لا شك أن الحشد والرباط في ساحات المسجد الأقصى المبارك، بات ضرورة وطنية مُلحة وأداة الفلسطينيين للتصدي لمخططات جماعات الهيكل المتطرفة مع اقتراب عيد الفصح اليهودي والذي تخطط فيه تلك الجماعات لذبح القرابين في ساحات المسجد المبارك.
وعلى مدار الأيام الماضية حاولت شرطة الاحتلال بكل جهدها إخراج المعتكفين من المسجد الأقصى، لمحاولة فرض السيادة المزعومة على المسجد لتمرير اقتحامات المستوطنين، إلا أنها فشلت في ظل إصرارهم على البقاء والرباط فيه.
ويأتي ذلك بعد محاولات الاحتلال ممارسة سياسة الترهيب والتهديد الصريح للمعتكفين بالأقصى والاتصال عليهم وإرسال رسائل لمنعهم من البقاء في المسجد.
ما سبق يتطلب من أهل القدس والضفة الغربية والداخل المحتل التواجد المستمر والرباط والاعتكاف في المسجد، وخصوصا منذ ليلة الأربعاء والمكوث في المسجد صباحا للتصدي للاقتحامات ومنع إدخال القرابين.
ويؤكد المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن التواجد والاعتكاف وشد الرحال للرباط في الأقصى هو صمام الأمان والدرع الواقي الذي يمكن أن يفشل مخططات الاحتلال أو ينجح في تأجيلها على الأقل.
ويضيف أبو دياب في حديثه لـ "الرسالة" أن كثافة الحشود كما جرى يوم الجمعة الماضية، يجعل الاحتلال يخشى على مستوطنيه من تنفيذ مخططاتهم ويدفعهم لمنعهم من اقتحام المسجد الأقصى خشية عليهم.
ويبين أن الاحتلال يعلم تماما أن الإقدام على مثل هذه الخطوة من ذبح قرابين وغيرها تعتبر صاعق التفجير الذي سيشعل المنطقة بأكملها، مما يستوجب الرباط من كافة الفلسطينيين كأداة للضغط على حكومة اليمين المتطرفة.
ويشير إلى أن تزامن عيد الفصح اليهودي مع شهر رمضان ونية المستوطنين ذبح القرابين خلال الفترة المسائية التي يكون فيها المسجد عامرا بآلاف المصلين، سيرسل رسالة للاحتلال بمنع مستوطنيه من ذلك لعدم اشتعال الأوضاع.
ويرجح أبو دياب أن يذهب المستوطنون لذبح القرابين خارج أسوار المسجد المبارك كما حدث أمس، رغم تحريض الجماعات اليهودية وتشجيعهم للمستوطنين على ذبحها داخله.
ويعتقد مدير مركز القدس زياد الحموري، أنه من المهم التواجد الفلسطيني خلال اليومين المقبلين رغم محاولات الاحتلال منع الاعتكاف والاعتداء على المرابطين في المسجد المبارك.
ويضيف الحموري في حديثه لـ "الرسالة" أن الدعوات الفلسطينية والمقدسية مكثفة للتصدي لمخططات الاحتلال، لا سيما بعد الحشد الكبير الذي وصل لربع مليون مصلِ أدوا صلاة الجمعة الماضية في الأقصى وهو ما ولّد خشية لدى الاحتلال.
ويلفت إلى أن الواقع يفرض على المستوى الرسمي لدى الاحتلال أن يتراجع عن مخططاته، خاصة بعد إعدام الشهيد الطبيب محمد العصيبي من النقب وتحرك أهالي الداخل المحتل، مما سيدفع الاحتلال لمنع انفجار الأوضاع خاصة في مدينة القدس.