من الواضح أن الاحتلال ومستوطنيه يخططون لعدوان غير مسبوق على المسجد الأقصى عبر الاقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
وتسعى جماعات الهيكل خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري، بـما يسمى "رأس السنة العبرية"، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى المبارك، مما يستوجب تفعيل كل أدوات المقاومة للدفاع عن الأقصى.
وفي يوم الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى "عيد الغفران" العبري، ويشمل محاكاة طقوس "قربان الغفران" في الأقصى، وهو ما تم بالفعل دون أدوات في العام الماضي.
وأمام ما سبق، فإن الدور الأكثر أهمية لأهالي الضفة والقدس والداخل المحتل، يكمن في توحيد الساحات وشد الرحال والرباط في الأقصى من أجل إفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه.
جبهة موحدة
وتؤكد الناشطة والمرشحة عن قائمة القدس موعدنا، سمر حمد، على ضرورة تشكيل جبهة موحدة لعدم الاستفراد بالأقصى، إلى جانب توحيد الجهد الشعبي مع جهد القيادة السياسية بالضفة.
وتوضح حمد في حديثها لـ " الرسالة" أن توحيد الساحات – غزة الضفة والداخل والقدس- في التصدي لمخططات المستوطنين تكبح جماحهم في تدنيس المسجد الأقصى، على اعتبار أن القدس خط أحمر لا يسمح الفلسطينيون للاحتلال المساس به.
وشدد على أن المرابطين والمرابطات يدافعون عن الأقصى بكل ما يملكون، ولكنهم بحاجة لإسناد وأن يكون هناك حاضنة شعبية لأهلنا في القدس والعمل على توسيع دائرة الرباط وشد الرحال للأقصى من كل المناطق.
وأشارت حمد إلى ضرورة تنظيم فعاليات مساندة بالضفة وباقي المناطق الأخرى لدعم صمود المرابطين والمرابطات في الأقصى، إلى جانب ضرورة وقف السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني والتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال، والانتقال من مرحلة الشجب والاستنكار إلى تقديم شيء عملي نصرة للمسجد المبارك.
ويتفق الباحث في شؤون المسجد الأقصى محمد الجلاد، مع سابقته، مبينا أن أهل القدس والداخل المحتل هم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى وهم الورقة الرابحة في الصراع؛ لذلك يجب العمل على الوقوف معهم ودعمهم بكل الوسائل.
ويضيف الجلاد في حديثه لـ "الرسالة" أن حصر الصراع داخل المسجد الأقصى يعني انتصار الاحتلال، لذلك يجب أن ينتقل الصراع لخارج الأقصى ويمتد للضفة والداخل والقدس والبعد العربي والإسلامي كي يكون الاحتلال هو الخاسر.
ويشدد على أن معركة سيف القدس شكلت نموذجا أوجع الاحتلال بعد أن نجحت المقاومة في نقل المعركة من الأقصى إلى كافة المدن الفلسطينية، مما أجبر حكومة الاحتلال على التراجع عن مخططاتها وكبح جماح المستوطنين وطلب تهدئة الأوضاع.
ويشير إلى أن اقتحامات المستوطنين تأتي ضمن استراتيجية منذ تأسيس الكيان الغاصب في محاولة لتهويد القدس وإقامة الهيكل المزعوم، لكنها تتم ضمن خطوات مدروسة في ظل الانشغال العالمي عن نصرة الأقصى.
ويلفت الجلاد إلى أن حكومة الاحتلال تعتبر الفترة الحالية ذهبية لتنفيذ مخططاتها، في ظل موجة التطبيع من بعض الدول الخليجية وانبطاح واستسلام السلطة الفلسطينية وبعض الجهات الخارجية.