من مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك وعلى قبور المسلمين بدأ المتطرف "يهودا غليك" قبل أيام مع مجموعة من المستوطنين بنفخ الأبواق، أو ما تعرف ب"الشوفار".
شيئاً فشيئاً أخذ "غليك" بوقه لينفخ فيه مع المستوطنين على أبواب المسجد الأقصى، كان آخرها ما جرى صباح اليوم الثلاثاء على باب القطانين، حيث أطلقت تلك الأبواق أصواتها لتدنس أجواء القدس ومسامع المصلين.
لم يكتف المتطرفون المدعومين من الحكومة الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية بالوقوف على بوابات الأقصى، فخلال اقتحام المسجد في الأيام الماضية استخدم "غليك" تسجيلاً يطلق صوت البوق الى جانب طقوس تلمودية قام بتأديتها في باحات الأقصى.
ويحاول المستوطنون إدخال أبواقهم "الشوفار" الى المسجد الأقصى في إشارة الى السيطرة الفعلية عليه.
والنفخ في البوق يوازي في خطورته فكرة ذبح القربان داخل الأقصى، لأنه حسب اليهود إعلان زمن جديد يصبح فيه المسجد المبارك بمثابة "الهيكل".
و"الشوفار" بالتسمية الصهيونية عبارة عن قرن كبش وله عدة دلالات، فنفخها تعبير عن فرحتهم الغامرة بسيطرتهم على الأرض المقدسة.
والنفخ في البوق لدى الاحتلال تجاوز المناسبات الدينية حيث ينفخ فيه حين يؤدي رئيس الكيان اليمين والإعلان عن بدء رأس السنة اليهودية، وعند الانتصارات التي يحققها كما جرى عند احتلال القدس وحائط البراق وكذلك عند احتلالهم لأرض سيناء، حيث نفخوا فوق جبل سيناء.
ويعدّ "غليك" أحد الحاخامات المعروفين بتطرفهم وعدائهم للفلسطينيين، ويقود جهودا لتمكين المستوطنين من أداء طقوسهم التلمودية في المسجد الأقصى والسيطرة عليه لإقامة الهيكل المزعوم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، أعاد الفدائي معتز حجازي معادلة الدفاع عن الأقصى إلى نصابها، وهي أن أي اعتداء على المسجد لا بد أن يكون له ثمن.
فبعد تخطيط ومراقبة أصاب حجازي المتطرف "غليك" بأربع رصاصات من مسافة صفر فأصابه بجروحٍ خطرة جدا، لكنه نجا منها.
وتتعرض مدينة القدس عمومًا والمسجد الأقصى خاصة لهجمة إسرائيلية خطرة تستهدف تهويده وإفراغه من المسلمين، مع تصاعد عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد.