نظمت أكاديمية المسيري للبحوث والدراسات الأحد 16-تشرين الأول، ندوة حوارية حول، الأطروحات الفكرية للدكتور عبد الوهاب المسيري، بالشراكة مع منتدى الفكر بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية-غزة، بحضور جمع من أكاديميين وطلبة الجامعة والمهتمين، وكذلك حضره الجمهور عبر منصتي zoom وفيسبوك.
وتأتي الندوة بالتزامن مع شهر أكتوبر ذكرى ميلاد المفكر المصري عبد الوهاب المسيري، الذي نسبت تسمية الأكاديمية لاسمه، عرفانًا ووفاءً لما قدمه من أفكار نيرة في خدمة القضية الفلسطينية، وبما كشفه فكر المسيري من زيف دولة الاحتلال والداعمين له.
بدورها رحبت مديرة الأكاديمية م. إسلام العالول بالحضور، وعددت بعض مناقب المفكر المسيري، وسبب تسمية الأكاديمية باسمه، وعرضت نبذة عن الأكاديمية وإنجازاتها، ورحبت بضيف الندوة الدكتور عبد اللطيف أبو هاشم مدير دائرة المخطوطات والمكتبات والآثار لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وقدمته للجمهور.
الندوة انقسمت على محورين اثنين، حيث تحدث في المحور الأول (الصهيونية في فكر الدكتور عبدالوهاب الميسري) د.عبد اللطيف أبو هاشم، حيث دفع عنه تهمة العلمانية ووصفه بالمفكر العربي الإسلامي الذي شكلت كتاباته منظومة فكرية متكاملة ساهمت بشكل كبير في تغيير الرؤية بالصهيونية.
وأردف أن المسيري عمل على ثلاث دوائر، الأولى الحركة الصهيونية والفكر الصهيوني وأنواع الصهيونية واليهودية والتلمود وفككها، وثانيها عمل دراسات مكثفة على نقد العمانية والحضارة الأوروبية وتفكيك مقولات فلاسفة أوروبا، أما الدائرة الثالثة تفكيك المسيري الفكرة الصهيوينة وعرف مصادر قوتها ومكوناتها ونقاط ضعفها والأوهام التي أحاطت الصهيونية بها نفسها، حيث إن من أهم أدوات محاربة العدو هي معرفته.
وانتقلت الندوة إلى المحور الثاني (التحيز والنماذج المعرفية والمجتمعات التراحمية في فكر عبد الوهاب المسيري) حيث تحدث فيها الدكتور نهاد لشيخ خليل المحاضر بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية، وقد ذكر غبطة المسيري بالانتفاضة الثانية، حيث تجلت الصفة التراحمية عند المجتمع الفلسطيني، الذي صمد أمام هجمات الاحتلال، حث تبنى هذا المجتمع المقاومة والمقاومين ودافعوا عنهم وتحملوا بشكل جماعي تبعات المقاومة دون تأفف.
وبالمقابل ذكر الدكتور الشيخ خليل صفات البيئة المقابلة للمجتمع الفلسطيني والعربي، وهي أوروبا والغرب حيث العلمانية والمادية المعادية للإنسان، فهم يريدون تطبيق قوانين المادة على الإنسان وبالتالي نفي خصوصية ومركزية الإنسان.
وفي نهاية الندوة شكرت العالول ضيفي الندوة، وفتحت المجال أمام الجمهور ليشارك بالسؤال أو طرح الآراء، فقد أعرب الحضور عن إعجابهم بفكر المسيري وأهمية الندوة التي كشفت جوانب المسيري المشرقة، وطالب بعضهم بنشاط علمي أكبر يليق مقام المفكر عبدالوهاب المسيري بأن تقام ورشات العمل الموسعة لتسليط مزيد من الضوء على فكره وتراثه.