رصاص كالمطر يخترق العربة والأجساد، واجهه خالد ورفاقه عندما كانوا متوجهين إلى عملهم ما قبل فجر الاثنين، كعمال بناء، يستقلون سيارة ويخرجون من ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون شمالا.
أطلق جنود الاحتلال النار نحو سيارتهم على الطريق، حتى تأكدوا أنه لا حراك في السيارة، وبعدها أخرجوا الأجساد إلى الطريق العام، حتى نزفت حتى آخر قطرة من الدماء، وصودرت جثامينهم.
"إنا لله وإنا اليه راجعون، ابننا شهيد ولدينا غيره وسنقدمه، كمين محكم صُفي فيه ابني ب200 رصاصة وهو الأعزل الذاهب إلى عمله هو ورفاقه، وصودرت حتى السيارة التي كانوا يستقلونها، ما الذي فعله ابني ورفاقه؟! لقد فعل فينا هذا الاحتلال أسوأ كثيرا مما فعله هتلر، كما يدعون" هكذا علق والد الشهيد خالد عنبر وهو يقف بجانب الطريق ويحدق في بقعة الدماء حيث ارتقى ابنه وصودر جثمانه.
كل ما تريده عائلة عنبر أن يعود جثمان ابنهم خالد فيدفنونه دفنة كريمة تليق بالمكافح شهيد لقمة عيشه.
لقد كان خالد عنبر محبوبا من أطفال الحي، الذين اجتمعوا حول أمه وأخذوا يهتفون" من الجلزون أعلناها، خالد نجمة في سماها" ووالدة الشهيد تجلس وتتلفت لعل هذا الخبر يكون كذبا، لكنها قد سمعت ضابط الاحتلال وهو يرد على اتصالها حينما تأخر خالد في العودة إلى البيت ويخبرها بأن ابنهم لديها وبأنهم اغتالوه.
ذهبت العائلة لتبحث عن أي أثر، الدماء على الرصيف، إشارة أكيدة على موت، وقال الشهود: لم ينتظروا لتقف السيارة، بل لم يطلبوا منهم الوقوف، أطلقوا النار مباشرة عليهم دون سابق إنذار أو سؤال أو استفهام.
تردد الأم بصوت الحسرة: "كنت أقول له سأزوجك يا خالد، فيرد "أنا أريد أن أتزوج، أنا أريد الشهادة" لقد شعرت أن قلبي توقف حينما وصلني الخبر".
يدعي الاحتلال أن خالد ورفاقه كانوا يريدون القيام بعملية دعس، وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون شمالا، وأطلقت النار صوب ثلاثة شبان داخل مركبتهم، ما أدى لاستشهاد اثنين منهم، وهما: خالد فادي عنبر (21 عاما) من مخيم الجلزون، رأفت سلامة عوض حبش (19 عاما) من بلدة بيرزيت، وإصابة باسل قاسم بصبوص (19 عاما).
وبارتقاء الشهيدين ، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 167 شهيدا في جميع محافظات الوطن، بحسب التجمع الوطني لأُسر شهداء فلسطين.