توافق اليوم الذكرى السنوية السابعة على جريمة اغتيال المجاهد عبد الله عزام شلالدة من خليل الرحمن، على يد قوات خاصة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بتاريخ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أثناء مرافقته لابن عمه الجريح عزام شلالدة في مستشفى الأهلي بالخليل.
ولد الشهيد عبد الله بتاريخ 17/02/1988 في بلدة سعير شمال مدينة الخليل، لأسرة ريفية متدينة مكونة من 3 شقيقات وشقيق واحد، وسماه والده عبد الله تيمنا بالشهيد القائد عبد الله عزام.
توفي والده وهو في العاشرة من عمره، وانتقل من حياة الطفولة مبكراً لتحمل أعباء أسرته، ودرس في المدرسة الشرعية بمدينة الخليل، وحاز على شهادة الثانوية العامة من مدرسة سعير الثانوية للبنين عام 2006.
صاحب ابتسامة صادقة
التحق عبد الله بجامعة بوليتكنك فلسطين تخصص هندسة ديكور، وعُرف بكرم أخلاقه وطيب خصاله، ويتميز بمرحه وابتسامته الصادقة، وعمل في مصنع رويال للبلاستيك وغيره من المؤسسات ليشارك في إعالة عائلته.
اعتقلته قوات الاحتلال عام 2012 بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والمشاركة في نشاطات الكتلة الإسلامية، وحُكم عليه بالسجن 14 شهراً.
أفرجت عنه سلطات الاحتلال عام 2014 وتزوج ابنة عمه، ورُزق بطلفه الوحيد عزام، وكان محباً لأرضه ووطنه فلسطين، وسالكاً لطريق المدافعين عنها أمام بطش وجرائم الاحتلال.
في 25/10/2015 ذهب عزام شلالدة إلى منطقة واد سعير لجني ثمار الزيتون، وهو ابن عم الشهيد عبد الله، وخلال تواجه في المنطقة المحاذية لمستوطنة "اسفر" المقامة على أراضي بلدتي الشيوخ وسعير، هاجم مستوطن عزام وأطلق عليه سبع رصاصات، تحت ذريعة أن فلسطينياً آخر أطلق عليه النار وانسحب من المكان.
ليلة الشهادة
جرى نقل عزام إلى المستشفى الأهلي بحالة خطيرة جداً، وبعد أكثر من أسبوعين استقرت حالته الصحية، وبدأ يعود للحياة من جديد.
وكان الشهيد عبد الله يذهب بين الحين والآخر إلى المستشفى الأهلي بالخليل لمرافقة ابن عمه الجريح عزام والاعتناء به، وفي ليلة استشهاده رافق عزام وشقيقه بلال، ونام ثلاثتهم في المستشفى، حيث كانت مهمة المستعربين تدور حول المستشفى وبدأت جريمتها في الخفاء.
وبحسب فيديو مصور من كاميرات مراقبة المشفى في قسم الجراحة في الطابق الثالث، فإن العملية بدأت في الساعة الثالثة وخمسة وخمسون دقيقة وانتهت في الساعة الثالثة وتسعة وخمسون دقيقة.
دخل المستعربون إلى قسم الطوارئ في الطابق الأرضي، ومن ثم ارتقوا إلى الطابق الثالث، وهم يدفعون عربة يضعون عليها مستعربا متنكرا بزي سيدة على وشك الولادة، وبعد دخولهم إلى قسم الجراحة قسموا أنفسهم إلى مجموعات، واحدة منها ظلت مستمرة في طريقها إلى غرفة الجريح عزام.
جريمة نكراء
أطلق المستعربون النار على عبد الله الذي كان يستعد لصلاة الفجر، وبعد أن كبل بلال في السرير الذي كان نائماً عليه، ووضعوا الجريح عزام على الكرسي المتحرك وذهبوا به بدون أي ضوضاء، واتضح فيما بعد أن الشهيد عبد الله تلقى أربع رصاصات من مسدس كاتم للصوت في الرأس والقلب واليد والساق، أدت إلى استشهاده على الفور.
المستعربون الذين جاءوا لاختطاف الجريح شلالدة كان بإمكانهم الذهاب إلى منزله بعد خروجه من المستشفى الذي كان مقررا بعد يومين من تاريخ اختطافه، وبإمكانهم ألا يطلقوا النار على الشهيد عبد الله، وأن لا يقتحموا المستشفى لأن كافة القوانين الإنسانية والدولية وحقوق الإنسان تمنع منعا باتا اقتحام المشافي تحت أي ذريعة.
ولكن الاحتلال ووفق مراقبين حاول استرداد معنويات جنوده التي أذهبها أبطال الحجارة والطعن أدراج الرياح، والتي أظهرت هشاشة المنظومة الاستخباراتية والعسكرية، والجيش الصهيوني.
رحل عبد الله شهيدا وترك خلفه زوجة لم يمض على زواجها عامان، وطفلاً لم يكمل عامه الأول، وأماً أثقلها الثكل والمرض والفقر، وشقيقا واحدا لم يبلغ الحلم، وشقيقات اعتدن أن يرين فيه الأب والأخ.