أعلنت جماعة الحوثي - مساء السبت - أن اتفاقات تمديد الهدنة في اليمن وصلت إلى "طريق مسدود". من ناحية أخرى ، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين عن قلق واشنطن من تصرفات الحوثيين الأخيرة.
وتنتهي الهدنة في اليمن بين الحكومة وجماعة الحوثي اليوم الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسط مساعٍ دولية وأممية لتمديدها وتوسيعها نحو سلام مستدام.
وقال الوفد التفاوضي التابع لجماعة الحوثيين في اليمن إن التفاهمات بشأن الهدنة التي تنتهي مساء الأحد، وصلت إلى طريق مسدود.
وأضاف الفريق -في بيان أوردته قناة "المسيرة" الفضائية الناطقة باسم الحوثيين- أن تفاهمات الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، رغم الجهود التي بذلناها لاستثمار الهدنة كفرصة للتقدم في معالجة الأوضاع الإنسانية وإنهاء الحصار وتثبيت وقف إطلاق النار في عموم اليمن.
وتابع البيان: "خلال 6 أشهر من عمر الهدنة، لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة".
وشدد الوفد الحوثي على ما أسماه حقّ الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وعن حقوقه ومواجهة "العدوان والحصار"، محمّلا الحكومة اليمنية والدول الداعمة لها مسؤولية الوصول بالتفاهمات إلى طريق مسدود، جراء تنصلها من التدابير التي ليس لها هدف سوى تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
قلق أميركي
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن إزاء تصرفات الحوثيين الأخيرة، مشددا على أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن.
ورحّب بلينكن -خلال اتصال مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود- بالتزام السعودية بتمديد فترة الهدنة في اليمن.
وقال بلينكن إن مزايا تمديد الهدنة ستشمل دفع رواتب المعلمين والممرضات وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، بالإضافة إلى توسيع الرحلات الجوية من صنعاء، وفتح طرق في تعز وأماكن أخرى، وضمان استمرار تدفق الوقود.
وفي وقت سابق السبت، أعرب السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن عن "القلق" من عدم إحراز تقدم في تأمين تمديد الهدنة في اليمن.
ودعا السفير الأميركي -في تغريدة على تويتر- الأطراف المختلفة إلى عدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية، وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول تمديد الهدنة وتوسيعها.
موقف الحكومة
ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة اليمنية أو التحالف العربي على ما أورده بيان الجماعة، لكن الحكومة اليمنية أعلنت السبت أنها ستتعاطى بإيجابية مع مقترح أممي لتمديد الهدنة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر مسؤول (لم تسمّه)، قوله إن الحكومة تلقت مقترحًا محدثًا من المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لتمديد وتوسيع الهدنة ابتداء من 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأضاف المصدر أن الحكومة تعمل على دراسة المقترح المحدث، وستتعامل معه بإيجابية انطلاقًا من حرصها على بذل كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في كافة المحافظات.
وأردف قائلا "بالرغم من تخلّف المليشيا الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها المتصلة برفع حصار تعز، ووقف نهب إيرادات موانئ الحُديدة، فإن الحكومة لا تدّخر جهدًا في إبداء كلّ أشكال المرونة والتعاون مع المبعوث الأممي".
وفي 2 أبريل/نيسان الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، وهو ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل خصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
المصدر : الجزيرة + وكالات