بعد قضاء أشهر في محاولة إنهاء صفقته لشراء تويتر، امتلك إيلون ماسك رسميا المنصة صاحبة التأثير الكبير وسط أسئلة كثيرة أبرزها، ما الخطوة التالية التي سيقدم عليها الملياردير في عالم "الطائر الأزرق"؟
وقال مصدر مطلع على الأمر لشبكة "سي إن إن" (CNN) إن ماسك -الذي أنجز استحواذه الخميس الماضي- ليس فقط لديه القدرة على إحداث ثورة بين موظفي تويتر ولكن أيضا لمئات الملايين من الأشخاص حول العالم الذين يستخدمون المنصة يوميا.
وقد يؤثر ذلك أيضًا على الانتخابات النصفية الأميركية المقبلة، إذا أوفى ماسك بوعده باستعادة حسابات المستخدمين الذين حظروا سابقا، وأبرزهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والحد من القيود على المحتوى.
نستعرض أهم ما يمكن توقعه لمستقبل تويتر بناء على تصريحات إيلون ماسك السابقة:
حرية التعبير.. الهدف المعلن
في الأسابيع الأولى بعد الموافقة على شراء الشركة في أبريل/نيسان، وقبل تحركه الأولي لإنهاء الصفقة، أكد ماسك مرارا وتكرارا أن هدفه هو تعزيز "حرية التعبير" على المنصة والعمل على "إطلاق" إمكانات تويتر الاستثنائية.
وشدد الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" (Tesla) على أنه سيعيد التفكير في نهج تويتر في الإشراف على المحتوى والحظر الدائم، مع مراعاة التأثيرات المحتملة على الخطاب المدني والمشهد السياسي. وتحدث أيضًا عن رغبته في التخلص من الحسابات الوهمية أو ما يسمى بالـ"بوت".
الأموال.. الهدف طويل الأمد
خلال مكالمة استعراض أرباح تيسلا (Tesla) الأسبوع الماضي، أقر ماسك بأنه دفع "رقما مبالغا فيه" لإتمام الصفقة الذي بلغ 44 مليار دولار، ولكنه أكد -في المقابل- أن "الإمكانات طويلة المدى لموقع تويتر ستكون أكبر من قيمته الحالية".
وأضاف أن تويتر مرّ بفترة كان "ضعيفا فيها، ولكن لديه إمكانات مذهلة". ويمكن أن تتضمن خطط ماسك لتعزيز قيمة تويتر تقليص قوتها العاملة وهو أمر أشار إليه من قبل.
وأشارت التقارير السابقة إلى أنه كان يخطط لخفض 75% من الموظفين، على الرغم من أنه قيل إنه أخبر موظفي تويتر هذا الأسبوع أن هذا القرار ليس واردا.
وفي كلتا الحالتين، تتزايد مخاوف موظفي تويتر بعد أن أقال ماسك على الفور الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال والمدير المالي نيد سيغال ورئيس السياسة فيجايا جادي.
وكان هناك تسريب لاقتراحات غريبة أيضا. ففي تبادل للرسائل مع شقيقه كيمبال ماسك، كشف عنها في وثائق المحكمة بدا أن الرجلين يناقشان إمكانية مطالبة المستخدمين بالدفع مقابل كل تغريدة ينشرونها بواسطة عملة "دوغكوين" (DogeCoin) المشفرة.
التشفير والتطبيق إكس
وذكر ماسك مجموعة واسعة من التغييرات المحتملة على النظام الأساسي للمنصة في تصريحاته الخاصة والعامة على مدار الأشهر الستة الماضية، وتراوحت هذه التغييرات من تفعيل عملية التشفير من طرف إلى طرف لميزة المراسلة المباشرة على المنصة إلى اقتراح أن يصبح تويتر تطبيق "كل شيء" أو ما يعرف بالتطبيق إكس (X)، على غرار التطبيق الصيني الشهير "وي شات" (WeChat).
تحول كبير في اتجاه المستخدمين المنبوذين
شدد تويتر لسنوات في ظل المؤسس والرئيس التنفيذي السابق جاك دورسي، على عمله لتعزيز "المحادثات الصحية". وحظرت الشركة العديد من الحسابات التي تروج للإساءة والبريد العشوائي وأضافت ملصقات تحذر من المعلومات الخاطئة أو المضللة.
ويمكن لتويتر تحت ملكية ماسك، التراجع عن الخطوات التي اتخذت لجعل سياسة المنصة أكثر قبولا لمستخدميه من النساء والأشخاص الملونين والمنبوذين (الشواذ)، وفقا لخبراء.
وقال ماسك إن تويتر تحت قيادته، ستكون لديه سياسات أكثر تساهلاً في تعديل المحتوى.
وكشف ماسك -في مقابلة سابقة في أبريل/نيسان- "إذا كان لديك شك بخصوص مشروعية المنشور.. دع الخطاب موجود". وتابع "إذا كانت منطقة رمادية، أود أن أقول: دع التغريدة موجودة. ولكن من الواضح أنه في حالة وجود الكثير من الجدل، فلن ترغب بالضرورة في الترويج لتلك التغريدة".
وأوضح -في رسالة مفتوحة على تويتر- أنه "إضافة إلى الالتزام بقوانين الأرض، يجب أن تكون منصتنا دافئة ومرحبة بالجميع حيث يمكنك اختيار التجربة التي تريدها وفقًا لتفضيلاتك".
خوارزمية تويتر للجميع
وقال ماسك أيضًا إنه يريد جعل خوارزمية تويتر مفتوحة المصدر وجعلها أكثر شفافية للمستخدمين -على سبيل المثال- عند التأكيد على تغريدة أو خفض رتبتها في خلاصتهم.
إلغاء حظر ترامب وحسابات مثيرة
ويعتقد ماسك أن تويتر يجب أن يكون أكثر ترددا "في حذف الأشياء" و"حذرا للغاية في تطبيق سياسة الحظر الدائم".
وقد يعني هذا أن قائمة طويلة من الشخصيات اليمينية المتطرفة المثيرة للجدل ومنظري المؤامرة وآخرين سيجدون قريبا طريقهم إلى المنصة.
من جانبه، ركز ماسك على إعادة أحد أبرز مستخدمي تويتر السابقين وهو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وقال ماسك في مايو/أيار إنه "لم يكن من الصواب حظر ترامب، أعتقد أن هذا كان خطأ".
بينما قال ترامب إنه لا يريد الانضمام مرة أخرى إلى تويتر وسيبقى بدلا من ذلك على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social).
المصدر : سي إن إن + مواقع إلكترونية