أصدرت مجموعة عرين الأسود بيانا من سطرين فقط، دعت فيه الفلسطينيين لاعتلاء أسطح منازلهم في أوقات اقتحامات جيش الاحتلال لمدن ومخيمات الضفة والتكبير لإرباكه.
سرعان ما لاقت دعوات "عرين الأسود" تأييدا كبيرا وتطبيقا على أرض الواقع من الفلسطينيين، لتكون مرشدا لهم في ظل حالة الفراغ السياسي وعدم الثقة التي زرعتها السلطة الحاكمة بالضفة.
ووفق الإعلام العبري، فإن الاحتلال أبدى قلقا كبيرا من تنامي التأييد الكبير لمجموعة "عرين الأسود" وهو ما تتابعه في الشارع الفلسطيني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت حصلت صفحة المجموعة على "تليغرام" قرابة 135 ألف متابع في غضون أيام قليلة.
أسباب التنامي
المختص في الشأن السياسي جهاد حرب، أكد أن النموذج الذي قدمته مجموعة "عرين الأسود" من تحدي الاحتلال وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال أدى لإكسابها رمزية كبيرة في الشارع الفلسطيني.
وقال حرب في حديث لـ "الرسالة نت": "كما أن بُعدها عن الفصائل الفلسطينية وعملها دون انتماء تنظيمي زاد من استقطابها للكل الفلسطيني".
وأوضح أن تكوّن المجموعة من شبان فلسطينيين يقاومون الاحتلال في ظل حالة الفراغ وعدم وجود حماية للمواطنين بالضفة من غطرسة الاحتلال، بالتزامن مع حالة الفراغ في المجتمع الفلسطيني للقيادة الميدانية جعلت لهم قبولا كبيرا وخصوصا للنداءات التي تطلقها.
وأكد أن الاحتلال (الإسرائيلي) ينظر للمجموعة المقاومة بخطورة بسبب قدرتها على توحيد الشارع الفلسطيني، كما أن التجاوب الكبير معها سيقود لعمليات أكبر وثورة مستمرة وبصورة قد تبدو منظمة أكثر.
ولفت إلى ضرورة الدعم المستمر لها والنظر لها كرمزية خاصة توحّد المجتمع الفلسطيني بعد سنوات طويلة من الانقسام.
وفي سياق متصل، تجاوز عدد المتابعين لمجموعات "عرين الأسود" التي تتخذ من نابلس مقرا لها، على تطبيق "تلغرام" 135 ألف متابع، وفقًا لموقع "واللا" العبري.
وقالت مصادر متخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي إن عدد المتابعين للصفحة على تطبيق "تليغرام" قفز من 40 ألف إلى 135 ألف في غضون ثلاثة أيام، أي بعد إغلاق صفحة العرين على تطبيق "تيك توك"، وأن العدد قابل للزيادة.
وأضافت المصادر العبرية: "ليس من الواضح في هذه المرحلة بالضبط عدد المتابعين الفلسطينيين من الضفة الغربية أو سكان قطاع غزة أو من مدن الداخل أو من جميع أنحاء العالم، لكن الاتجاه مقلق للغاية".
في حين، يرى الكاتب في الشـأن السياسي، مصطفى إبراهيم، أن مجموعة "عرين الأسود" هي نوع من التيار الثوري الشاب والعسكري الذي يعارض الخط السياسي للسلطة وحكمها الفاسد.
وقال إبراهيم في مقال له: "في المرحلة الحالية، تركز المجموعة على المواجهة مع الجيش (الإسرائيلي) والمستوطنين، لكنها قد تصبح لاحقا معارضة بارزة لقيادة السلطة".
وأضاف: "من الصعب الجزم أن المجموعة هي منظمة واحدة سيتم حلها لاحقا، من المحتمل أن تكون هذه هي أول نبتة لسلسلة من التنظيمات المحلية لخلايا فدائية مستقلة غير تابعة لمنظمات".
وأكد أن عدم توقف جيش الاحتلال عن الممارسات العدوانية وعمليات الاعتقال والقتل اليومي، واستمرار ما يسمى عملية "كاسر الأمواج" في شمال الضفة، في ظل واقع بائس يعيشه الفلسطينيين، وبدون أمل ولا يوجد فيه شعور بالخروج منه، يزيد من حتمية التحاق المزيد من الشبان لمجموعة عرين الأسود.