تعاني من الاحتلال والسلطة

التأييد الشعبي يصعّب مهمة تفكيك "عرين الأسود"؟

أرشيفية
أرشيفية

الرسالة نت- وكالات

يتواصل الضغط على مجموعة عرين الأسود في نابلس بشكل كبير، محليا ودوليا، في سبيل إنهاء هذه الظاهرة ومنع تمددها بعد أن لاقت تأييدا شعبيا كبيرا.

وتزداد مخاوف السلطة و(إسرائيل) من تمدد مجموعة عرين الأسود، حتى وصل القلق المجتمع الدولي المؤيد للوبي الصهيوني.

وتضغط السلطة بالتعاون مع (إسرائيل) للتخلص من الظاهرة الفريدة بالضفة، التي تشكل حالة ثورية للشباب في ظل تغييب السلطة للعمل المقاوم بالكامل.

 بحاجة لدعم

الباحث في الشأن السياسي، منذر مشاقي، أكد أنه يمكن القضاء على مجموعة "عرين الأسود" في حال عدم وجود مناخ مناسب للإبقاء عليها وانتشارها.

وقال مشاقي في حديث لـ "الرسلة نت": "نحن نعيش في وضع سياسي مأزوم في ظل الأوضاع الأمنية في الضفة، الفريد فيما يحدث أن المواطنين تعلقوا بمجموعة "عرين الأسود" والتي لاقت تأييدا كبيرا من المواطنين".

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية قوية في نابلس، لذا تخشى السلطة أن تطغى مجموعة عرين الأسود على الوضع والحكم".

وأشار مشاقي إلى أن التفاعلات الشعبية من الإضرابات ستعمل على طول أمد المجموعة، "ولكن هذا لا يكفي لاستمراريتها طالما بقيت تعمل دون موجّه وقوة أكبر تحميها وتعمل على ديمومتها".

وبيّن أن البيئة السياسية في الضفة تعمل ضد فكرة مجموعة عرين الأسود، "ولكن أن نجد مثل هذا العمل المقاوم الذي لم يحدث منذ عملية السور الواقي عام 2022، فهو يدلل على بشريات انتفاض الضفة".

في حين، قال الصحفي (الإسرائيلي) عاموس هرئيل، إن مجموعة "عرين الأسود" نجحت في تسويق نفسها كظاهرة جديدة ومحبوبة.

وذكر هرئيل في مقال له عبر صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه رغم قلة عدد أعضاء عرين الأسود نسبياً، فإن أيّ ادعاء بشأن تفكيكها في الوقت القريب لن يكون صادقاً، "لأنه لا توجد هنا هيكلية تنظيمية أو هرمية واضحة، وبالتالي من الصعب حصرها في ناشط معين يقتل أو يعتقل".

وأوضح أن عرين الأسود هي بالأساس فكرة، أكثر مما هي بنية تنظيم، ومن الصعب وقف امتدادها، وإن حقيقة تأييدها الجارف في الشارع الفلسطيني، تؤكد أن ما نراه هو ظاهرة جدية، شعبية وهي متصاعدة، ولن تقمع بسهولة في الوقت القريب.

بدوره، أكد الباحث في الشؤون (الإسرائيلية) محمد أبو عودة، أن مجموعة عرين الأسود فريدة من نوعها، ووحدت جميع الشباب الفلسطيني ولم تكن تعمل تحت تنظيم فصائلي معين.

وقال أبو عودة في حديث لـ "الرسالة نت" إن الشباب الفلسطيني متعطش لمثل هذه المجموعات المقاومة التي تعمل بعيدا عن الانقسام الفلسطيني.

وأشار إلى تحرك من الاحتلال والسلطة لإنهاء هذه المجموعة بأي شكل، "وهو ما يتواصل العمل عليه حاليا".

وأضاف: "لا يمكن إنكار أن هناك أخطاء أمنية للمجموعة فيما يتعلق باستخدام السوشيال ميديا أوقعتهم في فخ جيش الاحتلال، فالشباب لم يجدوا من يوجههم في هذا الجانب وبالتالي يجب تصحيح هذه الأخطاء".

وكسابقه بيّن أن هناك ضغطا دوليا كبيرا لإنهاء مجموعة "عرين الأسود" وهو ما زاد الضغط للعمل ضدها، "فالبيئة في الضفة غير مهيئة لاستمرارية عمل المجموعة، وهو ما يشكل خطرا على بقائها، وبالتالي نجد أنها بحاجة لحاضنة قوية من المواطنين والحكومة، وقد نجد الحاضنة من المواطنين ولكن السلطة تعمل ضد هذه الفكرة وتحاربها".

وختم أبو عودة حديثه: "بغض النظر عن اسم المجموعات المقاومة فهي في ديمومة مستمرة وإن انتهت وتفككت فستظهر مجموعات مقاومة أخرى مستقبلا وهذا معروف فلسطينيا".

البث المباشر