القاهرة – الرسالة نت
قال السفير المصري السابق إبراهيم يسري إن قيام شاب بإحراق نفسه أمام البرلمان هو نتاج طبيعي لعملية الفساد والظلم الذي تعاني منه مصر، متوقعا اندلاع "ثورة شعبية" تطيح بالنظام القائم على غرار ما حدث في تونس .
وأضاف يسري، الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية ، في تصريحات صحفية:" النظام المصري يعيش في برج عاجي ويصدق ما يردده بشأن الاستقرار واختلاف الوضع بين مصر وتونس الأمر الذي يشكل كارثة قد تسفر عن الاسراع باندلاع الانتفاضة الشعبية".
ومضى بالقول "عقلية النظام ستبقى كما هي تصدق ما تسوق له وتتحرك بشكل مشبوه لامتصاص الغضب عندما تشعر بالقلق" ، مرجعا القرارات التي اتخذتها الحكومة المصرية السبت بـ"فرملة" زيادة الاسعار التي كانت ستشهدها معظم السلع الى شعور هذه الحكومة بنوع من انواع القلق من استغلال الزيادات في التعبئة العامة للشارع المصري مثلما حدث في تونس تقضي على الاخضر واليابس وتطيح بالنظام القائم.
وقال يسري إن هذه الحادثة سوف تستغل من قبل الحركات الاحتجاجية مثل 6 أبريل وحركة كفاية ، داعيا الى تحرك الشارع بأقصى سرعة قبل ان تهبط الحادثة وتهدئ، لافتا ايضا الى "ان موعد 25 يناير المرتقب لتنظيم تظاهرات ضد السياسات الحكومية أصبح بعيدا، وعلى الحركة الشبابية المصرية الاحتجاجية استغلال الظرف والتعبئة العامة من أجل تحقيق انجاز على أرض الواقع".
وحول الموقف الأمريكي من الأحداث الراهنة في مصر ، قال يسري ان هناك شعور بالقلق في واشنطن منذ فترة وهذا الشعور يتزايد ووصل إلى الذروة بعد حركة الاحتجاجات الواسعة في تونس مستبعدا في ذات الوقت ان تغير الولايات المتحدة من ساستها تجاه النظام ،لإجباره على اتخاذ على خطوات اصلاحية ملموسة على ارض الواقع.
واضاف "التعامل الامريكي مع النظام المصري بخصوص هذا الملف سيكون في شكل نصيحة حرصا من الجانب الأمريكي على الابقاء على هذا النظام كونه اكثر الانظمة العربية تعاونا معه وتحقيقا لمصالحه في المنطقة".
وعن المؤسسة الأمنية المتمثلة في الشرطة ، اشار الى ان الشرطة تتعامل مع المظاهرات بشئ من الحذر وان كانت تلجأ للقنابل المسيلة للدموع والقنابل الغازية والرصاص المطاطي ، لافتا إلى انه في حالة سقوط ضحايا او اراقة الدماء ستكون العواقب كارثية "لان الشارع لا ولم ولن يتراجع الا بعد اسقاط النظام إذا اريق دماء ابنائه".
وحول الحادث الذي يتوقع ان يشعل هذه الانتفاضة الشعبية ، قال يسري "انه سيكون حادث مفاجئ مجرد عود كبريت يشتعل والبنزين موجود اصلا ، هذا هو وضع البلد الراهن يحتاج إلى مجرد اشعال عود كبريت".
وشدد على ان الانتفاضة الشعبية في حالة اندلاعها ستكون على غرار ما حدث في تونس ستكون شبابية بحتة غير ملونة ، مؤكدا ان الاحزاب الحالية "ديكورية" لا تمتلك القدرة على تحريك الشارع والا لما كانت ظهرت الحركات الاحتجاجية مثل 6 ابريل وكفاية.