عواصم – وكالات
اجتاحت الكوارث الطبيعية من فيضانات وانهيارات أرضية وعواصف ثلجية عددا من دول العالم، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص في حالة وصفها العلماء بأنها نتيجة متوقعة للتغيرات المناخية التي تعزى إلى ظاهرة الانحباس الحراري.
ففي ولاية نيو ساوث ويلز الواقعة جنوبي شرقي أستراليا، سارعت الجهات المختصة إلى إجلاء ثلاثة آلاف شخص تحسباً لفيضانات كبيرة من المتوقع أن تجتاحها قريباً، فيما قامت رئيسة حكومة الولاية كريستينا كينيلي اليوم الأربعاء بجولة جوية على الساحل الشمالي واطلعت على الأضرار التي ألحقها فيضان نهر كلارنس الذي ارتفع منسوب مياهه بفعل الأمطار الغزيرة.
في الوقت نفسه استمرت الفيضانات في ولاية كوينزلاند –شمالي شرقي البلاد- وسط أنباء عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 16 شخصا وفقد أكثر من ستين آخرين بعد أن فاض النهر الرئيسي الذي يخترق مدينة بزربن عاصمة الولاية متأثرا بعاصفة قوية مصحوبة بأمطار غزيرة وصفها خبراء الأرصاد الجوية بأنها "تسونامي داخلي".
فيضانات متوقعة
وفي معرض استعدادها لموجة جديدة من الفيضانات التي يتوقع لها أن تقترب غدا الخميس من المعدلات التي شهدتها كارثة عام 1974، قطعت السلطات المختصة التيار الكهربائي عن المنازل بمدينة برزبن وطلب من السكان التوجه إلى المرتفعات.
وقال عمدة المدينة إن أكثر من 19 ألف منزل وثلاثة آلاف وخمسمائة مبنى تجاري باتت معرضة لخطر الفيضانات التي يتوقع أن يتجاوز مستوى ارتفاعها خمسة أمتار في موجة تعتبر استكمالا للفيضانات التي دخلت أسبوعها الثالث بعد أن غمرت منطقة في ولاية كوينزلاند تفوق مساحتها مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين. كما أنها أصابت قطاع فحم الكوك بالشلل التام فضلا عن تدمير العديد من المحاصيل الزراعية.
وفي هذا السياق، عزا العلماء الفيضانات الجارفة في أستراليا إلى التغير المناخي مرجحين أن تستمر هذه الظاهرة لفترة طويلة باعتبار أن مياه المحيط قبالة السواحل الأسترالية الشمالية أكثر دفئا وعلى نحو تشكل طقسا رطبا فوق ولاية كوينزلاند يساعد على هطول الأمطار الغزيرة.
سريلانكا والفلبين
وفي سيرلانكا ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية التي اجتاحت المناطق الشرقية الوسطى من البلاد إلى 18 قتيلا وأكثر من مائتي مشرد، فيما استنفرت الحكومة القوات البحرية والجوية لتوزيع المساعدات على المتضررين.
أما في الفلبين فقد أعلنت الحكومة اليوم ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات والانهيارات الأرضية التي حدثت بسبب هطول الأمطار الغزيرة إلى أربعين شخصا فضلا عن نزوح أكثر من مليون شخص من المناطق الواقعة شرقي البلاد.
وقدر المجلس الوطني للحد من تداعيات الكوارث الطبيعية أن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي تصل إلى ما يقارب عشرين مليون دولار.
موزمبيق وأميركا
وفي موزمبيق تسببت عاصفة قوية بمقتل عشرة أشخاص وإصابة سبعة بجروح خطيرة في عاصفةٌٌ قوية مصحوبة بأمطار غزيرة ضربت -منذ الاثنين الماضي- مقاطعة تشيميو وتسببت بتدمير أكثر من مائة منزل.
وعبر خبراء الأرصاد الجوية عن قلقهم من أن تكرر الأمطار الغزيرة التي تضرب موزمبيق وجارتها جنوب أفريقيا الفيضانات التي اجتاحت البلدين عام 2000 وأسفرت عن مقتل أكثر من 350 شخصا وتشريد ما يقارب المليون نسمة.
وفي الولايات المتحدة تسببت العواصف الثلجية -التي تجتاح مناطق واسعة من الجنوب الأميركي متجهة نحو الشمال الشرقي- بوقف الرحلات الجوية وتعطل الطرقات في أنحاء متفرقة من أوهايو إلى نيويورك بسبب كثافة الثلوج.
ووفقا للتقارير المحلية لشركات الطيران وحتى مساء أمس الثلاثاء ألغي العديد من الرحلات في مناطق مختلفة من أتلانتا إلى شيكاغو إلى بوسطن فيما أبقي على الرحلات الدولية المغادرة من مطار كينيدي الدولي في نيويورك.