تحاول قيادة السلطة الفلسطينية الحفاظ على بقائها من خلال تقديم دور وظيفي وأمني لخدمة الاحتلال وحماية مستوطنيه، فيما تخشى من استمرار الجيش مواصلة اقتحاماته الليلية التي تخلق حالة من المقاومة وردات الفعل.
وعبرت السلطة عن غضبها وعدم رضاها من خلال الاتهامات التي وجهها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، لـ (إسرائيل) بأنها تعمل على إضعاف السلطة الفلسطينية.
وفي مقابلة أجراها معه موقع "واللاه" العبري، أشار الشيخ، المسؤول عن إدارة العلاقة مع (إسرائيل)، إلى أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال منذ أكثر من عام أدت إلى إضعاف السلطة وخنقها اقتصاديا.
ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية سبق أن حذرت من أن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال ستفضي إلى التصعيد، واصفاً تصريحات المسؤولين (الإسرائيليين) التي تؤكد أن (تل أبيب) معنية بتقوية السلطة بأنها "نكتة".
ورفض الشيخ الانتقادات التي وجهها كل من وزير الحرب (الإسرائيلي) بيني غانتس ورئيس أركانه أفيف كوخافي لأجهزة السلطة الأمنية واتهامها بالتقاعس عن مواجهة بؤر المقاومة في الضفة الغربية.
وأضاف: "ليس صحيحًا أن أجهزة السلطة الأمنية ضعيفة، (الإسرائيليون) يعتقدون أن جيشهم يعمل في الضفة الغربية ليلا وأجهزتنا الأمنية تعمل في النهار، ليس بوسعنا أن نعمل عندما يداهم الجيش مدننا، يعتقل ويقتل الناس".
وكشف أن السلطة عرضت على (إسرائيل) تنفيذ خطوات ثنائية، مثل وقف مداهمة الجيش للمدن الفلسطينية لمدة 4 – 5 أشهر بهدف تحسين المناخ في الضفة، مشيرا إلى أن الاحتلال رفض الاقتراح.
وكانت قناة "كان" الرسمية العبرية قد نقلت عن قيادات عسكرية (إسرائيلية) قولها إن تهاوي سيطرة السلطة على مناطق في الضفة أدت إلى تراجع قدرة أجهزتها الأمنية على العمل مما ساعد على تصاعد موجة عمليات المقاومة الحالية.
تفريغ دورها
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن السلطة حشرت نفسها كأداة بيد الاحتلال وتمارس دورا وظيفيا لحماية الاحتلال الذي يريدها أن تنوب عنه بالضفة.
ويوضح العقاد في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال بدأ بأخذ الدور عنها لعجزها وعدم ثقته بأدائها الذي بدأ يتراجع مؤخرا على ضوء الصراعات الداخلية لقيادة السلطة، وأصبح يقفز عن الواقع وهو ما دفع الشيخ للحديث بهذه اللهجة.
ويبين أن الاحتلال اتضح له أن السلطة تفقد السيطرة شيئا فشيئا في ظل انشقاق أفرادها الذين باتوا لا يؤمنون بدورها الخياني وينضمون للمقاومة، لذلك أصبح يخشى من تسرب المعلومات وتصاعد العمليات المسلحة.
ويشدد العقاد على أن السلطة قد انتهى دورها السياسي تماما واقتصر عملها على الدور الأمني، وحتى أن هذا الدور أصبح محل شك لدى الاحتلال الذي بدأ يقفز عنه.
عقيدة شراكة مع الاحتلال
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين مع سابقه، مبينا أن العقيدة الأمنية لدى السلطة هي عقيدة شراكة مع الاحتلال وتؤدي دورها الأمني كـ"استرزاق مالي"، حسب وصفه، للحفاظ على مكاسب مالية ضيقة بعيداً عن الوطنية.
وبين شاهين في حديثه لـ "الرسالة نت" أن تصريحات الشيخ تعكس مدى الانحدار الأخلاقي لتبني قيادة السلطة لهذه السياسات، في الوقت الذي من المفترض فيه أن تنضم لخيار شعبنا في المقاومة.
ويضيف أن هناك منافسة لدى أجهزة السلطة لملاحقة المقاومين وتصاعدا في أعداد المعتقلين السياسيين بالضفة تزامنا مع حملات اقتحامات الاحتلال وهي سياسة تبادل الأدوار.
ويشير شاهين إلى أن كل الرهانات على اجتثاث المقاومة ستكون فاشلة والمقاومة في الضفة ستكون على قدر التحدي وتدرك أن السلطة انسلخت عن دورها الوطني وتمارس الدور البغيض.