تزيد ممارسات أجهزة السلطة الفلسطينية في مدن الضفة من حالة الغليان والغضب الشعبي لإصرارها على ملاحقة المقاومين وبث الفتنة داخل المدن وما شهدته نابلس مؤخرا خير دليل.
وتواصل أجهزة السلطة في الضفة الغربية اعتقالاتها السياسية بحق المواطنين، وتركزت حملتها في نابلس بسبب الأحداث الأخيرة التي اندلعت عقب اختطاف المطارد مصعب اشتية.
ورغم التوصل لاتفاق قبل أيام برعاية لجنة تنسيق الفصائل الفلسطينية في نابلس؛ لإطلاق سراح المطارد مصعب اشتية ووقف ملاحقة المقاومين، إلا أن أجهزة السلطة لم تنفذ الاتفاق، بل لاحقت وأطلقت النار تجاه المطارد عماد طبنجة في محاولة لاعتقاله.
ولم تقف الأحداث عند نابلس، فتواصل أجهزة السلطة التعتيم والتستر على جريمة محاولة اغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر وتراوغ في اعتقال الجناة، فيما تشهد شوارع ومدن الضفة حالة من الفلتان الأمني غير المسبوق.
إلى جانب ذلك تستمر في سياسة التحريض والتهديد بالقتل ومحاولة إسكات كل الأصوات المعارضة لسياستها، وآخرها ما تعرض له الصحفي علاء الريماوي من حملة تشويه وتهديد ممنهجة.
ويؤكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة أن المشهد الفلسطيني مازال متأزما في ظل استمرار ممارسات السلطة وإصرارها على ذات السلوك.
ويوضح خريشة في حديثه لـ "الرسالة" أن التهديد الذي تعرض له الصحفي علاء الريماوي وما جرى في نابلس واستمرار اعتقال المطارد مصعب اشتية كلها أحداث تدفع باتجاه تصاعد الاحتقان، لا سيما وأنه تم الاتفاق مؤخرا على أن المقاومين والمطاردين حالة وطنية يجب عدم المساس بهم.
ويضيف أن رئيس السلطة محمود عباس تحدث في خطابه بالأمم المتحدة أنه سيحارب الإرهاب، بينما ما يجري هو ملاحقة للمقاومين وهذا يتناقض مع ما تحدث به.
وشدد خريشة على أن كل ما يجري لن ينجح في جر الناس لمربع الفلتان والفوضى وجميع المطاردين والمقاومين في نابلس وجنين همهم واحد هو مقارعة الاحتلال (الإسرائيلي).
وأشار إلى أن المطلوب من السلطة الصدق والجدية في التعاطي مع الرأي العام بالشارع الفلسطيني وإلا فإن ما يجري هو استمرار لحالة الفوضى.
وترى المرشحة عن قائمة القدس موعدنا سمر حمد، أن حالة الاحتقان وإطلاق سراح الجناة المتهمين في اغتيال الناشط السياسي نزار بنات وعدم القبض على مطلقي النار على الدكتور الشاعر والتهديد بالقتل للصحفي الريماوي سيؤدي لمزيد من الفلتان الأمني والتفرقة.
وتؤكد حمد في حديثها لـ "الرسالة" أن الحالة الفلسطينية في الوقت الحالي بأمسّ الحاجة للوحدة في ظل ما يجري من طوفان لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، بدلا من أن يصبح المواطن يخشى على حياته بالضفة.
وتضيف: أحداث نابلس وإطلاق النار الذي جرى من المفترض أن يكون موجها نحو قوات الاحتلال.
وبينت حمد أن ممارسات أجهزة أمن السلطة القمعية وأفعالها غير المبررة وملاحقة المطلوبين والاعتقال السياسي المتزايد واحتجاز النشطاء في سجون السلطة لأكثر من 100 يوم جميعها تؤدي لإبقاء وتصاعد حالة الاحتقان لدى الشعب تجاه السلطة.
وأشارت إلى أن كل ما يجري من فلتان أمني وممارسات استفزاز لمشاعر المواطنين وتتحمل أجهزة أمن السلطة المسؤولية عنه، لافتة إلى ضرورة إنهاء سياسة الزعران والبلطجة من شوارع الضفة.