غزة – الرسالة نت
أكد محمد لافي المدير في جهاز الأمن الداخلي، أن إدارته استفادت بشكل كبير من العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة نهاية 2008 ومطلع 2009، مبيناً "من خلال الدروس والعبر التي خرجنا بها من العدوان، وضعنا الخطط لتمتين الجبهة الداخلية وحماية ظهر المقاومة".
وشدد لافي في حوار نشره موقع "الداخلية" على تمكنهم من تجفيف منابع الإسقاط والتجنيد للتخابر والتعاون مع الاحتلال الصهيوني بعد الحرب مباشرة من خلال إطلاق "حملة مكافحة التخابر مع العدو" صيف العام الماضي، وقال: "حصلنا على معلومات كافية جداً للاستفادة منها في حال وقع أي اعتداء صهيوني جديد"، مؤكداً استعدادهم لمواجهة أي عدوان بأكثر قوة وإمكانية عبر الحفاظ على الشعب الفلسطيني وحماية الجبهة الداخلية.
خطة طوارئ
ولفت لافي المدير في جهاز الأمن الداخلي إلى وضعهم خطة طوارئ لمواجهة أي تصعيد صهيوني منذ فترة طويلة، مستطرداً "جاهزون للتعامل مع أي تصعيد صهيوني".
وأوضح أن مهمات عناصر الأمن الداخلي خلال أي عدوان صهيوني جديد لن تتغير، "فميدان العمل سيكون الشارع والأسواق وبين بيوت المواطنين للمحافظة على أمنهم، مبيناً امتلاكهم الكيفية والمرونة للعمل في شتى المواقع والميادين.
وأضاف: "مجال عملنا يختص بشكل كبير جداً بالمتابعة الميدانية في قطاع غزة والعمل على تمتين الجبهة الداخلية وإفساح المجال لثقافة المقاومة ودعم صمود هذه الجبهة"، منوهاً إلى أن قطاع غزة ملئ بالحراك الأمني.
ونفى لافي وجود أي معتقل سياسي في سجون الأمن الداخلي أو مراكز التأهيل والإصلاح التابعة لوزارة الداخلية بغزة، وعقب على ذلك بقوله "نفتخر أنه ليس لدينا معتقلين سياسيين وليس لدينا سجن خاص في الأمن الداخلي".
وتابع المدير في جهاز الأمن الداخلي: "لدينا فقط دائرة الحجز والتحقيق نفتحها أمام الجميع حيث يقوم الصليب الأحمر بزيارتها مرة كل شهر بشكل دوري ويمر بجميع مرافق الدائرة وغرف التحقيق".
ولفت لافي إلى سماحهم بعقد لقاء أسبوعي مرة أو مرتين لمنظمات حقوق الإنسان إلى جانب زيارة الأهالي لأبنائهم الموقوفين لديهم بشكل شبه دوري حسب القضايا، مضيفاً: "يتم التواصل بشكل أسبوعي عبر الجوال بين الموقوف وذويه".
ونفى وجود تعذيب أو ضرب بحق الموقوفين لدى الأمن الداخلي، وقال رداً على تلك الشائعات: "إذا كان هناك ذرة إشاعة أن هناك أي موقوف طرف الأمن الداخلي تعرض للضرب أو التعذيب فمن حق مؤسسات حقوق الإنسان أو الجهات الرقابية بوزارة الداخلية أن يبلغونا مباشرة لنسمح لهم بالتأكد من عدم صحة هذا الأمر".
حملة "الكرامة والهيبة"
وفي سياق آخر، أشاد لافي بنتائج حملة "كرامة المواطن وهيبة الشرطي" التي أطلقتها وزارة الداخلية والأمن الوطني في السابع من نوفمبر الماضي وتواصلت طيلة خمسين يوماً، مبيناً أنه كان لهم علاقة كبيرة في هذه الحملة.
وأردف قائلاً: "كان لأجهزة السلطة البائدة سابقاً دوراً عبثياً في المجتمع، نعمل حالياً على علاجه بطريقة مختلفة تماماً"، مشيراً إلى المساحة الكبيرة الموفرة للشرطة في كثير من المجالات وأنه لدى الأمن الداخلي مساحة تنسيق كبيرة معهم.
وأوضح لافي أن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة أصبح يشعر بأمان، مستدركاً "هناك تكامل بين الأجهزة الأمنية خلال الحملات التي تنفذها وزارة الداخلية"، وبين أن حملة الكرامة والهيبة أصبحت ثقافة تعم الجميع.
وتابع: "أي إنسان ينظر نظرة موضوعية لما حدث يعتز بنتائج الحملة وبالهدف الذي أرادت وزارة الداخلية الوصول له من رفعها شعار "مواطن كريم يحميه شرطي حكيم".
مؤلم للفلسطينيين
وبخصوص الوضع في الضفة الغربية المحتلة من ملاحقة أجهزة سلطة فتح لأبناء حماس والتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، أكد لافي أن ما يحدث في الضفة يؤلم بشكل كبير جداً جميع الفلسطينيين.
ومضى يقول: "كل أمر له علاقة بالمقاومة والبعد الفكري والسياسي يلاحق من قبل أجهزة سلطة فتح"، ودلل على ذلك بملاحقة واختطاف المجاهد أيوب القواسمي المطارد منذ ما يزيد عن 15 عاماً والمطلوب للاحتلال.
وأوضح أن الصورة فارقة بشكل كبير جداً بين ما يحدث في الضفة ومحاولة ربطها بحالة الأمن التي يشهدها قطاع غزة، ونصح أجهزة فتح أن تلتفت للبرنامج الوطني الصحيح في حماية الشعب الفلسطيني والنظر للمهمة الأساسية في دعم الجبهة الداخلية، مستهجناً عملها كذراع أولي لقوات الاحتلال في تحقيق أهدافها بملاحقة المقاومة في الضفة المحتلة.
واستنكر عمليات الاعتقال والشبح والتعذيب التي ترتكبها سلطة فتح بحق رجال المقاومة في سجونها بالضفة، معتبراً أن فيها انتهاك لآدمية الإنسان والمواطن الفلسطيني، "فقد خرج من داخل سجون سلطة فتح شهداء نتيجة التعذيب الشديد الذي يتعرض له المختطفون فيها"، واصفاً هذا الأمر بـ"الخطير جداً".
وتابع: "هناك تنسيق واضح في تسليم المختطفين بين أجهزة فتح والمخابرات الصهيونية"ورفض لافي مقارنة بعض وسائل الإعلام بين الأجندة في غزة وما يحدث من انتهاك في سجون الضفة، وقال "هذا الأمر معيب ومغلوط".
ورد على تقرير أوردته صحيفة الحياة اللندنية لمراسلها في غزة فتحي صباح بقوله :"على الأقل كان المفترض من فتحي صباح أن يتصل بنا ليعرف الحقيقة وحتى نفتح له السجن ليطلع على أوضاع الموقوفين كما سمح لكثير من مؤسسات حقوق الإنسان بزيارة السجون".
وأشار إلى أن صباح أراد رسم"صورة لصالح فتح وادعاءات فتح" وهذه الصورة معيبة بحقه، ودعا الصحفي صباح لمحاولة "أن يكون لديه مصادر موثوقة ومباشرة لكنه لم يحاول أن يتصل على بعض أصدقائه من العاملين في المؤسسات الحقوقية رغم أننا مستعدون أن نفتح له السجن ليطلع عليه".