هكذا تعودنا على مدينة جنين، وكأن لكل بيت فيها شهيد جديد سمي على اسم شهيد قديم، حمد أبو جلدة شهيد جديد سمي تيمنا بعمه شهيد الانتفاضة الأولى.
أكّدت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم بأن أبو جلدة البالغ من العمر 24 عاما، قد ارتقى متأثرا بجراح خطيرة بعد معركة شرسة خاضها مع رفاقه ضد جنود الاحتلال الذين اقتحموا بمدرعاتهم المخيم ورحل من سكانه من رحل، بينما بقي حمد يصارع الموت حتى رحل اليوم.
انطلقت مسيرات المخيم فجر اليوم، بعد إعلان استشهاده، وعبرت عن غضبها وسخطها وهي تحمل جثمان الشهيد وتطوف به في الحواري والأزقة.
عم الشهيد وقف حابسا دموعه فخورا بابن أخيه قائلا: "حمد قضى ثلاث سنوات في السجون (الإسرائيلية) ويحمل اسم عمه الشهيد، ولقد كان أهلا لحمل هذا الاسم ولن يكون الأغلى، ابن أخي يلحق بأخوي الشهيدين، وسنظل ندفع غيرهم في كل عام، نحن جيش الجنين الذي لا يقهر، نلاحق جنودا يحملون العتاد، وهم يتراكضون مثل الفئران فور رؤية أبنائنا يخرجون لمواجهتهم".
لقد استشهد حمد وهو يؤازر والد الشهيد رعد خازم حينما اجتاحت مدرعات الاحتلال المخيم لتهدم منزله، فوقف إلى جانبه شباب المخيم مدافعين بسلاحهم البسيط وبأجسادهم الصلدة.
وهكذا خاض حمد معركته وارتحل اليوم بطلا من أقمار جنين، دون ندم أو أسف من المدينة التي لا تكل عن تقديم أرواح شبابها فداء لثورة الحق التي عاشت لأجلها.
يضيف عمه: "لقد خلقنا لندافع عن رعد ورجال رعد وأمثال رعد، ورغم أن أبو رعد منع الشباب من الاشتباك لأجله مع جنود الاحتلال، لكن نحن أهل جنين وسنبقى هكذا طوال العمر نقدم شهيد ولا نبخل بأنفسنا وأبناءنا "
وفي ذات السياق، استحق حمد النعي حيث نعته كل فصائل المقاومة الفلسطينية، مؤكدة أنّ الاحتلال لن ينال من عزائم شعبنا ومقاومينا.
وقالت حماس، في تصريح صحفي لها": إنّ "الاحتلال وإن استطاع أن ينال من جسد الشهيد، لم ولن ينال من عزائم أبناء شعبنا ومقاومينا الضاغطين على الزناد على امتداد أرضنا المحتلة".
وتقدمت الحركة بتعزيتها من ذوي الشهيد ومحبيه، مذكرة بأنّ المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني ومقاومته ضد العدو الصهيوني المجرم مستمرة بلا توقف، وأنّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً.
و بدورها، نعت حرمة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد أبو جلدة، مؤكدة أن شعبنا يواصل السير على درب الشهداء مهما عظمت مسيرة التضحية والعطاء، حتى زوال الاحتلال.
وأشادت الحركة، بإرادة وصمود جماهير شعبنا وأهلنا، والمقاومين الأبطال الذين هم مثال الاشتباك والمواجهة الذي تتمدد ساحاته في ميادين الضفة المحتلة، والتصدي لحملات الاقتحام والعدوان في مدننا وقرانا. وعاهدت شهداءنا بالوفاء لدمهم الطاهر والاستمرار على نهجهم حتى زوال الاحتلال.
من جانبها، قالت حركة الأحرار الفلسطينية، إنّ "ارتقاء الشهداء هي ضريبة العِزة والمقاومة ودماؤهم الطاهرة مصابيح تنير لشعبنا طريق التحرير والعودة".
وهذه كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح" قد أصدرت أيضا بيانا نعت فيه الشهيد حمد مصطفى أبو جلدة مؤكدة أن دماء الشهداء ستبقى سراجًا منيرًا للمجاهدين والمقاومين نحو درب العزة درب المقاومة، ودرب تحرير الأرض والمقدسات.