عقيدة المقاومة هي الموجّه الرئيس الذي يحدد المسار الصحيح في مقاومة الاحتلال، لأنها عقيدة قائمة على نهج شرعي بأحكام وأصول ينبغي العمل بها في كافة ميادين المواجهة.
عدونا لا يمتلك الأخلاق، مجرمٌ قاتل للنساء والأطفال والرجال، يمارس الإرهاب في كل أماكن تواجده، يصارع حتى الأجنّة في أرحام أمهاتهم، ورغم كل الظروف السيئة ما زالت مقاومتنا متمسكة بمبادئها، ثابتة على عقيدتها، كالجبال لا تزحزها رياح عابرة.
نستحضر هنا ما أوصى به أبي بكر الصديق جيش المسلمين قبل فتح الشام سنة 12 هجرية حين قال: "يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً".
لقد سطرت المقاومة نموذجًا رفيعًا يتسم بالحكمة والعقل، وقد آثر المقاومون على أنفسهم، فلم يقتلوا طفلاً ولم يهاجموا مدرسة أو مركزًا صحيًا كما يفعل بنا العدو، وقد رأينا الشهيد البطل "رعد خازم" وغيره من أبطالنا حين كانوا يمرون عن الأطفال ولم يصوبوا نحوهم بنادقهم.
من هنا يتشكل لدينا مفهوم المقاومة المبنية على أسس عقدية، والتي ينتهجها رجالنا بكل حكمة ومنطق، فاللهم لا تحرم مقاومينا أجر صبرهم، وزدهم ثباتًا وعزمًا، وارزقنا وإياهم نصرًا..