قائمة الموقع

مبادرة حماس لإطلاق الأسرى المرضى.. هل تحرك المياه الراكدة؟

2022-09-12T18:06:00+03:00
أرشيفية
الرسالة نت- محمد عطا الله

لا تتوقف حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، عن بذل الجهود والسعي المتواصل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال (الإسرائيلي) وخاصة المرضى منهم، على اعتبار أن هذا الملف من الثوابت الوطنية.

ومع تدهور الوضع الصحي للأسير المريض ناصر أبو حميد داخل سجون الاحتلال، أعادت الحركة طرح مبادرتها الإنسانية التي أعلن عنها رئيسها يحيى السنوار في نيسان 2020، وتتضمن استعداد الحركة لتقديم "مقابل جزئي" لـ (إسرائيل) من أجل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين وخاصة من المرضى وكبار السن.

ما سبق يعكس إصرار حماس وحرصها على ضرورة إنجاز صفقة تبادل للأسرى، وبشكل عاجل للمرضى منهم، في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها وحالة الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة السجون ضدهم.

وتحتفظ "حماس" في غزة، بأربعة (إسرائيليين): "أورون شاؤول" و"هدار غولدين"، بعد أن أسرهما عناصر القسام خلال حرب صيف 2014، و"أبرا منغستو" وهشام السيد"، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في سبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

منذ ثماني سنوات تبدي الحركة مرونة عالية مع العروض المقدمة من الوسطاء الدوليين في سبيل الوصول لإنجاز صفقة تبادل شاملة للأسرى، على غرار صفقة "شاليط" التي تمت عام 2011، وأفرج الاحتلال خلالها عن 1027 أسيرا من أصحاب المؤبدات، مقابل إفراجها عن الجندي المأسور جلعاد شاليط في ذلك الحين.

ومع تجاوز عدد الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال لما يزيد عن 600 أسير، طرحت الحركة مبادرتها الإنسانية بتقديم معلومات حول الجنود الأسرى ووضعهم الصحي، مقابل إفراج الاحتلال (الإسرائيلي) عن جميع الأسرى المرضى والنشطاء والأطفال، إلا أن تعنت الاحتلال حال دون ذلك.

اهتمام كبير

ويرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أن حركة حماس تولي اهتماما كبيرا تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، لذلك جاء طرح هذا العرض مجدداً.

ويوضح الغريب في حديثه لـ "الرسالة" أن حماس تدرك المعاناة الحقيقية التي يعيشها الأسرى جراء سياسة سلطات الاحتلال من إهمال طبي وظروف اعتقالية سيئة، ووجود مئات الأسرى الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن وتعتبر أن قضيتهم مُلحة وجب إنهاؤها.

ويبين أن حماس لديها عدد من الجنود (الإسرائيليين) الأسرى كما هو معروف، وتحاول تحريك هذا الملف الذي يراوح مكانه منذ عام 2014 من خلال مبادرات كهذه المبادرة.

ويشدد الغريب على أن الموقف (الإسرائيلي) متصلب في هذا الملف ولا زال غير جاهز لدفع فاتورة صفقة تبادل سواء إنسانية كمرحلة أولى أو صفقة شاملة تضمن إعادة جنودها والإفراج عن الثمن الذي تطالب به حماس.

وُيرجع الكاتب ذلك إلى قرب الانتخابات (الإسرائيلية) الخامسة، نظراً لعدم وجود حكومة مستقرة قادرة أن تتخذ قرارات مفصلية من جهة ثم وجود لوبي (إسرائيلي) معارض لإبرام صفقات تبادل أسرى جديدة بدفع ثمن باهض.

ويشير إلى أن إحراز أي تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى مرهون بمدى تجاوب حكومة الاحتلال لمطالب حماس كشرط أساسي لدفع الثمن الذي تطالب به، لكن هناك مخاوف (إسرائيلية) بأن تفتح صفقة تبادل أسرى إنسانية الحديث عن مصير جنودها الآخرين ما يحدث خلطا للأوراق يجعلها تتورط في دفع ثمن كبير وفاتورة ضخمة تطالب حماس بها بالإفراج عن المعتقلين أصحاب المحكوميات العالية وقيادات فلسطينية بارزة.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، مع سابقه، مبينا أن قضية تحرير الأسرى على سلم أولويات الحركة وهي تهتم كثيرا بشأنهم الإنساني.

ويضيف الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن هذه المبادرة يجب أن يتم النظر إليها بشكل إيجابي وأن يهتم بها العالم ويضغط على الاحتلال الذي يريد معلومات حول الجنود وحماس لديها استعداد أن تقدمها ولكن بشرط أن يتم الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن.

ويشير إلى أن هذه المسألة جرى طرحها سابقا وتعيد حماس التأكيد عليها في ظل ما يعانيه الأسرى المرضى في السجون كالأسير ناصر أبو حميد وغيره، لافتا إلى أنه على الاحتلال التقاط هذه الفرصة التي قد تكون مقدمة لصفقة تبادل جديدة.

اخبار ذات صلة