أدانت الفصائل الفلسطينية بشدة، اعتقال السلطة للمطارد القائد مصعب اشتيه في مدينة نابلس، واستشهاد مواطن آخر بعدما أعدمته الأجهزة الأمنية برصاصها خلال إطلاق النار صوب المتظاهرين السلميين.
وقالت القيادية في الجبهة الشعبية خالدة جرار، إنّ ما تقوم به السلطة يدعو للأسف الشديد، وهو استعراض مرفوض للقوة أمام شعبنا.
واستنكرت جرار في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" ترابط سلوك السلطة في نابلس مع تهديدات الاحتلال باجتياح المدينة.
وشددّت على أن سلوك السلطة "معيق ضمن معيقات كبيرة تضاف لسجل السلطة أمام إنهاء الانقسام"، مؤكدة أن هذه المعيقات لا تبشر بإنجاح حوار الجزائر.
فوضى
من جانبه، وصف النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، اعتقال اشتيه بـ"أنه أحد أشكال الفوضى الداخلية واستعراض القوة".
وقال خريشة لـ"الرسالة نت": "المطلوب الحفاظ على السلم الأهلي؛ وليكن جدوى حقيقية لحوارات الجزائر، التي تتبدد آمال نجاحها في ظل سلوك السلطة".
من جهته، وصف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد علّان، اعتقال اشتيه، بـ"الفعل الشنيع والصفحة السوداء"، قائلا: شعبنا لن يرحم من اعتقل الشرفاء وسرب أسرارهم للاحتلال.
ووجّه علان في حديث خاص بـ"الرسالة نت" رسالة لأبناء السلطة قال فيها "عودوا لرشدكم، ليس هناك متسع من الوقت، فشعبكم الصابر سابقا لن يصبر عليكم مستقبلا."
وأضاف: "ربما رسالتنا تصل اليوم للسلطة وربما غدا يكون قد فات الأوان".
وأكد أن السلطة لم تؤمن يوما بالمصالحة مع شعبها، وسلوكها قائم على تدمير نسيج المجتمع الداخلي وتخريب الأجواء، واستهداف كل من هو وطني.
طعنة نجلاء!
من ناحيته، أكدّ الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، أنّ ما تقوم به السلطة هو طعنة في خاصرة الجهود الجزائرية، ورسالة مسبقة عن رفضها مسار المصالحة وقطع الطريق عليه.
وقال أبو هلال لـ"الرسالة نت" إنّ سلوك السلطة في نابلس رسالة واضحة للجميع وعلى رأسهم دولة الجزائر، أنها ترفض أي مصالحة مع الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة.
وأضاف أبو هلال: "ما يجري هو تخريب متعمد للجهود الجزائرية، بغرض إفشالها قبل أن تبدأ، ونسف كل الجهود التي تهدف لترميم البيت الفلسطيني وإعادة إحياء مؤسساته، بغرض إبقائها رهينة للدكتاتورية ولسياسة الاستئثار والتفرد التي تمارسها قيادة السلطة".
وأكدّ أن الرد الأول يجب أن يأتي من القوى الفلسطينية التي ينبغي أن تضع حدا للاعتقال السياسي في الضفة، وأن تلزم السلطة بضرورة احترام ميثاق الشرف الوطني الذي يجرّم التعدي على دماء المواطنين وكرامتهم كما فعلت في الضفة.
إصرار على التخريب!
من جانبه، قال الأمين العام لتنظيم الصاعقة بغزة أبو سليم أبو دقة، إن ّسلوك السلطة يعبرّ عن نية مبيّتة لديها بتخريب جهود المصالحة في الجزائر.
وأكدّ أبو دقة لـ"الرسالة نت" أنّ السلطة لديها رغبة في استكمال مسلسلها الدائم بتخريب أي جهد يحقق المصالحة، كما فعلت في كل المحطات السابقة.
ورأى أنّ السلطة توجه رسائل بأنها لن تتراجع عن دورها ووظيفتها الأمنية، حتى ولو كلّف ذلك اشتباكًا مباشرا مع أبناء شعبها وإطلاق الرصاص الحيّ عليه كما فعلت في نابلس.