تشير مجمل الشهادات التي رصدتها لجنة التحقيق الخاصة باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، بأصابع الاتهام لرئيس السلطة محمود عباس، مؤكدة مسؤولية الأخير عن اغتياله سياسيا وتمهيد الأجواء لتصفيته.
جاء ذلك عبر تسريبات يجري نشرها تباعا عبر "أيقونة الثورة" تتضمن اعترافات لمقربين من عرفات، في وثائق أقر رئيس لجنة التحقيق توفيق الطيراوي بصحتها، وقال إنها قرصنت وسربت من مكتبه.
وعلمت "الرسالة نت" من مسؤولين باللجنة المركزية، بوجود لجنة تحقيق جرى تشكيلها بقرار من مركزية فتح لاكتشاف كيفية تسريب الوثائق، في خطوة تمهد لفصل توفيق الطيراوي من الحركة.
شهادة دحلان
محمد دحلان مستشار الأمن القومي السابق لمحمود عباس، كشف في شهادته عن رفض الأخير استلام جثمان الرئيس الراحل ياسر عرفات في البداية، ثم بعد اتصالات ومحاولات عديدة وافق.
وقال دحلان في سياق شهادته :" عندما أبلغني الفرنسيون أن أبو عمار ميت طلبت من أبو مازن أن يأتي لاستلام الأخ أبو عمار حيث أنه كان يرفض استلامه وطلبت منه أن يكمل مسيرته وأنا كنت أول من بايعوا أبو مازن".
وأضاف دحلان: " يريدون أبو مازن الآن للحفاظ على ما هو قائم وأبو مازن يلبي الشروط بشكل صحيح فهو لا يريد إنتفاضة ولا يريد مفاوضات ولا يريد حكومة وحدة وطنية وبالتالي يُرضي (اسرائيل).
وكشف أن عرفات كان يرفض تكليف عباس برئاسة الوزراء؛ "لأنه غير مؤتمن".
وفي اجابته على سؤال حول من هو المستفيد من موت أبو عمار؟ أجاب دحلان: "أبو مازن هو أول شخص مستفيد من موت ياسر عرفات وأبو علاء ثاني شخص ونبيل شعث ثالث شخص والذين سرقوا أموال من أبو عمار كانوا أيضاً من المستفيدين وكذلك الذين ملّوا من أبو عمار كانوا مستفيدين من موته".
شهادة عبد ربه!
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سابقا ياسر عبد ربه، فقد كشف في شهادته عن "اجتماع عمارة العار" التي مهدّت لسحب صلاحيات عرفات، يقول فيه عبد ربه " نبيل عمرو، وأبو مازن كانوا في عمارة واحدة وكانوا يعتقدوا أنهم إذا حدّوا من صلاحيات أبو عمار وتخلصوا من أسلوب قيادته الفرديه بأن هذا الشيء يخلص السلطة من الحصار والضغط".
وفي رده على سؤال هل تعتقد أن أبو عمار تم إغتياله سياسياً؟ أجاب: " نعم، قبل سنتين أو ثلاث سنوات من إغتياله الفعلي عندما أصبح الجميع يتكلم عنه دون حرج".
شهادة قريع
بدوره قال عضو اللجنة المركزية ورفيق درب عباس ورئيس آخر حكومة لدى عرفات أحمد قريع، في شهادته، "أبو مازن كان في أغلب لقاءاته الدبلوماسية والسياسية يلمح إلى دور أبو عمار في إفشال جهود السلام طبعاً هذا الكلام افتراء هو كان يهدف من ذلك إلى رفع الغطاء عن أبو عمار وتشويه صورته أمام المجتمع الدولي"
ويتابع :"أنا شاهد على عدد من اللقاءات التي عقدها أبو مازن مع الرباعية والأمريكان، وهم كانوا يستمعون له، أبو مازن هو من أوصل أبو عمار لهذه المرحلة".
وأضاف قريع في شهادته: " أبو مازن كان يستند للدعم (الإسرائيلي) والأمريكي ويعتبر نفسه أقوى شخصية وكان يطمح للرئاسة مبكراً وكل اتصالاته مع الأمريكان و(الإسرائيليين) كانت تصب في هذا الاتجاه".
شهادة عريقات!
كبير وفد المفاوضين وعضو اللجنتين المركزية والتنفيذية الراحل صائب عريقات، قال في شهادته "للأسف الشديد أبو عمار كان يعتمد على أشخاص يقومون بأشياء لست قادر على فهمها مثل أبو علاء وأبو مازن(..)كنت أقول لأبو عمار هؤلاء اذا قدموا أوراق اعتماد (لإسرائيل) سوف يخونوك وبالفعل هذا الذي حدث".
وأقر عريقات بأن المقربين من عرفات تخلوا عنه، مضيفا: " لم يتوقع ابو عمار أن بعض أولاد حركة فتح سيذهبون لواشنطن عند سعود الفيصل لتقليص صلاحيات ابو عمار".
شهادة الطريفي!
فيما كشف جميل الطريفي وزير الشؤون المدنية السابق في شهادته، عن مساهمة بعض المسؤولين الفلسطينيين برفع الغطاء عن عرفات، قائلا: "عاموس جلعاد قال لي يوما أنتم سلطة إرهاب (...) هذا ما يقوله مسؤولون منكم ولسنا نحن فقط".
وكشف الطريفي عن اتهام عرفات لعباس ونبيل شعث ونبيل عمرو بالتآمر عليه، متابعا: "اصغر فلسطيني يعرف من تآمر على عرفات، وكانت النتيجة قتله".
بسام أبو شريف!
مستشار عرفات السياسي د. بسام أبو شريف، قال بدوره، "أبو مازن هو من كان يخوض معركة الصلاحيات".
ورصد شهادته عن تشكيل وزارة برئاسة عباس، " كانت قصة كبيرة، وأكثر لحظات رأيت فيها أبو عمار متضايق لدرجة استخدم تعبير كرزاي فلسطين عن ابو مازن".
وأضاف: " أبو مازن كان على صلة بواشنطن و(اسرائيل)".
شهادة هنية!
رئيس صحيفة الأيام وأحد المقربين السابقين من عرفات أكرم هنية، قال: " أي سياسي سيساهم بقتل ياسر عرفات سيكون له استفادة مباشرة، فابحثوا عن أي سياسي استفاد بشكل مباشر بعد وفاة أبو عمار".
شهادة عشراوي!
عضو اللجنة التنفيذية السابق د. حنان عشراوي، قالت: " هناك أشخاص فلسطينيين يريدون تغيير النظام لأنهم يشعرون أن أبو عمار لم يكن الشخص المناسب، ولكن كنت مقتنعة أنهم سيقتلوه في النهاية لأنهم أخذوا القرار وبقي التنفيذ".
وجاء في شهادة عشراوي، اعتراف هذا نصه من باعتقادك المسؤول عن هذا التقصير؟ ج: صانع القرار (أبو مازن). س: هل ممكن أن يصل التآمر في بعض القيادات الفلسطينية إلى درجة التحالف مع الغير؟ ج: بالطبع، وأنا اكتشفت أن المصالح الفردية والذاتية تطغى على المصلحة الوطنية.