تتفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم، مع دخول فصل الشتاء كل عام في ظل سياسة التضييق التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحقهم، عبر منعهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم كافة الشرائع والقوانين الدولية.
وكشفت جمعية واعد للأسرى والمحررين بأن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال تتفاقم مع دخول فصل الشتاء واستمرار منع استقبالهم لمستلزمات التدفئة، والملابس الشتوية والأغطية الخاصة بهم.
وأضافت الجمعية في بيان صحفي أن "الاحتلال يواصل منع الأسرى خاصة أسرى قطاع غزة، من استقبال الملابس الشتوية منذ ما يزيد على 10 سنوات، فيما يحرم المعتقلين في مراكز التوقيف والتحقيق من الأغطية الشتوية ووسائل التدفئة".
وأشارت إلى أن ما يتم توفيره للأسرى عبر مقصف السجن لا يكفي لسد 10 بالمئة من الاحتياج، في ظل رفع الأسعار بشكل خاص فيما يتعلق بالمستلزمات الشتوية".
ولفتت إلى أن الاحتلال يتعمد عدم توفير المياه الساخنة داخل بعض السجون.
وطالبت الجمعية المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ "الاطّلاع على الحالة المأساوية للأسرى التي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء"، داعية إلى ضرورة "الضغط على الاحتلال لإدخال مستلزمات الشتاء للأسرى وفق ما نصّت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية".
** أسلوب متعمد
ويؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر، أن الاحتلال يتعمد منع وتأخير إدخال المستلزمات الشتوية للأسرى ضمن سياسة العقاب الجماعي الذي يمارسها بحقهم.
ويوضح أبو بكر في حديثه لـ "الرسالة" أن إدارة السجون لا زالت تماطل في السماح للهيئة بإدخال ما يحتاجه الأسرى، وتتعمد كل عام المماطلة بما قد يستمر عدة أشهر، مما يفاقم المعاناة لدى الأسرى وخاصة الجدد منهم.
وقال: "هناك معتقلون جدد وخاصة في سجن عوفر، لا يملكون سوى الملابس التي يرتدونها وهم بحاجة لأغطية وملابس شتوية، الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على صحتهم لا سيما وأن من بينهم مرضى ونساء وأطفال".
ويُبدي أبو بكر استعداد هيئة الأسرى لتوفير كافة المستلزمات للأسرى، فور سماح إدارة السجون بإدخالها، مشددا على أن ما يجري هو قفز فوق القوانين الدولية التي تنص على تلبية المتطلبات الأساسية لأي أسير داخل الأسر.
ويرى رئيس مكتب اعلام الأسرى أحمد القدرة، أن الاحتلال يحاول من خلال هذه السياسة إجبار الأسرى على شراء الملابس التي يسمح ببيعها في "الكنتين" وهي باهظة الثمن ورديئة الجودة.
ويضيف القدرة في حديثه لـ "الرسالة" أن إدارة السجون تجبر الأسرى على عدم ارتداء الملابس الداخلية عند الخروج في البوسطات ونقلهم من مكان لآخر تحت ذرائع وحجج أمنية، وتجبرهم على ارتداء لبس "الشاباص" وحده.
ويبين أن الأسرى ومن خلال إضراباتهم عن الطعام استطاعوا أن يحققوا الكثير من المطالب الأساسية، ولكن الاحتلال يحاول مع بداية كل فصل المماطلة في الالتزام بما تم الاتفاق عليه والتنكر لالتزاماته بحقهم.
ويشير إلى أن هذه السياسة تعكس الطريقة العنجهية وغير القانونية التي تتعامل بها إدارة السجون مع الأسرى، مما يتطلب تدخل المؤسسات الحقوقية والدولية للضغط على الاحتلال والاستجابة لمطالبهم.
في الشتاء.. البرد والسجان يقسوان على الأسرى
الرسالة نت - محمد عطالله