خاص – الرسالة نت
أكد الباحث الفلسطيني المختص بالدراسات الأثرية خالد أيوب، أن الكيان الصهيوني سطا على التراث الفلسطيني لأنه لا يملك مقومات القومية والدولة، مشيرا إلى أن الاحتلال لم يسطو على التراث فقط بل على الأرض واللغة وكل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني.
وانتقد أيوب الدراسات والأبحاث التراثية الفلسطينية، لأنه يرى أنها قامت على الأرشفة والجمع وابتعدت عن التفسير والبحث، وقال: "لم أجد باحثاً يأخذ كلمة أو مفردة أو أغنية أو حكاية وينسبها للماضي.. هي موروث لكن لم يحدد من أين، ومن ثم يأتي "الإسرائيلي" وينسب الدلعونة بسهولة له وأنا عاجز عن إبراز مصدر تراثي، كما أنه لم يتم التطرق إلى دور التراث في الثورة وكذلك دوره في المقاومة".
وعن سؤاله عن أهمية التراث ودوره في المقاومة الفلسطينية كرديف للبندقية والرصاصة، أجاب "الثورة لها سبيين كما هو معروف أسباب مباشرة وغير مباشرة، والأسباب غير المباشرة موجودة دائماً في ظل وجود المحتل وهو ما يحتم عليك أن تثور ضده ، ولكن الذي يفجر الثورة ويعتبر بمثابة شرارتها هي الأسباب المباشرة متمثلة غالباً في المساس بالتراث الذي يحرك الشعور الجمعي لدى الجميع كونه يخص كل الناس و خير مثال على ذلك الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي سببها اقتحام شارون للمسجد الأقصى".
وأكد أن التراث يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الشخصية الثقافية والوطنية الفلسطينية، خاصة أن الجغرافيا الفلسطينية مغتصبة، مبينا أن التراث له دور مضاعف "فبمجرد أن تحتل أرضك تزول معالمك، كما أن التراث وبخاصة مع ارتباطه بعلم الآثار دليل ملكية الأرض".
وفي إجابته على سؤال :كيف تعامل الباحثون الصهاينة مع عدم تطابق المكتشفات الأثرية مع أحداث التوراة في فلسطين كما هو الحال مثلاً في حفريات السامرة ونقش سلوان؟، قال
"الصهاينة عمدوا إلى التزوير أو التأويل ثم إعادة القراءة بالشكل الذي يخدم تلفيقاتهم ويوجد أدلة كثيرة على ذلك فمثلاً هناك نقش واضح يدعى نقش قهرمان الملكي أو قهرمان البيت مكتوب عليه عبارة وهي "هو شرع له بيت" أي هو بنى له بيت لكن الباحثون الإسرائيليون قالوا أن هناك حرف ممحي في بداية النص ويعتقد أنه حرف ياء فأصبح كلمة "هوا" كلمة "يهوا" أي الإلاه التوراتي حسب المعتقد اليهودي".
وأوضح أيوب أنه في نقش سلوان توجد عبارة "هو نقبها بعود" أي قام بحفر هذا النقب بعصا وعين سلوان نقب محفور ولا يستطيع أحد قراءة النقش بغير ذلك لكن تمت قراتها بشكل مختلف ويتطابق مع المعتقدات اليهودية.
وتابع "هناك نقش مشع أو مآب الموجود في الأردن، فبعد أن عجزت الأبحاث الأثرية الاسرائيلية في فلسطين ولم تجد ما يستدل على وجود ما يدعوه طبعاً إلا بالتزوير، عَمد الباحثون الإسرائيليون إلى الاستدلال على وجودها بالآخر، والنقش المآبي حسب التوراة يعود إلى الشعب المآبي أحد الشعوب السبعة المعادية للشعب اليهودي، وقُرأ هذا النص على أساس أن الموآبيين هاجموا بني إسرائيل وقتلوا منهم سبعة آلاف رجل وامرأة وجارية، والنص قراءته كاملة خاطئة ،وتم توظيفه على النحو التالي... طالما أن الموآببي هاجموا بني اسرائيل فإن بني اسرائيل موجودين".
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث خالد أيوب هو باحث فلسطيني من قرية دلاتا قضاء مدينة صفد، ولد في دمشق عام 1957 ، والباحث عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، وله عدة دراسات في مجال التراث والآثار، كما صدر له كتابان في هذا المجال أحدهما بعنوان "وجه آخر لتاريخ فلسطين – نقد التاريخ المتداول" ، والثاني حمل عنوان "أخطار القراءة الخاطئة للنقوش الأثرية على الثقافة العربية".