ربما يحق لنا أن نقول إن الأم الفلسطينية غيرت معنى الأمومة، هذا يعني أنه لا يجوز حينما نتكلم عنها أن نقول هل هذه أم؟! لا، يجب أن نؤكد لنظهر الفرق:" هذه أم فلسطينية " لكي لا يتكرر ما صدر بالأمس من محافظ نابلس الذي لا يعلم على ما يبدو ما معنى أن تخلق الأم فلسطينية!!
بالأمس أراد محافظ نابلس إبراهيم رمضان وفي برنامج إذاعي وصف المرأة التي ترسل ابنها لتنفيذ عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي بـ"المرأة الشاذة" في تصريحات أثارت استهجانا كبيرا، ودفعت مجموعات "عرين الأسود" لمطالبته بالاستقالة.
وقال رمضان خلال حديث مع إذاعة محلية:" هناك أمهات شاذة أرسلت أبناءها لتنفيذ عملية والانتحار، ويعتقد الناس أنها أم مناضلة، لكنها ليست أم من ترسل ابنها للموت"
وفوق كل هذا تجرأ محافظ نابلس وقال إنه جلس مع المسلحين في محافظة نابلس وادعى أنه يمكن أن يحميهم مقابل تسليم أسلحتهم وأنهم ليس لديهم مخرج لتفريغ الحالة الوطنية التي يقومون بها، والعمل العسكري اليوم لا جدوى منه".
لكن، لأمهات الشهداء قول آخر، لتلك المرأة التي تمسك روح أبناءها في كف، والوطن في الكفة الأخرى، ولا مجال للمقارنة بينهما، فكل أبناءها فداء للحرية، لكن في لغة العبيد التي لا تفهما السلطة، يمكن أن يقال عن فعل الشهداء بأنه شذوذ.
ردت والدة إبراهيم النابلسي على تصريحات المحافظ معبرة عن غضبها:" كل من يحكي عنا شاذات هو الشاذ، وإن لم يكن كذلك لا يصف أمهات الشهداء بهذا الوصف، كل اناء بما فيه ينضح "
وفي رد آخر لوالدة الشهيد مهند الحلبي:" هذه الفئة ليس لديها أي وطنية، ولا عقيدة ولا شرف، ولا أي انتماء لفلسطين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وأولادنا الشهداء أشرف من الجميع، وظفر ابني يساوي كل من يزاود عليه"
والدة الشهيد محمد الدخيل أبدت غضبا قويا ردا على تصريحات المحافظ الذي وصفته بالدخيل، والذي لا يؤمن بقيم شعبه ووطنه، مضيفة:" يهربون أبنائهم خارج البلد ولم يقدموا شيئا له ثم يتهموننا بالشذوذ"
تنظيم " عرين الأسود " في نابلس والذي تبنى تنفيذ عدد من العمليات في المدية خلال الأيام الماضية رد على تصريحات المحافظ قائلا:" رسالتنا لأمهات الشهداء، نقبل ايديكن وأقدامكن ورؤوسكن ونقبل الأرض التي تطأها أقدامكن.
وأضاف التصريح:" نقول لأمهات الشهداء أنتن القادة ونحن الجنود أنتن من تأمرن ونحن من ننفذ نحن بإذن الله سيفكن المسلول على الأعادي نحن بإذن قنابل موقوته تنفجر بأمر منكن، يا أمهات الشهداء الأمر أمركن والقول قولكن متى اردتن تبدأ الحرب أنتن البداية وأنتن النهاية"
ووجه التنظيم كلامه مباشرة إلى رمضان:" أما لمحافظ محافظة نابلس فنقول أستقيل واحفظ ماء وجهك وما قدمته من سنوات في سجون الاحتلال فكل شيء في هذا البلد مؤقت الا نحن والشهداء والأسرى وأمهات الشهداء دائمون والباقي وهم وسراب."
وحسب إحصائيات وزارة الصحة، فقد ارتقى 161 شهيدا منذ بداية العام الجاري 2022، منهم 110 شهداء في الضفة الغربية، بينهم 21 شهيداً من نابلس آخرهم الشهيد علاء زغل.
وقد أثارت تصريحات رمضان غضبا فلسطينيا واسعا، خاصة في مدينة نابلس التي قدمت منذ بداية العام 21 وقد قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح فخري البرغوثي "للرسالة"، معبرا عن استيائه:" تصريحات محافظ نابلس تعبر عن شخصية وضيعة وحقيرة وأقل ما يقال إنها رضعت من ثدي (إسرائيلي)".
وقد قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة "للرسالة":" تصريحات محافظ نابلس المسيئة لأمهات الشهداء تجاوز وطني خطير وغير مقبول، ويمثل انقلاب على القيم الوطنية التي تكرم الشهداء وذويهم مما يتطلب الاعتذار لأمهات الشهداء ولشعبنا "