عرين الأسود وما أدراك ما عرين الأسود، إنهم عظماء هذه الأمة الذين رفضوا سياسة الذل والهوان، فامتشقوا بنادقهم واطلقوا العنان لصراخهم في ظل الانهزام والانبطاح، يقاوموا الاحتلال الصهيوني بما يملكوا من سلاح وعتاد بدائي متواضع، رجال أذاقوا العدو كأس المرار، فلا يكاد يخلو يوماً من عملياتهم البطولية التي تستهدف جنود الاحتلال الصهيوني في ربوع الضفة والقدس.
بعد ما يقارب الثلاثين عاماً، تُذكرنا عمليات عرين الأسود الفدائية في فترة الجنرال عماد عقل الذي استهدف الجيبات العسكرية الصهيونية من مسافات قريبة، والتي أسفرت حينها عن العديد من القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة.
إن ما يحدث في ضفة العياش اليوم، يجعلنا نعيش أجواء تلك العمليات التي نفذها الشهيد عماد عقل وإخوانه الأبطال، فقد أعادتنا بالذاكرة للتاريخ المُشرف المحفور في عقول كل الفلسطينيين، وعلى هذا النهج يسير العظماء، لذا، نجد أن المقاومة الفلسطينية في القدس والضفة بكافة أذرعها وفصائلها تستبسل في مقارعة العدو و تعمل على ضربه في كل مكان يجثم فيه على أراضينا الفلسطينية، مُتبعة في ذلك استراتيجية الشهيد عماد عقل. حيث تُعد هذه العمليات البطولية ذات تخطيط عسكري استراتيجي، يتم الإعداد والتخطيط الجيد لها من قِبل المقاومين الأبطال. والملاحظ من تلك العمليات بأن نتائجها أصبحت تؤلم العدو كثيراً لدرجة أنه بدأ يتخبط ويطلب المساعدة علناً من أجهزة السلطة للعمل على تفكيك الحالة العسكرية واعتقال من يتزعم عرين الأسود.
إن الاستمرار في تلك العمليات من شأنه أن يُعجل في زوال الاحتلال وأعوانه وكنسهم عن أراضينا الفلسطينية المحتلة، فاليوم يتم استخدام استراتيجية الجنرال عماد عقل وقريباً بإذن الله تعالى، تنتقل المقاومة إلى استراتيجية المهندس يحيى عياش، وتستمر المقاومة ويُبدع رجالها في استهداف العدو الصهيوني في كل مكان بالضفة والقدس، رداً على استباحة المقدسات وتدنيس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وانتقاماً لحرائر فلسطين وما يتعرضن له من اعتداءات من قِبل الاحتلال وقطعان مستوطنيه.