حذّر رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي محمود الزهار، الاحتلال (الإسرائيلي) من محاولة القيام بأي عدوان عسكري على أيٍّ من المحافظات الفلسطينية.
وقال الزهار خلال تلاوته لتقرير اللجنة حول الذكرى ال 105 لوعد بلفور المشؤوم، إن المقاومة حق مكفول للشعب الفلسطيني، وإن أي عدوان على شعبنا سيُواجه بكل قوة ومعركة سيف القدس لا زالت شاهدة على الغضب الفلسطيني.
وأشار إلى أن بطولات أبناء شعبنا في القدس ونابلس وجنين وأريحا والخليل وسائر المدن الفلسطينية المحتلة تؤكد أن تجربة المقاومة في تحرير غزة هي ماثلةٌ اليوم للعيان في الضفة والقدس، وأن النتائج التي حققتها المقاومة في غزة عام 2005 تتكرر في الضفة والقدس.
وحذر أبناء شعبنا في الضفة المحتلة من الركون إلى أجهزة الأمن التابعة لتيار أوسلو، والتي تواصل تعاونها الأمني مع الاحتلال، وتمدّه بما يحتاج من معلومات لضرب المقاومة الفلسطينية مؤخرًا في نابلس وجنين، وبل وتعينه من خلال حملات الاعتقال التي تقوم بها ضد أبناء وأنصار المقاومة الفلسطينية.
وقال إن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني لأكثر من قرن من الزمن نتيجة جريمة "وعد بلفور المشؤوم" يوجب على حكومة بريطانيا التحلّي بشجاعة أخلاقية لتقديم اعتذارها من ارتكاب هذه الجريمة، وتعويض الشعب الفلسطيني عما لحقه من معاناة وآلام نتيجة ذلك الوعد الباطل، والتكفير عنها بتراجع الحكومة البريطانية عن تقديم الدعم السياسي لكيان الاحتلال، والضغط لإنهاء الاحتلال الذي غرسته "بريطانيا" في أرضنا فلسطين.
وأضاف: "وعد بلفور المشؤوم مُنعدم قانوناً لعدم شرعيته، ولانعدام الأهلية القانونية فيه، وهو يتناقض بشكلٍ صارخٍ مع مبدأ تقرير المصير الذي أقرته المواثيق الدولية لشعوب الأرض كافة، ويمثل جريمة متواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وأجياله المتلاحقة".
وأكد بأنّ تحرير فلسطين وعودة أبناء الشعب الفلسطيني إلى ديارهم التي شُرّدوا منها هو حقٌّ ثابت وراسخ كفلته المواثيق الدولية، ولا يسقط بالتقادم أو بتغيّر الظروف السياسية أو الجغرافية، كما أنه لا يملك أحدٌ حق التنازل عنه، فهو حقّ فردي وجماعي لا تنازل ولا تفاوض عليه مهما طال الزمن.
وحمّل الحكومة البريطانية التبعات الناشئة عن "وعد بلفور" المشؤوم، سواءً على مستوى رد الاعتبار المعنوي للشعب الفلسطيني واستعادة الحقوق، وعودة اللاجئين، وإزالة جميع الآثار المترتبة على هذا الوعد باعتباره جريمة ارتكبتها بريطانيا بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وطالب بريطانيا بإعادة النظر في علاقتها مع الكيان الصهيوني، ونطالب جميع الدول والكيانات التي ساندت وأيّدت ووفرت الدعم السياسي والإعلامي والزيف القانوني للاحتلال الصهيوني بالتوقف عن ذلك، وتحمّل مسئولياتها القانونية والأخلاقية اتجاه ضحايا هذا الوعد المشؤوم من أبناء شعبنا الفلسطيني.
كما طالب حكومة بريطانيا بتحمّل مسؤولياتها في سبيل إنهاء الاحتلال الصهيوني، وتعويض كل مَن تضرّر من "وعد بلفور" المشؤوم، عملًا بقرارات الأمم المتحدة، وخاصة المادة 91 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام1977، التي تُوجب التعويض المادي عن كلّ عملٍ فيه مخالفة للقانون الدولي الإنساني وسبَّب ضررًا للغير.
ودعا الأنظمة العربية التي وقّعت اتفاقيات تطبيع مع كيان الاحتلال، بالتراجع عن ارتكاب هذه الجريمة السياسية التي تتنافى مع مبادئ العروبة والإسلام، وتتعارض مع الإرادة الحرة لجميع الشعوب العربية في المنطقة.
وطالب السلطة برام الله بالتوقّف عن التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، والتوقف عن عقد لقاءاتها المُذِلّة مع قادة الاحتلال، مما يوفر غطاءً سياسيًّا لاستمرار الاستيطان وجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة إلى إسناد المقاومة، والنأي بأنفسهم عن نهج التنسيق الأمني الخياني، الذي يمثل أبرز أدوات الاحتلال لضرب المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس.
وطالب المجتمع الدولي بالعمل على تطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
ودعا الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلى التمسّك بخيار المقاومة بكلّ الوسائل، وعدم التساوق مع المخططات الرامية إلى التطبيع، أو التنازل عن حق العودة.
كما دعا المؤسسات الحقوقية الفلسطينية إلى إطلاق حملات قانونية وإعلامية تستهدف مجلس العموم البريطاني، والاتحاد الأوربي والبرلمانات العربية والأوروبية والمؤسسات الحقوقية الغربية والشخصيات الدولية المؤثرة، لإحاطتهم بما آلت إليه أوضاع الشعب الفلسطيني نتيجة "وعد بلفور" المشؤوم، والتنويه إلى مسؤولية بريطانيا عن استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب قيادة السلطة الفلسطينية بالانسحاب الفوري من اتفاقية أوسلو المُذِلّة، وما تبعها من اتفاقيات أمنية واقتصادية عقدتها مع كيان الاحتلال، وسحب اعترافها المُهين بحق الصهاينة في أي شبر من أرض فلسطين، والإقرار بفشلها السياسي المتواصل منذ أكثر من ربع قرن من الزمن.
ودعا كلًّا من وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة الإعلام، والهيئة العامة للشباب والثقافة إلى بذل الجهود اللازمة لتبصير المجتمع الفلسطيني بكامل شرائحه حول حقيقة "وعد بلفور المشؤوم".
ووجه التحية لكافة أبناء شعبنا الصامد في الضفة، ونشد على أيدي المقاومين الذين أذاقوا المحتلَّ الصهيوني المذلّةَ بعملياتهم الفدائية البطولية التي تؤكد مرة على تلو الأخرى على تمسُّك الأجيال المتلاحقة من أبناء شعبنا، بحقنا في تحرير الأرض والمقدسات من دنس الاحتلال.