أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس " الشيخ صالح العاروري أن الضفة الغربية في حالة غليان، والمقاومة تتصاعد فيها بشكل كبير في ظل استهداف الاحتلال العالي للمسجد الأقصى.
وقال العاروري في مقابلة عبر فضائية الأقصى، مساء الخميس، إن ظاهرة أن المقاومين يقاتلون كتفا إلى كتف ويقاومون معًا ويستشهدون معًا، تدل على انتفاضة جديدة أقوى مما سبقها يكون شعبنا صفًا واحدًا في وجه الاحتلال.
وأضاف أن الخط البياني للمقاومة متصاعد بشكل يقلقل العدو، ويبشر شعبنا، ولا يمكن حسم المعركة مع العدو إلا بالمقاومة المسلحة، لافتًا إلى أن العدو أكثر مَن يرصد ما يحدث في الضفة الغربية، لذلك يفعّل كل أدواته وإمكاناته لمواجهة المقاومة فيها.
تصاعد المقاومة
وأوضح العاروري أن الاحتلال يظن أنه يستطيع أن يدخل شعبنا في متاهات لكي ينسى فيها قضيته، وقد حاول مرات عديدة، لكن يجب أن يدرك أنه لا يمكن إشغال الشعب الفلسطيني عن قضيته المركزية الأولى.
ونوه بأن المناطق الفلسطينية تتبادل الصدارة في مقاومة الاحتلال، معتبرًا رجم العربات المصفحة لجيش الاحتلال بالحجارة، هو تعبير عن هوية الشعب الفلسطيني الرافضة للاحتلال.
وقال العاروري إن علينا كشعب أن نعزز من كل الإجراءات التي تدعم المقاومة لكي تتمكن من مواجهة الاحتلال، ونأمل ونسعى أن نشكل المقاومة الوطنية الموحدة، التي تنتمي إلى القضية وتطلب الحرية والكرامة والاستقلال.
وشدد على أن حركة حماس وغيرها من الفصائل تقدم كل ما تستطيع من دعم وإسناد للمقاومين في الضفة الغربية، بدون تفريق بين المقاومين من كل التيارات، منوها بأن حماس تعزز ظاهرة المقاومة الوطنية وتقف معها وتعززها.
ودعا العاروري أبناء شعبنا إلى تجنب أي أساليب على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تزعزع حالة الوحدة الوطنية بين المقاتلين.
وتقدم بواجب العزاء والتبجيل والتكريم لعوائل الشهداء ورفاقهم وكل من يسير على دربهم، سائلًا الله أن يحمي كل مجاهدي شعبنا ومقاومته، ولا يجعل لليهود ولا أعوانهم عليهم سبيلًا.
الانتهاكات بالأقصى
وعلى صعيد انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى، أشار العاروري إلى أن الاحتلال يضغط بشدة ويحاول باستماتة تغيير الواقع في المسجد الأقصى، من خلال فرض الوقائع وتثبيت الوجود الزماني والمكاني للصهاينة.
وبيّن أنه في كل مكان وفي كل موقع يستطيع كل مسلم أن يتولى جزءًا من خطة الدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الحكومات المسلمة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية عليهم واجبات ومسؤوليات للدفاع عنه.
وقال العاروري إن المنظومات الشعبية من أحزاب وحراكات وعلماء ومثقفين وإعلاميين وكتّاب لديهم القدرة لتوعية الأمة والضغط على المؤسسات الرسمية في العالم الإسلامي لتأخذ دورها في المسجد الأقصى.
وأضاف أنه إذا أدرك الصهاينة أن المسجد الأقصى أمر يهم المسلمين في كل مكان، فذلك سيكون رادعًا كبيرًا، فإذا قام الجميع بواجبه فلن يتجرأ الاحتلال على المسجد الأقصى.
ملاحقة المقاومين
وحول التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، أعرب العاروري عن أمله في أن يغادر موظفو التنسيق الأمني في الأجهزة هذا المربع إلى مربع المقاومة، مبينًا أن الأجهزة الأمنية بالضفة تعمل على ملاحقة المطاردين ومصادرة سلاحهم.
ودعا السلطة إلى أن تتخذ قرارًا استراتيجيًا بجمع صفوف الشعب الفلسطيني، وتخط مسارًا استراتيجيًا للمقاومة.
وأكد أن شعبنا كفيل بطرد الاحتلال من الضفة الغربية بالمقاومة، ولسنا بحاجة للتوسل في الأمم المتحدة أو غيرها، موضحًا أنه حينما تكون المقاومة في كل الضفة الغربية في حالة مقاومة واحدة، فإن كل جيش الاحتلال لن يكفي لمواجهتها.
وأشار العاروري إلى أن الموضوع الوحيد الذي يناقش في الاجتماعات التي تحدث بين الاحتلال والسلطة، هو وقف تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
ولفت إلى تصريحات السلطة العلنية التي تطلب من الاحتلال وقف اقتحام المدن لفترة معينة حتى تتمكن من معالجة المقاومة، مبينًا أن المشكلة في المبدأ، وإذا كان الاحتلال يرفض حقوق شعبنا نظريًا وعمليًا، فلماذا نعطيه وعودًا بإيقاف المقاومة؟.
وقال العاروري: إذا قرأنا الموقف من وجهة نظر السلطة التي تعترف بحل الدولتين، فما دام الاحتلال جاثمًا في الضفة الغربية فلا بد أن لا يكون هناك أي عمل ضد المقاومة.
وأشار إلى أن هناك تعاونًا إقليميًا ودوليًا وقحًا لمساعدة الاحتلال لإفشال مقاومة الشعب الفلسطيني ووأد انتفاضته، موضحًا أن إحدى الوسائل الأساسية عند الصهاينة لمواجهة المقاومة في الضفة الغربية زرع حالة اليأس وزرع حالة الإحباط والتشكيك.
وحول معاناة أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، قال: دائما نقول لأسرانا أمامنا خيار واحد، وهو دعم نضالكم، ونحن في حركة حماس نقوم بجهودنا لتحريرهم، ونحن مقصرون ما دام بقي أسير واحد في السجون الصهيونية.
العلاقة مع سوريا
وأكد العاروري أن قرار إعادة العلاقة مع سوريا هو قرار حركة حماس ومتخذ ضمن المؤسسات المختصة في الحركة، مشددا على أن علاقتنا مع سوريا فيما يخدم قضيتنا الفلسطينية.
وقال ليس لدينا اعتراض على إقامة أي علاقة مع أي كيان في العالم سوى الاحتلال الصهيوني، مضيفا أن من حيث المبدأ يجب أن تكون لنا علاقة مع سوريا مثل علاقتنا مع مصر وقطر وغيرها من الدول.
وأضاف أخذنا قرارا بإعادة العلاقة، وهناك استجابة وجاهزية للقاء حركة حماس في سوريا.
ولفت العاروري إلى أن موضوع إعادة العلاقة مع سوريا طبيعي جدا، وليس هناك ضغوط علينا من أي جهة كانت لإعادة العلاقة مع سوريا، والقرار هو تقدير خاص لحركة حماس.
وتقدم العاروري بالتعزية للأمة برحيل العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، مردفا فقدنا أحد أبرز علما الأمة، حيث يمثل الوسطية في الإسلام والجمع بين مقاصد الشريعة وروح العصر.
اجتماعات الجزائر
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، أكد العاروري أن الحركة لديها مبدأ بأنها لا تضيّع أي فرصة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال: أبلغنا الإخوة في الجزائر جاهزيتنا وجديتنا للمشاركة في اجتماعات الجزائر للمصالحة، معربًا عن تقديره لدور دولة الجزائر في مواجهة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني ودعم القضية.
وعن العلاقة مع روسيا، أشار العاروري إلى أن العلاقة قديمة، وروسيا لا تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، بل حركة تحرر وطني.
ولفت إلى أننا كشعب تحت احتلال صهيوني، لدينا تموضع إجباري في أي جبهة ضد الاحتلال وداعميه الأمريكان، قائلا: نحن نبحث عن كل تقاطع في العالم يعزز من مواجهة المشروع الغربي الداعم للاحتلال.