قائمة الموقع

مقال: إفشال الاحتلال من ضرب العمق الفلسطيني في الـ48 

2022-10-30T21:11:00+02:00
ارشيفية
د. خالد النجار

في ظروف معقدة يرتقب الاحتلال تنفيذ سلسلة عمليات داخل مدن الضفة، التي امتدت بها المقاومة إلى محافظات جنوب الضفة الغربية، حيث نُفذت عمليتين منفصلتين في أقل من 24 ساعة، أدت لمقتل مستوطن صهيوني، وإصابة 8 آخرين، وما زالت منظومة امن الاحتلال تتلقى انذارات بتنفيذ عمليات أخرى، الأمر الذي سيُفشل من كان يعتقد أن وصوله لمربع الحكومة الصهيونية سيأتي على حساب الدم الفلسطيني.

لقد أفشلت المقاومة هذه النظرية، وبدأت هي من تتحكم في صندوق الانتخابات الصهيونية، حيث عقد لابيد آماله بالفوز في الانتخابات بعد سلسلة اغتيالات طالت عدد من عناصر عرين الأسود، ومحاولاته الحثيثة لإنهاء الحالات العسكرية في جنين ونابلس، إذ أدإن المؤشرات الأولية الحالية بعد عملية الخليل، تؤكد تعثر لابيد من تحقيق فوز يؤهله لتشكيل الحكومة أمام منافسه نتانياهو، الذي تفيد استطلاعات الرأي بتعثره كذلك، وعدم وصوله لنسبه الحسم.

إن هذا الأمر المعقد الذي جلبته المقاومة وضربت به الحكومة الصهيونية، يجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات، أهما:
ماذا حققت القوى العربية في الداخل المحتل والتي شاركت في الانتخابات الصهيونية ويمثلها عباس منصور؟ وما مصير أهلنا في ال48 الذين يتعرضون لأبشع مجازر في التطهير العرقي من خلال دعم الاحتلال للاقتتال الداخلي ومساهمته في رفع معدل ارتكاب الجريمة هناك؟، إن أبرز ملامح التطهير العرقي يتمثل في فقدان سكان الداخل للهوية الفلسطينية، والاندماج مع المجتمع الصهيوني، والتعايش مع الاحتلال وفق نمط تتحكم به الحكومة الصهيونية مقابل تحسين الظروف الاقتصادية، وهي مقايضة مرفوضة تمامًا، وتمثل خطورة على مشروعية السكان في مقاومة الاحتلال.

إذ إن الاحتلال ومنذ عام 48 يمارس هذه السيناريوهات، والتي تتعلق بالتنازل عن القيم والمباديء الوطنية وعن حق المقاومة، مقابل توفير حياة كريمة وآمنة، وهو ما رفضته المقاومة، وقبلت به السلطة، فالمقاومة ترتفع أسهمها ويمتد مشروعها لاكتسابه ثقة الشعب الفلسطيني، ويتمدد لأنه صاحب الطرح الأقوى والذي يمتلك قوة المنطق، بينما لا تمتلك السلطة التي تماهت مع الاحتلال سوى الوهم والركوض خلف مفاوضات عبثية ومشبوهة.

نؤمن بأن أهلنا في الداخل تحاصرهم الكثير من الأعراف  السائدة والتي جاء بها الاحتلال عبر سنوات طويلة من خلال كي الوعي، وتحديات تتعلق بالملاحقة الأمنية، وممارسة العنصرية، واستخدامهم كورقة عبر الكنيست لتنفيذ خطط صهيونية، لكن هناك فرص يمكن أن تستثمرها القوى السياسية العربية في الداخل، وأن تأخذ موقفًا موحدًا بعدم المشاركة في الانتخابات، وأن تقوم بعصيان سياسي يهدف لإفشال القوى الصهيونية التي تحاول ضرب العمق الفلسطيني في الداخل المحتل.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00