توافق اليوم الذكرى السنوية الـ20 لعملية الاستشهادي القسامي محمد كزيد فيصل البسطامي من نابلس، والذي فجّر نفسه في 27 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2002، على مشارف مستوطنة "أرئيل"، ما أدى إلى مقتل ضابطين وجندي من جيش الاحتلال، وإصابة نحو 20 آخرين.
نشأ محمد وترعرع في كنف أسرة ملؤها الطهر والعفة والتدين، وتربى على أفضل القيم وأعلى الأخلاق، وكان من رواد مسجد عقبة بن نافع، وملتزما في صلاة الجماعة وخاصة الفجر، وحريصا على حضور دروس العلم والإيمان، وعاشقا للمساجد منذ صغره.
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة المعري وظافر المصري والثانوي في مدرسة قدري طوقان، ثم انتقل إلى جامعة النجاح في كلية المجتمع، ليلتقى تعليمه في برمجة الحاسوب، وترتيبه الثالث بين إخوته وأخواته وله أخ آخر وخمس أخوات.
يساعد كل محتاج
كان شهيدنا المجاهد يعرفه الصغير والكبير، وأيمنا ذهب فاضت منه الرياحين وسُر كل من رآه، ويملأ الأرجاء حباً وفرحاً ويساعد كل محتاج، ويكون أول المتطوعين في أي عمل خيري.
حرص محمد على أن يكون باراً بوالديه، فكان مرضياً منهما لطاعته العظيمة لهما وحرصه على راحتهما، وكان متفوقاً في دراسته وناجحاً في حياته ومحبوباً من زملائه وأهله وجيرانه.
لم يهتم شهيدنا القسامي بمتعة الحياة وزخرفها، وكان يحب الجهاد في سبيل الله، ويحب لقاء الله، ويرغب في الانتقام لدماء شهداء شعبنا الزكية التي روت أرض فلسطين، وبالذات أرض نابلس جبل النار.
عملية استشهادية نوعية
أقسم محمد على أن لا يلقى الله عز وجل إلا بعملية نوعية كبرى تهز أركان الصهاينة وتزلزل أقدامهم، وبالفعل كان له ما تمنى ونفذ عملية استشهادية نوعية حطمت الأمن الصهيوني في أعتى معاقله، واختار هدفه بدقة وعناية ليفجر عبوته ويجعل من جسده قنبلة تفتت أجساد الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين.
وكان هدف عمليته الاستشهادية مجموعة من الضباط الكبار في جيش الاحتلال وجنوده الجبناء، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من ثلاثين صهيونياً منهم ميجر في جيش الاحتلال شارك في حرب لبنان عام 1982.
وعبّر والده عن فخره بنجله صاحب هذا العمل العظيم، واستقبل نبأ استشهاده برضى كبير يملأ قلبه، وعبارات الحمد والرضى لا تتوقف.