"عرين الأسود" تتصدر المقاومة

من شمال غزة لشمال الضفة.. بطولات "أيام الغضب" تتوالى

شعار مجموعات عرين الأسود
شعار مجموعات عرين الأسود

غزة- الرسالة نت

سلسلة عمليات "أيام الغضب"، هكذا أطلقت مجموعات "عرين الأسود" شمال الضفة الغربية المحتلة على باكورة غضب ثوري هادر، ردا على جرائم الاحتلال في القدس ونصرة للمسجد الأقصى، وهو نفس الاسم الذي أطلق على عمليات كتائب القسام البطولية قبل 18 عاما لصد العدوان (الإسرائيلي) شمال قطاع غزة، التي تتزامن ذكراها هذه الأيام.

وقالت المجموعات في تصريح وصل "الرسالة نت": "بسم الله نبدأ وبسم القدس نعلن بإذن الله وبعد التوكل على الله بدء سلسلة أيام الغضب لأجل القدس".

وأصيب جندي (إسرائيلي) بجراح خطيرة، اليوم الثلاثاء، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي المواطنين غرب نابلس.

وذاع فعل "عرين الأسود" قبل اسمها كمجموعة مسلحة تجنَّد فيها عشرات المقاومين الذين اتخذوا من البلدة القديمة بنابلس مقرا لهم، وأخذوا على عاتقهم مقاومة الاحتلال أينما وكيفما وجد وبكل أشكاله من جنود ومستوطنين وغيرهم.

وعادت خلايا المقاومة بنابلس لتظهر مع بداية العام الجاري أكثر، وانسحب ما يجري بمدينة جنين ومخيمها أو "عش الدبابير" كما يصفه الاحتلال على نابلس أكثر من غيرها من مدن الضفة، وجاء استشهاد المقاومين الثلاثة (محمد الدخيل وأشرف مبسلط وأدهم مبروكة) في الثامن من فبراير/شباط الماضي ليوقد شرارة هذه المقاومة ويعززها أكثر.

وعرفت تلك المجموعة آنذاك "بكتيبة نابلس" أسوة بكتيبة جنين، ليقودها ويخوض مرحلة الاشتباك والمواجهة مجددا الشهيد إبراهيم النابلسي وهو رفيقهم الرابع الذي اغتاله الاحتلال في التاسع من أغسطس/آب الماضي ورفيقه إسلام صبوح والطفل حسين طه في البلدة القديمة من نابلس.

وأضافت عرين الأسود في بيانها اليوم "نتابع منذ أيام ما يحدث في القدس حتى بلغ الأمر منتهاه باقتحام الأقصى صباح هذا اليوم، وحتى ساعة كتابة البيان بأكثر من 750 مستوطنًا".

وأكدت أن "حالة التخدير والتهويد؛ لن تنال منا، وآن الأوان لوضع حد فاصل وقاطع لهذه المعركة التي تشن علينا، وعلى رجالنا ونسائنا وأطفالنا في كل مكان، وعلى أقصانا ومسرانا".

ودعت المجموعات "أهلنا بالداخل المحتل للانضمام لها والاشتباك مع العدو في كل مكان"، مطالبة الفصائل ورجالها بتنفيذ عمليات نوعية في كل مكان وكل اتجاه.

وقالت: "ندعو حركة فتح أبناء الياسر، وحركة حماس أبناء الياسين، وفصائل الشرف، والجهاد الإسلامي أبناء الشقاقي، والجبهة الشعبية أبناء أبو علي مصطفى في الضفة الغربية لتغطية أيام الغضب لقناعتنا التامة أنه لا ضفة بغير الفتح، فتح أبو إياد وأبو جهاد وأبو عمار، فتح الكرمي والعبيات ونايف أبو شرخ".

وأضافت "ندعو جماهير شعبنا للوقوف أمام مسؤولياتهم؛ فلا كرامة لنا بوطن يُدنس وما الرزق إلا على رب العباد".

 جاء الإعلان متزامنا مع الذكرى الثامنة عشرة لمعركة "أيام الغضب" التي سطّرت فيها المقاومة أسمى قصص البطولة ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة والتي مُنيَ خلالها بهزيمة نكراء.

وشنّ الاحتلال حينها عملية عسكرية ضد قطاع غزة تهدف إلى احتلال الشريط الشرقي شمال القطاع، بهدف إيقاف إطلاق صواريخ المقاومة تجاه المستوطنات، أسماها "أيام الندم"، لتنقلب الكرّة عليه، وتسجل المقاومة فصلًا جديدًا من فصول الانتصار.

وحشد الاحتلال في المعركة تعزيزات قوامها 100 دبابة مدعومة بغطاء جوي من طائرات الاستطلاع و"الأباتشي" تجاه الأطراف الشرقية لمخيم جباليا، مستهدفةً المواطنين الآمنين في بيوتهم بشتى أسلحته للضغط على المقاومة، في محاولة لدفع شعبنا للتخلي عن احتضانه لها، ووقف إطلاق صواريخ المقاومة.

ورأى الاحتلال بأس المقاومة الشديد وتوحدها في الميدان، في معركة استمرت 17 يومًا، خاضت فيها معركة شرسة، مستخدمةً فيها الأسلحة البسيطة والعبوات محلية الصنع، إضافةً إلى استمرار إطلاق الصواريخ تجاه مستوطنة "سديروت" وتنفيذ عدة عمليات ضد القوات المتوغلة.

ولعل أبرز العمليات التي أصابت العدو في مقتل؛ اقتحام الاستشهاديين القساميين أسامة برش وعبد الحي النجار الموقع العسكري شرق مخيم جباليا، والتي أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة عدد آخر من جنود الاحتلال، غير أن هذه العملية لم تكن الأخيرة، فتلاها تنفيذ المقاومين مصعب جمعة وحسام غبن عملية اقتحام مستوطنة "نسانيت" سابقاً، والواقعة شمال القطاع، والتي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين، وجرح ثلاثة آخرين.

وكان لصواريخ المقاومة نصيبٌ من ردع العدو، ففي اليوم الثاني من المعركة قُتل مستوطنان وأُصيب 23 آخرون بجراح مختلفة، جراء سقوط صاروخ من طراز "قسام" في "سديروت".

وتُوجت عمليات المقاومة خلال معركة أيام الغضب بعملية اقتحام "موقع الإدارة المدنية"، التابع للاحتلال، والتي أدت إلى مقتل قائد الحملة العسكرية على جباليا وخمسة آخرين، وإصابة عدد من الجنود بجروح مختلفة.

وتلت هذه العملية سلسلة كمائن عبر عبوات أرضية، إحداها تفجير عبوة موجهة تجاه دورية مشاة تقدر بـ50 جنديا، وتفجير أخرى بدورية مشاة (كوماندوز) على أعتاب المخيم.

وأفشلت المقاومة مخطط الاحتلال بالتوغل داخل المخيم، وألحقت خسائر فادحة بالقوات والآليات المتوغلة، وتمكنت من تدمير أكثر من 22 دبابة، و31 جرافة، إضافةً إلى 18 ناقلة جند وجيب عسكري، التي حاول جنود الاحتلال الاحتماء بحديدها الذي تشظى من وطأة أسلحة المقاومة، وهو ما أدى إلى مقتل نحو 20 جنديًا (إسرائيليًا).

انتهت المعركة باندحار الاحتلال بقواته يجر خلفه أذيال الهزيمة والهوان بعد معركة بطولية ستبقى أمجادها محفورة في ذاكرة شعبنا، لتصبح غزة صغيرة المساحة، كبيرة الشأن والعطاء والإباء، شوكة في حلق الاحتلال، وغُصّة في قلبه ووجدانه، وأيقونة للمقاومة ومصدر عز لشعبها وأمتها.

واليوم تمثل مجموعات "عرين الأسود" التي انطلقت من نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بارقة أمل لأهلنا وشعبنا الذي يعاني ويلات الاحتلال المجرم، فيما تندس المقدسات وتها

البث المباشر