قائد الطوفان قائد الطوفان

بالتضييق والاستفزاز.. الاحتلال يسعى لتهويد سوق القطانين

سوق القطانين
سوق القطانين

الرسالة نت- رشا فرحات

يعد باب سوق القطانين الشرقي من أجمل أبواب مدينة القدس، وأقدم آثارها التي تحكي تاريخا طويلا لتجارة القطن في المدينة، ويبلغ ارتفاعه نحو ستة أمتار وتعلوه زخارف مملوكية فريدة تخطف الألباب، وحافظت على كينونتها البنائية منذ ذلك الوقت. وهو من الأماكن النادرة التي ظلت محافظة على طابع الدولة المملوكية منذ بنائها حتى اليوم.

هذا السوق كان مكانا يطل على أهم الأماكن لذا سكنه الأمراء والشخصيات المهمة في الدولة مثل الأمير تنكز الناصري والي دمشق.

سمي سوق القطانين بهذا الاسم في الفترة العثمانية، لأن حوانيته اختصت بتجارة القطن القادم من مصر، فقد كان يصنع في القدس ويصدر للعالم، ثم سمي سوق العتم بسبب الإضاءة الضعيفة التي تدخله لأنه يعتمد في إضاءته على فتحات في سقف السوق تدخل أشعة الشمس غير الكافية.

موقع السوق الاستراتيجي وقربه من المسجد الأقصى المبارك وإطلالته الساحرة على مسجد قبة الصخرة المشرفة، جعله محل أطماع الاحتلال (الإسرائيلي) ومستوطنيه، ومساعيهم لتحويله إلى كنيس يهودي مسقوف، لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية.

ما يواجهه سوق القطانين له أسباب سياسية تعتمد على روايات توراتية حيث التركيز عليه لأنه يقع فوق نفق من أهم الأنفاق التي تؤدي إلى قبة الصخرة من الأسفل، ويمتد وصولا إلى سبيل "قيتباي"، حسب روبين أبو شمسية الخبير المختص بتاريخ القدس.

ويرى أبو شمسية أن الاحتلال لو سيطر على سوق القطانين فهو عمليا يسيطر على قبة الصخرة وهذا ما يحذر منه المقدسيون، خاصة وأن أسفل القبة يقع ما يسمى "معبد الأسرار" اليهودي الذي بني داخل أحد الأنفاق التي حفرها الاحتلال، وهو بذلك يحاول تهويد السوق تدريجيا.

ويتكون السوق من طابقين، ويحتوي على خمسين حانوتا يتصل كل منها بغرفة علوية سكنها جزء كبير من رجال الأوقاف على مر السنين.

إضافة للحوانيت يحتوي السوق على خان وحمامين؛ هما حمام الشفا وحمام العين، وقد اتخذ الخان محطة استراحة لاستقبال التجار القادمين من دمشق ومصر للقدس، وأطلق عليه اسم خان تنكز، وهو حاليا مقر لمركز دراسات القدس التابع لجامعة القدس.

تغلغل الاستيطان في سوق القطانين كما معظم أسواق البلدة القديمة، ووضعت الجمعيات الاستيطانية يدها على الحوانيت التجارية التي سربت لجمعية تاج الكهنة الاستيطانية أو ما تسمى " حركة عطيرت كوهانيم" التي قامت استراتيجيتها على بناء ثقافة أيديولوجية قائمة على التضييق على السكان المقدسيين المحيطين بالحرم القدسي حسب أبو شميسة.

ويعتقد أبو شمسية أن الاحتلال لن يسيطر سوق القطانين على الأقل الآن، لأنه وقف إسلامي وتاريخي، ولكنه يستخدم أسلوب الاستفزاز، بحيث يفرض ضريبة أرنونا مرتفعة على التجار، كما يحاول أن يستفز المارة والمتسوقين.

ويتعمد الاحتلال إدخال معظم مسيرات المستوطنين من سوق القطانين لتنفير المارة من دخول أروقته، كما أن التجار ممنوعون من تجديد حوانيتهم ودائما هم تحت مراقبة مشددة من جيش الاحتلال، وهذا يجعل العمل في السوق صعبا ومن هنا يأتي استغلال الفرص لتهويد المكان.

 

البث المباشر