اختتام أعمال المؤتمر الشعبي الفلسطيني– 14 مليون

تشكيل هيئة وطنية لقيادة جهود إعادة بناء منظمة التحرير

اختتام أعمال المؤتمر الشعبي الفلسطيني– 14 مليون
اختتام أعمال المؤتمر الشعبي الفلسطيني– 14 مليون

الرسالة نت-غزة

اختتم (المؤتمر الشعبي الفلسطيني– 14 مليون) يوم السبت، في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، بمشاركة واسعة ومتزامنة، من الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وأماكن اللجوء في الأردن وسوريا ولبنان والشتات في أمريكا وأوروبا وأستراليا وغيرها.

وأعلن المؤتمر عن تشكيل هيئة توجيه وطني من الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني وأماكن اللجوء والشتات وكلفها بالعمل الدؤوب وتعظيم الجهود لتحقيق جملة من المطالب والأهداف.

وتتمثل في إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيداً للشعب الفلسطيني وحاضناً أميناً على المشروع الوطني الفلسطيني المستند إلى الميثاق الوطني الفلسطيني لسنة ١٩٦٨.

وستعمل على إعادة بناء وتطوير وتفعيل منظمة التحرير لتستعيد دورها القيادي في النضال الوطني من أجل إنقاذ المشروع الوطني التحرري، وذلك من خلال توحيد القوى والفعاليات الوطنية الفلسطينية، وباشراك كافة القوى السياسية الفاعلة عبر إجراء انتخابات للمجلس الوطني بموجب مواد الميثاق الوطني الفلسطيني والذي يقوم بدوره بتشكيل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي.

ويناط بالهيئة عقد فعاليات وطنية وشعبية لإذكاء الحالة الوطنية التحررية في فلسطين والشتات وخلق كتلة شعبية ضاغطة للدفع باتجاه تغيير واقع القيادة الفلسطينية نهجاً وشكلاً لتكون قائدة لكفاحه قبل أن تكون ممثلة سياسية له.

وطالبها المؤتمر بالعمل على أن يشكل اعضاء المجلس الوطني المنتخبون في الضفة وغزة مجلسا يتولى مهمة الرقابة والتشريع في المنطقتين، بعد تغيير وظائف السلطة لتغدو خادمة للمشروع الوطني، ونقل الوظيفة السياسية للمنظمة، وتنبثق عنه هيئة لإدارة شؤونهم اليومية وتقديم الخدمات اللازمة لحياة المواطنين وأمنهم خارج أطر أوسلو ودون اشتراطات أو موافقة الاحتلال، وتعمل على دعم صمودهم.

ومن مهام الهيئة، تأمين الدعم الواجب للانتفاضة الجارية والمتواصلة والدعوة إلى المشاركة بها في الداخل وإسنادها من الخارج بكل السبل فلسطينياً وعربياً وعالمياً. ورفع الجهود لدعم صمود غزة وكسر الحصار الظالم عليها، وهي مسؤولية فردية وجماعية، ليست فلسطينيةٌ وحسب، بل عربية ايضاً وينبغي أن تكون وتبقى كذلك.

وناقش المشاركون- الذين قدموا مداخلاتٍ مهمة من القدس ونابلس وغزة وجنين والخليل ورام الله والجليل والنقب وعمّان ودمشق وبيروت وأوروبا وأمريكا وأستراليا- واقع القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وما آل إليه وضع الحركة الوطنية الفلسطينية بعد سنوات من (اتفاق أوسلو) المشؤوم، وحالة التردي التي تعيشها المؤسسات الفلسطينية بما فيها وضعية المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي.

ووقف المؤتمر أمام حال منظمة التحرير الفلسطينية، وقد جعلها قادة السلطة، دائرة من دوائرهم وعبثوا بميثاقها وجعلوها ورقة مخبوءة قابله للاستخدام بانتهازية شديدة.

واعتبر المؤتمر غيابها وغياب دورها الجامع والنضالي يؤلم الشعب الفلسطيني، وهو الذي قدم التضحيات الجسام تحت رايتها وعمل على تطوير مؤسساتها ودفع بها لتكون جبهة وطنية لقواه السياسية والنضالية وفعالياته الشعبية والنقابية في المواجهة مع الصهيونية والاحتلال، قبل أن تكون ممثلته في الجامعة العربية والمؤسسات الدولية.

 وتساءل المؤتمرون عن الكيفية التي يتشكل بها المجلس الوطني الفلسطيني حاليا، المناط به انتخاب القيادة الفلسطينية ووضع الاستراتيجية الكفيلة بالحفاظ على القضية الفلسطينية والدفع بنضال الفلسطينيين قدماً نحو التحرير والعودة والاستقلال؟.

وبينوا أن المجلس الوطني بات عرضة للتلاعب بعضويته بما يفضي إلى غياب دوره في المحاسبة والرقابة ومصداقيته في اختيار قيادة فلسطينية صادقة وصاحبة عزيمة، ولم تُحترم ولايته الزمنية ولا انتظام اجتماعاته ورحّلت صلاحياته بجرة قلم او بدونها الى المجلس المركزي بلا أسس شرعية، مجلسٌ هو الآخر لا يعلم الشعب كيف يتم اعتماد عضويته ولا تُحترم حتى قراراته.

وأصبحت الانتخابات في كل المؤسسات السياسية والشعبية مفقودة أو معطلة بحسب ما تقتضيه مصالح قيادة السلطة السياسية والمادية وبما لا يخرّب تفاهمات ولا يزعج (إسرائيل) والولايات المتحدة والرعاة العرب.

وأكد المؤتمر أن الذي يجري على مستوى القيادة الفلسطينية لا يمثل طموحات الشعب الفلسطيني، ولا يليق بالشعب المقاوم، الذي يتصدى بصلابة أسطورية للاحتلال وتهويد القدس والاستيطان والعنصرية ويواجه أعتى الهجمات التي يشنها عليها يمين الصهيونية ويسارها, وهو في حالةٍ قصوى من الاستنفار, يقدم الشهداء والجرحى ويجترح البطولات في معارك غير متكافئة مترفعأ عن المرارة التي يكابدها في المهجر أو الأسر أو أمام هدم البيوت ويعاني أشكال الاضطهاد العنصري.

ورأى المؤتمرون أنه آن الاوان ليتغّير حال قيادة الشعب الفلسطيني وان تُستعاد منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها النضالية الجامعة الديمقراطية, وأهابوا بكل قوى الشعب والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم مناضلي (حركة فتح) أن تضع حداً للترهل والفساد والانقسامات وأن تبدأ في معالجة جادة وصادقة لواقع الحال، وأن تستجيب بصدق لمطالبة (الجزائر) بإصلاح المؤسسات الفلسطينية عبر إجراء الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية والإسراع في الاتفاق على استراتيجية نضالية وبرنامج وطني.

وابتدأ المؤتمر بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين والأمة العربية وأنهى أعماله بالنشيد الخالد لشاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان (موطني).

وكان عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والفعاليات والمناضلين الفلسطينيين شاركت في التحضير لهذا المؤتمر وعقده، متحدين بذلك ظروف التشتت وقسوة الاحتلال الصهيوني ورفض السلطة الفلسطينية لعقده.

وقال أنيس القاسم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج :" إن أبناء شبعنا الفلسطيني أبوا على أنفسهم إلّا أن ينادوا بانقاذ المنظمة، بوصفها الممثل الشرعي لشعبنا، بعدما دمرّتها زمرة أوسلو والحقتها بالسلطة إحدى ملحقات الحاكم العسكري الإسرائيلي".

ودعا إلى ضرورة اجراء انتخابات لمجلس وطني فلسطيني ينتخبه جميع أبناء الشعب الفلسطيني، سواء بالداخل أو الخارج وفي كل مواقع تواجده. وأضاف: "نبادر اليوم لاتخاذ الخطوة الجريئة لنتحدى فيها كافة القوى المضادة التي تحول دون تمكين شعبنا من إعادة بناء وطنه المعنوي منظمة التحرير".

بدوره، قال د.صلاح عبد العاطي في كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي: "نقف اليوم أمام محطة فاصلة في عمر نضالنا الوطني مدركين كافة الابعاد الوطنية والإقليمية والدولية لصرعنا ضد الاحتلال الصهيوني والقوى الاستعمارية والإمبريالية التي سعت وعملت لإقامة هذا الكيان الصهيوني العنصري، التوسعي، الإجلائي والإحلالي في بلادنا كما ندين منع السلطة لعقد المؤتمر الشعبي في الضفة واحتجاز الزميل عمر عساف".

وتابع :" إن الطريق إلى إنهاء التفرد والانقسام، واستعادة الوحدة يتطلب إعادة بناء كل مؤسسات النظام السياسي وعلى راسها منظمة التحرير على أسس الديمقراطية وبشكل عاجل وعبر الانتخابات الشاملة وهذا الطريق واضح كل الوضوح لكل من يريد أن يكون مخلصاً وصادقاً مع هذا الشعب ووحدته".

من جهته، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، إن شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى تعزيز وحدته وانهاء الانقسام وإعادة ترميم بيت الشعب الفلسطيني، واحترام إرادته، مؤكدا أنّ النظام الأساسي للمنظمة والقانون الأساسي كفيل بترتيب البيت الفلسطيني، "لكن السؤال لماذا لا يحترم هذا النظام". وأوضح أن هدف المؤتمر إعادة بناء البيت الفلسطيني عبر ترميم منظمة التحرير وفق القوانين والمواثيق الفلسطينية السارية، متسائلا: "هل تحترم السلطة الحالية إرادة شعبنا والنصوص القانونية؟".

من جانبه، قال عمر عساف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالمحافظات الشمالية: "عزمنا على عقد المؤتمر شاء من شاء وأبى من أبى، إن دماء شهداء شعبنا على امتداد الوطن، شقّت طريق الحرية وتحرير الأرض، فلها كل التحية والوفاء".

وأضاف إنّ "رسالة الشهداء والأسرى هي رسالة المؤتمر وأجندتهم هي أجندتنا داخلية كانت أم خارجية".

وأكدّ أن المشروع يقوم على وحدة الشعب والتمسك بالمنظمة ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا، والعمل لاستعادتها وتحريرها ممن حاول ولا يزال توظيفها لصالح تمرير مشاريع تصفوية، وعلى رأسها أوسلو التي زيّفت إرادة شعبنا الفلسطيني".

وفي السياق، أكدت نفين أبو رحمون ممثلة المؤتمر من الدخل الفلسطيني المحتل أن المؤتمر يسعى لإعادة الأمل للشعب الفلسطيني وتثبيت نضال الشعب الفلسطيني من أجل مستقبل حر، داعية إلى اعتماد استراتيجية تحقق للشعب الفلسطيني متطلباته بعيدا عن الانقسام الموجود.

وفي كلمة الأسرى، دعوا إلى إنهاء حالة الانقسام السياسي وبناء برنامج وطني وتشكيل مجلس وطني فلسطيني وتصويب البوصلة الفلسطينية والعمل على إيجاد رؤية فلسطينية، بينما شدد جادالله صفا فلسطيني من البرازيل على ضرورة عدم حرمان الجاليات في البرازيل من المشاركة في انتخابات منظمة التحرير حتى على مستوى المجلس الإداري، منددا بمنع المؤتمر الشعبي في الضفة، وقال: "شعبنا في الضفة وغزة والشتات قادر على إعادة بناء منظمة التحريرالفلسطينية . وطالبت نداء يوسف من هولندا بضرورة تعزيز دور الشباب المركزي في الصراع مع الاحتلال، مبينة أن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال خزانا للثورة و"علينا إعلاء دورها وتعزيز التواصل مع الشباب وإعطاؤهم فرصة القيادة وحمايتهم من خلال الدعم الحقوقي والقانون".

 

 
 

 

 

البث المباشر