قائد الطوفان قائد الطوفان

في يوم ميلادها.. أهالي بيتونيا يشيعون الفتاة "فلة المسالمة" شهيدة

أهالي بيتونيا يشيعون الفتاة "فلة المسالمة" شهيدة
أهالي بيتونيا يشيعون الفتاة "فلة المسالمة" شهيدة

الرسالة نت- مها شهوان

كل يوم يشيع الفلسطينيون شهيدا أو أكثر، فقد اعتادوا سماع خبر أن شهيدا في الضفة والقدس صعدت روحه إلى السماء بعدما قنصه جندي (إسرائيلي)، وهو في طريقه إلى بيته أو مدرسته، ورغم أن الطريقة الهمجية التي يتبعها الجنود لا تتغير، إلا أن كل شهيد له حكاية تنقشها دماؤه لتروي قصة بطل صارع المحتل وأغاظه.

يتفنن جنود الاحتلال في استهداف الفلسطينيين الآمنين، فيتعمدون قنصهم في أماكن من أجسادهم تجعلهم يغادرون الحياة شهداء، أو يبقون بإعاقات، خاصة وأن الإصابة تكون في الرأس أو الظهر أو القدمين.

دون أي ذنب، قنص جندي (إسرائيلي) الفتاة "فلة المسالمة" -16 عاما- حتى ارتقت شهيدة بثلاث رصاصات، وبعدها مزقوا ملابسها ورموها أرضا، في مشهد لاإنساني يشبه عنصرية المحتل.

لم ترتكب الفتاة أي ذنب - يزعم الاحتلال أنها كانت تنوي القيام بعملية- لكن كانت آمنة في طريقها تحلم في يوم ميلادها الذي يتزامن هذه المرة مع تشييعها إلى مأواها الأخير.

عادة فتاة في عمر "فلة" تنتظر يوم ميلادها للاحتفال به وسط أجواء عائلية والصديقات، تخطط قبله بأسابيع كيف ستكون الزينة وما هي أصناف الحلويات التي ستوضع على الطاولة، وحتى شكل الفستان الذي سترتديه، عدا عن الهدايا التي تتوقع استقبالها من صديقاتها وأقاربها.

تفكير الفتيات بريء، لكن يقتله الاحتلال من مسافة صفر كما فعل مع الشهيدة "فلة" حين أعدمها بدم بارد في شارعٍ ببلدة بيتونيا.

ويعتبر القتل المباشر من نقطة الصفر كما جرى مع "فلة"، عملية مبرمجة ضد كل فلسطيني يتجول على قدميه أو بسيارته مع عائلته ليتحول إلى مشروع شهيد يقتل برصاص قناص أو على بعد أمتار فقط، رغم أنه كان من السهل على الجندي إيقاف السيارة والنظر بداخلها دون إطلاق رصاص.

ذوو الشهيدة الصغيرة ودعوها بقهر وغصة كبيرة، حضنتها أمها وهمست لها، ربما قالت "عيدك في الجنة أحلى يا بنتي" أو "انهضي صنعت لك ألذ قالب حلوى"، ثم عانقها والدها كثيرا قرب ثلاجة الموتى، فالهدية التي جهزها لها ستبقى ذكرى.

وتعد الحادثة الأخيرة التي ارتكبها جندي (إسرائيلي) بحق فتاة فلسطينية، جريمة تضاف إلى ملف جرائم القتل اليومي الممنهج لدى جنود الاحتلال بل تزداد تواترا مع هذا الانحراف اليميني المحرض على القتل لكل فلسطيني.

وطالب المنسق الأممي لعملية (التسوية) في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بإجراء تحقيق فوري وشامل في قتل الطفلة فلة المسالمة برصاص الجيش (الإسرائيلي) في بلدة بيتونيا.

وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري 200 شهيد في الضفة وغزة بينهم أطفال ونساء.

وخلال شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، استشهد 30 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بينهم تسعة أطفال.

وقد طبق جيش الاحتلال مؤخراً سياسة اليد على الزناد التي يتيح من خلالها تسهيل أوامر إطلاق النار على الفلسطينيين وقتلهم لمجرد الشك فقط.

طريقة قتل الفتاة "فلة" هي تأكيد جديد على طبيعة المهام الإجرامية التي يقوم بها جنود الاحتلال المنتشرين على الحواجز أو المتواجدين في الأبراج العسكرية على مداخل المخيمات والبلدات والقرى والمدن الفلسطينية، وتثبت من جديد مخططاته لتصعيد وتفجير الأوضاع في فلسطين المحتلة للتغطية على مشاريعه الاستعمارية التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما مدينة القدس.

البث المباشر