نظمت مساء الأحد، مظاهرة احتجاجية في بلدة المزرعة تنديدا بالعنف والجريمة وتقاعس شرطة الاحتلال، في أعقاب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب زين عوض بإطلاق نار مساء أول من أمس الجمعة.
وانطلقت المظاهرة الاحتجاجية بمشاركة المئات من أهالي المزرعة وفلسطيني الداخل المحتل، بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا، من بيت عزاء الضحية عوض وصولا إلى مفرق البلدة الرئيسي.
ورفع المتظاهرون في المظاهرة لافتات ضد استفحال العنف والجريمة في الداخل المحتل، كما رددوا هتافات منددة بتقاعس شرطة الاحتلال وتواطؤها مع عصابات الإجرام.
وألقيت بعض الكلمات في بيت عزاء الفقيد، من قبل كل من رئيس مجلس محلي المزرعة فؤاد عوض، ورئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية، ورئيس لجنة إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن المتابعة الشيخ رائد صلاح.
وأجمع المتحدثون في كلماتهم على استنكار ونبذ العنف والجريمة المستفحلة في الداخل المحتل، وعلى تقاعس شرطة الاحتلال في محاربة العنف والجريمة وتواطؤها مع عصابات الإجرام.
وأغلق المتظاهرون مفرق البلدة الرئيسي وشارع 4 أمام حركة السير من الاتجاهين.
وقال رئيس مجلس محلي المزرعة، فؤاد عوض، إن "يزن ابن الـ20 عاما، عرف بدماثة أخلاقه وعطاءه وقدم كل ما لديه من أجل خدمة أهله ومجتمعه من دون كلل أو ملل أو تردد، رسالتي لكم جميعا لا تجالسوا المجرمين فالضحية قتل بلا ذنب، وكذلك قتل نضال ونعاني الأمرين في مواجهة هذا الورم السرطاني الذي تفشى بيننا ونهش عقولنا وقلوبنا، فصار يحصد الضحية تلو الأخرى، وقرية المزرعة التي عرفت بأنها وادعة وآمنة لم تعد كذلك، إذ نترقب الضحية الجديدة ونعيش الخوف والقلق إزاء ذلك، نسأل الله أن يهدي شبابنا لما فيه من خير وصلاح للمجتمع".
وذكر رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أننا "نجوب بلدة تلو الأخرى لا للمشاركة في الأفراح بل للتعزية والمواساة والصراخ ضد الجرائم التي لا تتوقف بحق شعبنا في الداخل المحتل، فهذا ليس قدرنا وليست هذه طبيعة الفلسطينيين، إذ أن 99% من فلسطيني الداخل هم من الصالحين المتطلعين لحياة آمنة وأن يوفوا بالتزاماتهم الاجتماعية والعائلية والمنزلية".
وأضاف أن "الاحتلال يعطي الحصانة للمجرمين الذين لا تتجاوز نسبتهم في الداخل المحتل 1% وهم ثلة خارجة عن القانون والعرف الاجتماعي والعقيدة والدين، ولأن قرية المزرعة الطيبة كانت مسالمة فقد طالتها يد الجريمة وجاءها الدور كباقي المدن الفلسطينية المحتلة، وذلك على كل واحد منا أن يعالج الخلل في منزله وأن يراقب أبناءه حتى لا نفجع بضحية أخرى".
وتابع أن "(إسرائيل) دست هذا الفيروس القاتل المتمثل بالعنف لأنها لا تريد الخير لنا، حيث أن 90% من السلاح غير القانوني قادم من الجيش، ومعركتنا اليوم اجتماعية ودينية وسياسية وأخلاقية لاجتثاث الجريمة والعنف من مجتمعنا الفلسطيني".
وأشار رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية في الداخل المحتل، مضر يونس، إلى أن "القضية واضحة فالوحيد الذي يستطيع القبض على المجرمين هي سلطات الاحتلال، والقضية ليست إهمال من قبلها بل سياسة ممنهجة لإضعاف فلسطيني الداخل، لذلك يجب أن نكون أقوياء وأن يهتم كل واحد منا بمسؤولياته وأن يراقب أبناءه وإلا ستتواصل الجريمة كما حدث مع زين ونضال ومحمد عثامنة وباقي الضحايا".
وقال رئيس لجان إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ رائد صلاح، إنه "لا يجب أن نعود إلى بيوتنا وكأن شيئا لم يكن بل يجب أن نعمل وألا نستسلم، يجب محاربة الربا الأسود والمخدرات والخاوة وفوضى السلاح وأن نشكل لجان محلية ونسوية وشبابية وطلابية لإفشاء السلام من خلال 3 خطوات، بينها الوقائية على أن تقوم بإفشاء السلام في مجتمعنا، العلاجية على أن ترسي ثقافة الصلح والتسامح في المجتمع، والرادعة على أن ترسي ثقافة نبذ العنف في المجتمع وتقوي مناعته".
وختم بالقول "أوجه أصابع الاتهام إلى السلطات (الإسرائيلية) بالوقوف وراء هذا العنف ومرتكبيه وأقول لهم لن نركع ولن نستسلم ولن نرحل، وسنقود فلسطيني الداخل المحتل إلى بر الأمان من خلال محاربة العنف ودوافعه".
وتشهد المدن الفلسطينية في الداخل المحتل تصاعدا خطيرا في أحداث العنف وجرائم القتل، في الوقت الذي تتقاعس فيه شرطة الاحتلال عن القيام بدورها في لجم الظاهرة.
وارتفعت حصيلة ضحايا جرائم القتل في الداخل المحتل منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، إلى 73 قتيلا بينهم 9 نساء عربيات.
عربي 48