قائمة الموقع

التفكجي: إسرائيل تعتمد سياسة النفس الطويل لتهويد الأقصى

2009-10-26T06:56:00+02:00
التفكجي: إسرائيل تتجه لتنفيذ مخطط تهويد القدس بشكل كامل مع حلول عام 2020

غزة – محمد إسماعيل- الرسالة نت:

قال خليل التفكجي، خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية إن الحكومة الإسرائيلية تستغل الظروف الدولية غير المتوازنة والانقسام الفلسطيني لتنفيذ مخطط الاستيلاء والتقسيم في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.

وأشار التفكجي في حديث "للرسالة نت" عبر الهاتف، إلى أن الدولة العبرية تعتمد منذ عام 67 على سياسية النفس الطويل إذ بدأت سلطات الاحتلال عقب النكسة اقتحام الساحات ثم السيطرة على مداخل القدس وللتحكم في دخول المصلين للمسجد الأقصى على التوالي، ثم إنشاء مراكز شرطية في ساحات الحرم القدسي، ونصب كاميرات مراقبة، وليس انتهاءً بالحفريات أسفل أساسات الأقصى.

وشهدت باحات المسجد الأقصى المبارك مواجهات بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت الحرم القدسي، الأحد، واعتقلت عدداً من حراسه والمصلين داخله، كما اعتدت بالهري وقنابل الغاز والصوت عليهم مما أوقع عددا من الإصابات.

ويحاصر جنود الاحتلال مئات المصلين في مبنى المسجد الأقصى، محاولين اقتحام أبوابه وسط جهود من في داخله لمنعهم من ذلك.

هدف استراتيجي

وقال خبير الاستيطان:" تستخدم (إسرائيل) سياسة النفس الطويل لتحقيق هدف إستراتيجي وهو بناء الهيكل الثالث بحلول عام 2020 أما المسجد الأقصى والقبة فترى أن مكانها مكة المكرمة، دون الالتفاف إلى مسئولية الأردن عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة طبقاً لاتفاقية وادي عربة".

 

ووفقاً لاتفاقية وادي عربة بين الأردن والدولة العبرية، فإن المادة (9) المعنونة "الأماكن ذات الأهمية التاريخية والدينية وحوار الأديان" تنص على أن إسرائيل "تحترم الدور الحالي الخاص للملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس... وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن".

وحكم شرقي مدينة القدس المحتلة في الدستور الأردني وفي كافة القرارات الدولية كحكم باقي أراضي الضفة باعتبارها أراض أردنية محتلة, بيد أن قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية استثنى الأماكن المقدسة منها وأبقى مسؤولية وزارة الأوقاف الأردنية عنها قائمة على المدينة.

فرض الوقائع

وأكد خبير الاستيطان التفكجي أن الدولة العبرية "تضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية بشأن الأماكن المقدسة، والاتفاقيات الفلسطينية الموقعة منذ أوسلو 93".

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تأخذ في خطواتها التصعيديه ضد المسجد الأقصى الأسس التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون عام 2004 بأن مفاوضات التسوية ستستند إلى الوقائع على الأرض.

ومنذ إطلاق وعد بلفور عام 1917 ومرورا بنكبة فلسطين الكبرى وكافة الحروب التي تلتها، تعمل إسرائيل على خلق هوية جديدة لكيان لم يكن له هوية، وعنوانا جديداً لمن لم يكن له عنوان، وتتجلى هذه المعركة في القدس عبر حصر الصراع في صورة دينية فقط بعد أن صادرت المكان وتحاول إلغاء هوية الفلسطينيين.

ويرى التفكجي أن تحرك نحو 30 جماعية يهودية متطرفة ليس ذاتياً " بل هي أذرع تنفيذية لبلدية القدس الاحتلاليه، والحكومة اليمينية.. هذه المنظمات تمول من خزينة حكومة نتنياهو".

ويعارض نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني أي مفاوضات على القدس، ويعتبر المدينة عاصمة أبدية لإسرائيل.

برميل بارود

وأوضح التفكجي أن تكرار السلطات الإسرائيلية عمليات اقتحام المدينة المقدسة تتم بغرض جس نضب وحجم ردود الفعل، نافياً أي علاقة بين الحرفيات أسفل الأقصى واقتحام باحات المسجد " غير أن النتيجة واحدة وهي تحقيق الهدف بأقصر الطرق".

وذهب إلى القول:" إن السلطات الثلاث في إسرائيل التنفيذية والتشريعية والقضائية جميعها يعمل لصالح مشروع الدولة اليهودية فقط تختلف الوسائل والأساليب".

وشدد خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية على أنه حجم ردة الفعل الفلسطينية هي التي تحدد استئناف محاولات الاقتحام أو التريث"، مستشهداً بما ورد في الصحافة الإسرائيلية عقب المحاولة الثانية لاقتحام الأقصى منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري " الضفة الغربية عشب يابس تحتاج فقط إلى عود كبريت". 

وفي معرض رده على سؤال إذا ما كان الوضع ينذر بهبة جماهيرية ثالثة لنصرة الأقصى، قال التفكجي:" الوضع في الضفة الغربية والقدس المحتلة مهيأ لانفجار كبير.. ولن تستطيع واشنطن أو غيرها من القوى الدولية ثني إسرائيل عن تنفيذ مخططها وفي المقابل لن يستطيع أحد إخماد النار في القدس وأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 إذا ما اشتعلت".

وذهب إلى القول:" أهالي 48 والمقدسيين يقاتلون بمفردهم دون أي مشاركة سياسية من أحد.. نحن نعدكم بالصمود ولا نعدكم بالنصر.. النصر لن يتحقق لأننا نعيش وسط مؤامرات محلية وخارجية".

 

اخبار ذات صلة