في فكرة جديدة صدر كتاب يحمل عنوان الأسرى يتحدثون عن معاناتهم كمشروع يرصد شهادات مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال باللغتين العربية والإنجليزية.
وعقد حفل إصدار الكتاب اليوم الثلاثاء، برعاية مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية، ورابطة الكتاب والادباء الفلسطينيين ، في قاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية
تسعة عشر شهادة لتسعة عشر أسير عرضها الكتاب على لسان الأسرى الذين نقلوا الويلات التي تحدث معهم في تجارب التحقيقات داخل الأسر والقمع والضرب الذي يتعرضون له، بالإضافة إلى تجربة العزل والمرض والحرمان من العلاج.
ولم تخلو الشهادات من رصد لتجربة قيادة الإضراب عن الطعام أو ما تسمى أيام من كرامة 2012، وبالطبع كانت مشاعر الأسرى في صفقات تبادل الحرية حاضرة في الكتاب وعلى لسان أصحابها ما جعلها صادقة مليئة بالعمق والمشاعر.
وجاء في مقدمة الكتاب وصفا جميلا لتلك الشهادات:" فيها صوت الأسير المشتاق لوالديه، لزوجته، لأولاده، وهو محروم من الزيارة لسنوات عديدة، تحت دواعي أمنية تافهه، فيها صوت الأسير المضرب عن الطعام صاحب الهمة والإرادة وهو يحفر بالصخر من أجل العلم والتعليم ونيل الشهادات الأكاديمية والدورات التعليمية، وصوت الأسير المضرب عن الطعام لأيام وأسابيع، يقدم فيها أغلى ما يملك من أجل انتزاع حقوقه واحتياجاته الإنسانية. وتعرض الكتاب لقصص من أسرى الضفة وغزة والقدس ومدن الداخل المحتل عام 48 ليشكلوا ملحمة وحدوية للشعب والأرض.
العمل الذي وصل إلى عدد من الدول والمؤسسات الأوربية ووزع في خارج نطاق قطاع غزة قال الدكتور زكريا السنوار رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية تعليقا عليه: "المشروع أراد أن يتفاعل مع الأسرى بطريقة مغايرة للمعتاد، فقرر أن يتيح الفرصة لعدد منهم ليتحدثوا عن معاناتهم داخل سجون الاحتلال بأنفسهم.
وأضاف: تواصلت مع قادة بارزين في أحد السجون، وأوضحت لهم الصورة والهدف، وبالفعل تم تكليف عدد من المعتقلين بكتابة تجاربهم الشخصية في مجالات معينة، منها ما هو اجتماعي و تعليمي أكاديمي، ومنها ما يخص معاناة المرضى، بالإضافة لتجارب عن النطف المهربة "
وتابع السنوار شارحا طريقة العمل على الكتاب:" وصلت شهادات الأسرى، وتم تفريغها كتابيا، ومعالجتها لغويا، وعقد يوم دراسي بخصوص ذلك واستمع الحضور لشهادات الأسرى ليعرفوا تفاصيل لم تكون موجودة في الكتب والدراسات"