انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للشهيد مهدي حشاش، الذي ارتقى فجر اليوم الأربعاء، خلال اشتباكات مع الاحتلال في مدينة نابلس، وهو يزور قبر الشهيد حمزة أبو الهيجا، ويقرأ الفاتحة على روحه، في مقبرة مخيم جنين.
وقد أشاد العشرات من النشطاء بأخلاق وسيرة الشهيدين أبو الهيجا، وحشاش، وبطولتهم في التصدي للاحتلال، ومواجهته، واتباعهم نهج المقاومة والسلاح، رغم صغر أعمارهم.
ويعد الشهيد حمزة أبو الهيجا (22 عاما)، من جنين، قدوة ونموذجا مقاوما للشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث لاحقته سلطات الاحتلال طويلا حتى استشهد في 18 مارس من العام 2014، بعد أن رفض الاستسلام وقاوم حتى الشهادة.
ولم تخلُ جنازة أو مسيرة من صور الشهداء لاسيما الشهيد أبو الهيجا، الذي تشدق باسمه عشرات المقاومين الشهداء الذين قضوا على دربه وذويه.
كما تناقل النشطاء مقاطع فيديو وصور للشهيد أبو الهيجا، لتعزيز روح المقاومة لدى الشباب الفلسطيني، وشحذ هممهم لمواجهة الاحتلال ومواصلة مسيرة الجهاد، ناهيك عن صور لشهداء يقرأون الفاتحة قرب قبر الشهيد أبو الهيجا.
وولد الشهيد حمزة أبو الهيجا، في 30 يونيو عام 1992، وهو الابن الأصغر للقائد "جمال" المكونة من أربعة أولاد وبنتان، وتميز بالهدوء وحبه لأسرته وجرأته التي أكسبته قلوب الجميع، واعتقل لدى الاحتلال لخمس أشهر خاض خلالها إضرابًا عن الطعام برفقة زملائه لوقف الظلم الواقع عليهم.
وعشق الشهيد حمزة الجهاد مبكرًا، ليتقدم الصفوف، وهو يتمنّى الشهادة في سبيل اللهِ تعالى، حاملًا هم وطنه ودينه، فحقق أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة.
وقد بدأت قصة معاناة حمزة، نجل الأسير جمال أبو الهيجا، بعد أن لاحقته أجهزة أمن السلطة متهمةً إياه برفع رايات حركة "حماس" تضامنًا مع والده الشيخ جمال الذي أضرب عن الطعام فترة مرض الأسير أبو حمدية، وكذلك المشاركة في فعاليات غاضبة عقب استشهاد أبو حمدية في الثاني من نيسان 2013م.
واقتحمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية منزل أبو الهيجا عدة مرات وبطرق وحشية ولا أخلاقية، في محاولةٍ لاعتقاله، وفي كل مرةٍ كان سكان المخيم يخرجون للتصدي لأمن السلطة، مكررين بطولاتٍ مخيم الشهداء.
وتحول حمزة إلى مطاردٍ لأجهزة السلطة وسرعان ما تم استهدافه من قِبل الوحدات الخاصة الصهيونية بعد عجز الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن الإمساك به، ليغدو مطلوبًا لجيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة على حدٍ سواء، حتى استشهاده.