شهد شهر اكتوبر الماضي، استشهاد شاب فلسطيني، واعتقال 398 فلسطينيًا بينهم 32 سيدة، و92 قاصرًا في مدينة القدس.
وواصلت قوات الاحتلال ومستوطنيه، انتهاكاتهم واعتداءات بحق المقدسيين والمسجد الأقصى، ويرصد هذا التقرير مجمل تلك الاعتداءات والانتهاكات بالقدس المحتلة خلال الشهر الماضي.
شهيد وعمليات إطلاق نار وطعن
ارتقى في التاسع عشر من شهر أكتوبر الشاب المقدسي عدي كمال التميمي (22 عاماً)، من مخيم شعفاط بالقدس، خلال اشتباك مسلح عند مدخل مستوطنة "معالي ادوميم"، شرقي المدينة، بعد مطاردة استمرت 12 يوماً على إثر تنفيذه عملية إطلاق نار على حاجز مخيم شعفاط مساء الثامن من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة آخرين بجروح أحدها خطيرة جداً.
وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه الفتى المقدسي محمد رجب أبو قطيش (16 عاماً)، وأصابته برصاصة في الرئة، داخل "ملاعب الشيخ جراح" وسط القدس، بعد تنفيذه عملية طعن لمستوطن بالقرب من "مستوطنة التلة الفرنسية".
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 19 شهيد مقدسي في الثلاجات ومقابر الأرقام، أقدمهم الشهيد مصباح أبو صبيح منذ شهر تشرين أول/أكتوبر 2016، وآخرهم الشهيد عدي التميمي.
حصار مخيم شعفاط
عقب عملية الشهيد "التميمي"، شددت سلطات الاحتلال من انتهاكاتها تجاه مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرق القدس وفرضت عليهم حصار كامل لستة أيام متواصلة، حيث أغلقت المدخلين الرئيسيين بشكل كامل، وعزلت 150 ألف مقدسي عن محيطهم بمنعهم من الخروج أو الدخول، كجزء من سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.
وخلال الحصار، نفّذت قوات الاحتلال بأذرعها كافة اقتحامات يومية وعلى مدار الساعة لمخيم شعفاط وبلدة عناتا، وداهمت المنازل والبنايات ونصبت القناصة على أسطحها.
كما داهمت المحلات التجارية والمساجد، واستهدفت عائلة الشهيد المطارد باقتحام منزلهم وتخريبه، ونفذت اعتقالات لأفراد العائلة منذ اللحظة الأولى للعملية على حاجز المخيم وشملت والدي وأخوة وأقارب وأصدقاء "التميمي".
وأعلن أهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا العصيان المدني بعد أربعة أيام من الحصار، شمل إضراب المدارس، والمحلات التجارية، وعدم خروج العمال إلى مناطق عملهم في الداخل المحتل.
ونصرة للمخيم وبلدة عناتا، التزمت مدينة القدس في اليوم الثاني للعصيان بالإضراب الشامل، كما انتفضت المدينة ببلداتها وأحيائها؛ مما أجبر الاحتلال على رفع الحصار تدريجياً عن المنطقة.
الاعتقالات
كثّفت سلطات الاحتلال من اعتقال الشبان المقدسيين من مختلف أحياء وبلدات مدينة القدس، حيث بلغ عدد المعتقلين خلال تشرين أكتوبر 398 معتقلًا، من بينهم 32 سيدة، 92 قاصرًا.
وتركزت الاعتقالات من المسجد الأقصى وعند أبوابه، ليصل عدد المعتقلين من المسجد وبواباته 121 معتقلاً، فيما تصدّر مخيم شعفاط أحياء القدس من حيث عدد المعتقلين حيث بلغ عدد حالات الاعتقال 54 حالة، منهم 7 سيدات.
كما أصدر الاحتلال 64 قرار إبعاد بحق المقدسيين منها 42 قرار إبعاد عن المسجد الاقصى، و18 قرار إبعاد عن البلدة القديمة، بالإضافة لـ 4 قرارات إبعاد عن القدس برمتها، وتراوحت فترة الإبعادات بين أسبوع وستة أشهر .
الانتهاكات بحق المسجد الأقصى
وشهد المسجد الأقصى خلال أكتوبر انتهاكات خطيرة وغير مسبوقة تمثلت في باقتحام آلاف المستوطنين لباحاته، بمشاركة أعضاء كنيست وحاخامات ورؤساء جماعات الهيكل.
وأدى المقتحمون الصلوات العلنية الجماعية خلال اقتحامات المسجد خاصة خلال فترتيّ عيديّ "الغفران" و"العرش"، فتمكن المستوطنون من إدخال "قرابين العرش النباتية"، لـ "الأقصى" والصلاة فيه بشكل علني للمرة الأولى منذ احتلاله عام 1967.
وبلغ عدد المقتحمين للأقصى في "يوم الغفران" 1009 مقتحماً، وأما خلال "أسبوع العرش"، فقد اقتحم المسجد الأقصى 5064 مستوطناً.
كما نظّمت جماعات الهيكل خلال اقتحامات "العرش" "قمة حاخامية"، شارك فيها كبار الحاخامات المتطرفين، إلى جانب عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود الحاخام "موشيه فيغلين"، وعضو الكنيست عن حزب يمينا، المتطرف "يوم توف كالفون".
وأدى الحاخامات وأتباعهم صلوات جماعية علنية واستعرضوا اجتماعهم بالصور في الساحة الشرقية، وجددوا الدعوات لمواصلة الحشد لاقتحامات "الأقصى".
وامتد عدوان المتطرفين إلى أبواب المسجد الأقصى ومقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد، فاستباح عشرات المستوطنين المقبرة ونفخوا بالبوق وقدموا القرابين النباتية المقرونة بالصلوات فيها.
وفي سوق القطانين، أجبرت قوات الاحتلال المحال التجارية على الإغلاق وقطعت الطريق الواصل إلى السوق الموفد لـ "الأقصى" قبل اقتحامه من قبل مئات المستوطنين الذين حوّلوا السوق لما هو أشبه بكنيس حيث أدوا رقصات وغناء، إضافة لآداء صلوات وتقديم قرابين "العرش" بحلقات دائرية وبمشاركة كبار الحاخامات والمتطرفين.
وعند باب الأسباط نفذ المستوطنون رقصاً وعزفاً كجزء من طقوس دينية خاصة في "يوم ختمة التوراة" والذي صادف اليوم الأخير من عيد"العرش".
كذلك اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين والمرابطات الذي تواجدوا عند أبواب المسجد الأقصى ولاحقتهم في أزقة وحواري البلدة القديمة من القدس، ونفّذت عددًا من الاعتقالات بحقهم، وكان من المعتقلين المرابطة والمعلمة المقدسية هنادي الحلواني والمرابط المقدسي نظام ابو زمور وشقيقه.
وتعرّض حراس المسجد الأقصى لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الخاصة، حيث اعتدوا عليهم بالضرب المبرح والسحل قبل اعتقال الحارسين خليل ترهوني وحمزة النبالي.
ومنذ نهاية شهر أيلول/سبتمبر، وحتى الأسبوع الأول من شهر تشرين أول/ أكتوبر، نفذت قوات الاحتلال حملات اعتقال وإبعاد بحق روّاد الأقصى، حيث بلغ عدد المبعدين عن الأقصى ما يقارب 50 مبعداً لفترات تراوحت بين أسبوع و6 اشهر.
عمليات الهدم
واصلت سلطات الاحتلال سياسة هدم المنشآت وتشريد السكان في بلدات وأحياء مدينة القدس، حيث رصدت "وكالة سند للأنباء" إجبار 12 مقدسياً على هدم منشآتهم بأيديهم بزعم البناء غير المرخص في بلدات جبل المكبر، صور باهر، شعفاط، شارع صلاح الدين، البلدة القديمة، الطور، ووادي الجوز.
اعتداءات المستوطنين
كثف المستوطنون اعتداءاتهم على المقدسيين وممتلكاتهم، حيث هاجم عشرات المستوطنين المقدسي محمد زهران 53 عاماً، خلال وقوفه أمام منزله في حي الشيخ جراح، وانهالوا عليه ضرباً بآلة حادة ودفعه، مما أدى إلى إصابته بكسور في الجمجمة وجرح في الرأس، إضافة إلى رضوض مختلفة، كما أصيب الشاب علاء الكسواني بكسور بيده بعد مهاجمته من قبل المستوطنين.
وشهد حي الشيخ جراح منتصف الشهر حملة اعتداءات كبيرة من المستوطنين بقيادة عضو الكنيست المتطرف "ايتمار بن غفير"، الذي اقتحم الحيّ وأشهر سلاحه مهددا بإطلاق الرصاص.
فيما هاجم عشرات المستوطنين أهالي الحيّ بالحجارة والعصي، كما أطلقت قوات الاحتلال القنابل والأعيرة المطاطية ورشّت المياه العادمة في المنطقة.
ونفّذ المستوطنون اعتداءات مختلفة على المركبات خلال مرورها من شارع رقم "1" بالقدس، وعند مدخل قرية "أم طوبا" جنوب المدينة.
وفي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى أطلق مستوطن، في التاسع من أكتوبر الرصاص بشكل عشوائي خلال سيره بمركبته بشارع وادي قدوم بالبلدة.
المصدر: "وكالة سند للأنباء"