قائد الطوفان قائد الطوفان

أذرع المقاومة ترفض الالتفاف على سلاحها في أي اتفاق

غزة -فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت

كما كتائب القسام.. فقد أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن مشروعية وضرورة وحتمية المقاومة أصلاً في جوهرها غير قابلة للتفاوض والمناقشة لا في جولات المصالحة ولا في غيرها، في حين أكدت الفصائل أنها تتمتع بكامل حريتها في  قطاع غزة  وممارسة أشكال الكفاح المسلح والتصدي للاحتلال على عكس ما يواجهه عناصرها وكوادرها في الضفة الغربية من ملاحقة واعتقال من قبل سلطة رام الله.

يذكر أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أجلت التوقيع على ورقة المصالحة المصرية المعدلة نظراً لبعض الملاحظات للحركة عليها، ومن بين هذه الملاحظات إشارتها إلى عدم مشروعية أية تشكيلات عسكرية خارج إطار الهيكل المقرر للأجهزة الأمنية.

حلم بعيد المنال

وكان الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام صرح بأن الحديث عن دمج أو حل فصائل المقاومة الفلسطينية هو أمر غير وارد ولا مكان له على أرض الواقع وغير قابل للتطبيق بأي شكل من الأشكال قائلاًَ : " إن حلم حل كتائب القسام أو غيرها من الأجنحة العسكرية المقاومة هو حلم بعيد المنال، مهما حاول البعض تفسير ما ورد في الورقة المصرية بهذا الخصوص، فلكل تفسيره الخاص، وبالتالي فإن هذه النقطة تحتاج إلى توضيح كامل".

 وأضاف أبو عبيدة: " ما يمكن أن نؤكده أن حل السلطة هو أولى وأهون وأسهل من حل كتائب القسام أو فصائل المقاومة الباسلة، وإذا كان هناك من تعريف للسلاح الشرعي فهو قطعاً سلاح المجاهدين الطاهر الشريف الموجّه نحو صدور الأعداء، ولا نقبل أصلاً أن تسمى المقاومة مليشيا غير قانونية، فهذا تلاعب بالألفاظ لا ينطلي على شعبنا الذي يدرك أن السلاح الشرعي هو الذي يحمي الوطن ويدافع عن كرامة الشعب وأن السلاح غير الشرعي هو الذي يطارد المقاومين ويقتل المجاهدين ويحرس مغتصبات العدو".

إجحاف بحق المقاومة

"أبو مجاهد" الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح لحركة المقاومة الشعبية، أكد أنه لا يستطيع كائنا من كان أن يُقدم على حل أو دمج فصائل المقاومة الفلسطينية ووصفها بالميلشيات، معتبراً في حديثه لـ"الرسالة نت" أن ما ورد في الورقة المصرية "إجحاف بحق المقاومة وبحق من دافعوا عن الشعب الفلسطيني وبذلوا الغالي والنفيس وقدموا جل قياداتهم من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية"، مشدداً على أن ما ورد في الورقة المصرية حول مقولة "لا سلاح شرعيا غير سلاح الأجهزة الأمنية هو بمثابة حرب على المقاومة".

وثمن "أبو مجاهد" موقف كتائب القسام في ردها على ما جاء في الورقة المصرية بحق المقاومة الفلسطينية، حيث عبرت عن موقف المقاومة الفلسطينية بشكل عام بأن "حل السلطة أهون علينا من حل أجنحة المقاومة"، مشيراً أن السلطة يجب أن تكون في خندق الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وليس لضرب المقاومة وضرب من يدافع عن الشعب الفلسطيني، قائلاً: "نحن لا يمكن أن نتخلى عن سلاحنا، فهو سلاح شريف ونظيف وبالمقابل لا يجب أن يكافأ هذا السلاح الذي دافع عن غزة والضفة الغربية بأن يكون في محل الالتفاف عليه في الورقة المصرية".

واستهجن "أبو مجاهد" مزاعم محمود عباس المنتهية ولايته بأن المقاومة الفلسطينية مُلاحقة في قطاع غزة، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت ردوداً متعددة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية على التوغلات الجزئية للاحتلال على حدود قطاع غزة ولم يتم منعها من قبل الحكومة الشرعية في قطاع غزة كما يزعم عباس، وقال: "كان هناك أكثر من رد من قبل ألوية الناصر صلاح الدين على تقدم الآليات جنوب ووسط وشمال قطاع غزة وهذا بمثابة رد على كل من يزاود ومن يدعي أن حماس تمنع المقاومة"، مضيفاً: "تربطنا علاقة متينة بكل التنظيمات والتشكيلات العسكرية على رأسها حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، عوضاً عن العلاقة الحميمة مع  الحكومة الشرعية في غزة". 

وبالمقابل أشار "أبو مجاهد" أن عددا كبيرا من عناصر المقاومة الشعبية رهن الاعتقال في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وذلك بفعل مقاومتهم للاحتلال، مؤكداً أن "هذا أمر لم يدم ونحن على يقين أن المقاومة في الضفة من كافة التنظيمات والتشكيلات العسكرية سوف تنهض وتدافع عن شعبنا"، مضيفا: "هناك حرب تشن على مقاومة الضفة بفعل التنسيق الأمني المذل مع الاحتلال في محاولة لتقويض دور المقاومة وأما الضربات المتلاحقة للمقاومة فستزيدها قوة".

طلباً أمريكياً وصهيونياً

غير أن "أبو أحمد" الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عبر عن رفض حركته المطلق للبند الذي ورد في الورقة المصرية للإلتفاف على دور المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن الأذرع العسكرية هي التي تحمي وتُدافع عن الشعب الفلسطيني، وقال لـ"الرسالة":"خلال السنوات  الماضية كان من الواضح جداً أن المقاومة هي التي تتصدى للإجتياحات والعدوان، في حين لم نشهد في عهد السلطة السابقة أن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها ولكنها كانت تخلي مواقعها وتنسحب أمام تقدم الآليات الصهيونية ".

وأكد "أن الطلب بالالتفاف على المقاومة مرفوض، ونحن متمسكون بسلاحنا وبحقنا في الدفاع عن أبناء شعبنا"، معتبراً أن الطلب بدمج أو حل الأجنحة العسكرية المقاومة طلباً أمريكياً وصهيونياً تم إدراجه في الورقة المصرية، مضيفاً:"وهذا مايبرر رفضه من قبل الأخوة في حركة حماس وربما كان هو البند الأهم الذي منعها من التوقيع على الورقة".

وفي سياق رده على سؤال "الرسالة نت" حول ما صدر من تصريحات على لسان فهمي الزعارير حاول فيها الاصطياد في الماء العكر  بالدعوة لتقوية حركة الجهاد الإسلامي كتنظيم إسلامي يحل بدلاً من حركة حماس، قال : "هذا تصريح غير مسئول وسخيف" ، وأضاف: "بالأساس لسنا وحدنا في الساحة الفلسطينية، فقوتنا تنبع من قوة فصائل المقاومة الأخرى، وبالتالي لا يمكن تعزيز قوة سرايا القدس بمعزل عن قوة فصائل المقاومة، فنحن بوحدتنا وبجميع فعالياتنا نتوحد في خندق الدفاع عن شعبنا".

وأشار إلى أن سرايا في قطاع غزة تعمل في الميدان جنباً إلى جنب مع فصائل المقاومة، مؤكداً "وما الحديث عن ملاحقتها وتحجيم دورها إلى محض افتراء".

وعبر"أبو أحمد" عن أسفه لما يحدث من  تعديات على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، مؤكداً أنه مر على هذه التعديات زمن طويل كانت السلطة تبررها بأنها تتخوف من أن حماس تريد السيطرة على السلطة في الضفة، متسائلاً "إذا كانوا يتحججون زيفاً في تبريرهم لاعتقال أبناء حماس أنهم يريدون السيطرة على السلطة.. فلماذا يقومون باعتقال أبناء حركة الجهاد وسرايا القدس الذين لا يطمعون بالسلطة..!؟"، مشيراً إلى أن أبناء السرايا يقبعون في سجون السلطة كغيرهم من أبناء القسام وشهداء الأقصى.

وأكد "أن أكثر من 180 كادراً من كوادر سرايا القدس مازالوا يقبعون في سجون الأجهزة الأمنية، إلا أنهم صابرون ولن تُكسر شوكتهم أمام هذا التنسيق العلني مع الاحتلال"، مضيفاً"أعتقد أنه في الوقت المناسب سوف تستعيد المقاومة الفلسطينية عافيتها".

إطلاق العنان للمقاومة

أما "أبو سليم" الناطق الرسمي باسم كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية فقال: "كانت لنا ملاحظاتنا على الورقة المصرية باعتبارها تدعو لحل مسار المقاومة"، وأضاف: "أن حل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة مرفوض جملة وتفصيلا ، فمادام الاحتلال الصهيوني موجود على أرضنا فمن حق فصائل المقاومة الدفاع عن شعبنا"، مؤكداً أنه لا يمكن القبول بما ورد في الورقة المصرية.

وعبر "أبو سليم" عن اعتقاده أنه منذ اللحظة الأولى لتشكيل حكومة سلام فياض دعت في برنامجها إلى تصفية المقاومة بشكل عام، ولاسيما في الضفة.

وشدد "أبوسليم" لـ"الرسالة نت"،  أن ما يحدث في قطاع غزة هو العكس، حيث أن قوى  المقاومة تتمتع بكامل الحرية في مقاومة الاحتلال، مستشهداً بأن كتائب المقاومة الوطنية قامت بالعديد من المناورات العسكرية والعروض العسكرية في مناسبات وطنية عدة وعلى الملأ، عوضاً عن أنها تتصدى لتوغلات قوات الاحتلال "، نافياً أن تكون يد المقاومة في غزة مقيدة أو محظورة ولكنها تتمتع بكامل الحرية .

واعتبر "أبو سليم" أن حديث عباس عن ملاحقة المقاومة في غزة" ضرب من الخيال، غير أن المقاومة في الضفة محظورة من قبل أجهزة عباس ويتم ملاحقة عناصرها والزج بهم في السجون"، داعياً عباس وحكومته في رام الله إلى إطلاق يد العنان للمقاومة لتقوم بدورها في الدفاع عن شعبها، مضيفاً:"وبالتالي يجب على عباس الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين وفك قيد عناصر المقاومة من سجون الأجهزة الأمنية حتى لا يكون ذلك ذريعة للعدو الصهيوني في ملاحقتهم وتصفيتهم".

 

البث المباشر