مع تصاعد الأحداث في المناطق الشمالية بالضفة، تتجه الأنظار نحو المحافظات الجنوبية، تحديدا مدينة الخليل، لما مثلته من أيقونة متقدمة في المقاومة طيلة سنوات الانتفاضتين، وسط تفاؤل بتدخل يبدد حالة الضعف التي تعتريها في هذه المرحلة.
أسرى محررون يؤكدون أنّ ترقب الفعل الثوري للخليل، يعكس ما يحمله الشعب الفلسطيني من آمال وتطلعات حول الدور الكبير المأمول منها، كمحافظة خرّجت عشرات الاستشهاديين والأبطال، وكان لها فعل متميز طيلة سنوات الانتفاضتين، آلمت خلالها الاحتلال وأدمته بعشرات العمليات الاستشهادية.
الأسير المحرر معاذ أبو شرخ، يؤكدّ أن الحالة الثورية في الضفة المحتلة تحديدا في شمالها من جنين حتى نابلس، مثّلت استفزازا لمشاعر المحبين للخليل، الذين يتطلعون لدور متميز وطليعي كما عودتهم دائما.
وقال أبو شرخ لـ"الرسالة نت" إنّ الخليل لم تغب خلال الفترة الماضية، فقد سجلت منذ 3 أشهر فقط 224 عملا مقاوما، منها 16 عملية إطلاق نار و30 عملية تصدٍ بالوسائل الشعبية للاقتحامات.
لكنّ وبحسب أبو شرخ، "يتطلع المحبون للخليل بدور يتواءم مع دورها السابق بما مثلته من حضور بارز وقوي سواء لصالح حجم العمليات أو نوعيتها(..) اليوم هناك تراجع، لكنّ هناك أيضا حالة يمكن أن نبني عليها في الخليل".
وأوضح أنّ الجميع يتوقع تطور الحالة الثورية بالخليل يوما بعد يوم، معربا عن أمله أن يمثل الفعل المقاوم بالشمال حافزًا ودافعا للفعل المقاوم بالمناطق الجنوبية.
تهويد عارم!
من جهته، أكدّ الأسير المحرر علاء قفيشة أنّ ما تتعرض له الخليل اليوم من تهويد فاق كل التصورات، "هناك استيلاء على المساجد ومصادرتها تمهيدا لنسفها وتهويدها".
ووجه قفيشة في حديثه لـ"الرسالة نت" رسالة لأهالي الخليل، "حافظوا على المسجد الإبراهيمي الشريف، الذي حافظ عليه أجدادنا ويحمل في ثراه الأنبياء وزوجاتهم".
كما حثّ قفيشة على ضرورة الحفاظ على البلدة القديمة ومحاربة التهويد، وإحيائها بفتح المحال التجارية وعمل الأنشطة المجتمعية، وفتح مقرات للمؤسسات داخلها".
ودعا للالتزام بحملة الفجر العظيم والحفاظ عليها، والتواصل بهذا النشاط عبر حماية المسجد الابراهيمي الشريف.
وحثّ قفيشة على ضرورة حماية مسجد أهل السنة الواقع بين تكتلات استيطانية، خشية استهدافه على غرار استهداف مسجل قيقون الذي تمت السيطرة عليه خلال الأيام الماضية، ومنعت فيه الصلاة تمهيدا لمصادرته.
وشددّ على أن الخليل التي خرّجت عشرات الاستشهاديين، قادرة على استعادة مجدها بدور يليق بعوائلها وعشائرها وثقافتها ووعيها الكبير تجاه عمق انتمائها للقضية ورفضها للذل والمهانة.
وتابع: "الخليل إذا داس أحد على كرامة أهلها فلا تتوانى أن تزلزل الأرض من تحت إقدامه، وكل عمل تهويدي وإرهابي يمارسه الاحتلال هو مساس بكرامة شعبنا بأسره، وأهل الخليل سيصلون لمرحلة الزلزلة لأعدائهم".