4 أعوام على حد السيف.. ذكرى فشل الاحتلال وتفوق العقل القسامي

سيارات القوة (الإسرائيلية) الخاصة
سيارات القوة (الإسرائيلية) الخاصة

الرسالة- محمد عطا الله

نجحت المقاومة الفلسطينية- بفعل يقظتها وقوة عقلها الاستخباري قبل أربع سنوات- في فرض قواعد اشتباك جديدة، وإحباط أعقد وأخطر العمليات التي حاول الاحتلال عبرها التسلل إلى قطاع غزة وتوجيه ضربة للمقاومة باختراق شبكة اتصالاتها الآمنة.

ففي الحادي عشر من نوفمبر 2018 أحبط عناصر من القسام عملية تسلل قوة (إسرائيلية) تُدعى "سيرت متكال"، وهي من أفضل وحدات الكوماندوز في جيش الاحتلال، تتكون من 15 فرداً، إلى شرق خان يونس جنوب القطاع، كانت تهدف إلى زراعة منظومة تجسس للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة.

ورغم أن المركبة التي كانت تقل الوحدة حاولت الفرار بعد كشفها وإفشال عمليتها، إلا أن مجاهدي القسام استمروا بمطاردتها والتعامل معها حتى الخط الزائل، وأوقعوا في صفوفها خسائر فادحةً قُتل خلالها قائد القوة "محمود خير الدين" والذي كان مشهورًا بلقب (ميتي) بين أفراد القوة.

وباستخدام غطاء ناري كثيف وقصف جوّي عنيف، ووسط مقاومة باسلة، تمكنت طائرات الاحتلال الحربية من إخلاء باقي أعضاء القوة، فيما استشهد خلال العملية سبعة مجاهدين، على رأسهم القائد القسامي نور الدين بركة.

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الأمني إسلام شهوان، أن المعركة التي تمر ذكراها الرابعة؛ تعيد للأذهان أن هناك عدوا قد مُني بضربة مؤلمة وخسارة كبيرة جدا على يد أبطال المقاومة في قطاع غزة.

ويوضح شهوان في حديثه لـ "الرسالة" أنها كانت نقطة فاصلة في معركة صراع الأدمغة ومفصلا في الأمن الاستخباري ووضعت حدا للتغول الصهيوني داخل قطاع غزة، خاصة أن العدو و"الشاباك" كان يعتبر غزة ساحة مفتوحة؛ لكن بيقظة القسام والشيخ بركة شكلت مفصلا في العمل الاستخباري الأمني ووضعت حدا للاحتلال.

ويبين أن تداعيات العملية كانت كبيرة، خاصة أنها أعادت تموضع قوات الاحتلال استخباريا "وإذا ما أرادت أن تستهدف المقاومة قيادتها باتت تعمل ألف حساب ".

ويضيف أن كتائب القسام استطاعت تسجيل نجاح استخباري بكشف المجموعة وقتل قائدها الذي كان مدربا بشكل استثنائي في العمل الأمني والاستخباري وتقدير الموقف.

ويوضح شهوان أن القسام استطاعت -من خلال الأدوات التي وضعت يدها عليها- أن تفك الألغاز والشيفرة الخاصة بالعملية، وما تبعها من عمل استخباري في ملاحقة العملاء ومعرفة الثغرات المحيطة التي دخل منها العدو واستطاعت رسم سيناريوهات استخبارية لمعالجة هذه الثغرة.

ويشدد على أنها كانت نقلة نوعية في العمل الاستخباري المقاوم وتحديا استخباريا أمنيا دفع القسام للاستعجال في إعداد التجهيزات لحرب "السايبر" للتعامل مع الأدوات التي يتعامل بها الاحتلال.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن هذه الذكرى تبقى صفحة سجلت فيها القسام ما يمكن تسميته بضربة قاسمة للأمن الصهيوني وأكدت على قدرة المقاومة تسجيل نقاط كثيرة على الاحتلال وأمنه وأفشلت محاولاته للتجسس على المقاومة.

ويضيف الصواف في حديثه لـ "الرسالة" أن كل ذلك كان نتاج الانتباه والمراقبة وحب الفداء والشهادة التي وضعت حدا لمحاولات الاحتلال وأفشلت ما يخطط له وهو حتى اليوم عاجز عن تحقيق ما يريد رغم مساعيه المستمرة وخاصة تخطيطه للتجسس على خطوط الاتصال والتواصل لدى القسام.

ويشير إلى أن الإرادة المصحوبة بالتخطيط والمراقبة والدراسة تكون ناجحة كما حدث في حد السيف الذي قطع فيه نور بركة محاولات الاحتلال وحقق نصرا أمنيا على الاحتلال.

البث المباشر