرائم الاحتلال الممتدة، مبينا أن هذه السياسة تدفع للمزيد من العمليات وتشكل منطلقا للانتقام من سلوك الاحتلال.
ويوضح شاهين في حديثه لـ "الرسالة" أن ما جرى الليلة في جنين من اقتحام وهدم منزل عائلة خازم يأتي امتدادا لهذه السياسة التي أثبتت فشلها في الحد من تنفيذ العمليات أو توقف المقاومة والحد منها.
وبين أن قوة الإجرام الصهيوني تحاول أن ترهب شعبنا من خلال الأفعال التي ترتقي لجرائم حرب، مشددا على أن هذه الجرائم لن تثني المقاومين عن استكمال طريقهم في مقارعة الاحتلال.
ويشير إلى أنه من الضروري على الجهات المسؤولة بالضفة تعويض أصحاب المنازل المدمرة والالتفاف حول خيار شعبنا في تصعيد المقاومة ضد المحتل.
ولفت إلى أنه كلما زاد إجرام الاحتلال تتصاعد العمليات للرد على جرائمه وما يحدث في الآونة الأخيرة خير دليل على ذلك.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع سابقه، مبينا أن هدم المنازل بات أسلوبا قديما ومكررا ولا يدفع إلا إلى المزيد من العمليات ومقاومة الاحتلال.
ويضيف الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن المقاوم الفلسطيني الذي يذهب ويضحي بنفسه لن يبخل على الوطن بأحجار منزل، فهو يقدم أغلى ما يملك من أجل أن يقدم نموذجا مشرفا من مقاومة الاحتلال.
ويستبعد إمكانية أن تحد هذه السياسة من إصرار وصمود شعبنا على مواصلة مقاومته والمطالبة بحقوقه والدفاع عن نفسه، لا سيما أن هناك دعوات جماهيرية فلسطينية ودعم من الشارع لإعادة ما يتم تدميره وتعويض أصحاب المنازل.