استكمالا للكشف (الإسرائيلي) في الساعات الأخيرة عن إفشال جورجيا لمحاولة الحرس الثوري الإيراني استهداف رجل الأعمال (الإسرائيلي) إيتسيك موشيه في العاصمة تبليسي.
زعم مصدر أمني (إسرائيلي) أن هذه ليست المحاولة الإيرانية الأولى، حيث سبق لرجل الأعمال ذاته أن استهدف من قبل فيلق القدس، مهددا طهران بأنها ستدفع ثمناً باهظاً في الساحة الدولية لهذا النشاط.
موريا وولبيرغ مراسلة "القناة 13" العبرية، ذكرت أن "رجل الأعمال (الإسرائيلي) المستهدف هو رئيس غرفة التجارة الجورجية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة بيت (إسرائيل)، ومنظمة الدفاع (الإسرائيلية) في الاتحاد السوفيتي السابق.
وقد تسببت المحاولة الفاشلة باعتقال المخابرات الجورجية العديد من العناصر الأجنبية التي تديرها إيران وفيلق القدس التابع لحرسها الثوري، بينها مجموعة باكستانية تابعة لتنظيم القاعدة، التي جاءت إلى تبليسي خصيصًا لتنفيذ المهمة، وجمعت معلومات استخبارية مكثفة عن موشيه، ووصلت إلى درجة عالية من الاستعداد لتنفيذ اغتياله".
وأضافت في تقرير أن "قوات الأمن الجورجية صادرت أسلحة بحوزة المعتقلين، وعثرت على خلية أخرى من عنصرين يحملان الجنسيتين الجورجية والإيرانية مسئولين عن نقل الأسلحة لفريق العملية بمساعدة مهربين يعملون من تركيا، وتم العثور بحوزة أحدهم على سلاح إضافي معد للهجوم، مع العلم أن نفس الخلية الإيرانية تعمل في جورجيا منذ 2011، يديرها مواطن إيراني يدعى محمد رجا عبادي تابع لفيلق القدس، مسئول عنه شهرام فورزافي أحد أفراد الفيلق الذي يروج للنشاط المسلح في العديد من الساحات حول العالم".
ونقلت عن أوساط أمنية (إسرائيلية) أن "الطريقة المتكررة للحرس الثوري الإيراني تكمن في استخدام باكستانيين ومقيمين في دول أجنبية أخرى كمقاتلين أجانب، في محاولة إيرانية واضحة لإزالة بصماتها من هذه الأنشطة، فيما يقتصر استخدام الإيرانيين على نقل الأسلحة للمجموعات المنفذة في الميدان، لكن الجهد الإيراني المؤثر على النشاط الميداني واضح، خطوة بخطوة: من التوجيه إلى التخطيط إلى التنفيذ الفعلي، رغبة منها بعدم دفعها ثمناً في الساحة الدولية لأفعالها، حيث لم يشارك مواطنوها في العملية نفسه، وهو ما حصل خلال العامين الماضيين".
وأوضحت أن "شهرام فورزافي ذاته يواجه إجراءات جنائية جارية حاليًا ضده في الولايات المتحدة لتورطه في محاولة اغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مع العلم أن الحرس الثوري الإيراني يعتبر هيئة رسمية تعين الملحقين العسكريين الرسميين في دول مختلفة، بما في ذلك جورجيا نفسها، وقد سبق له أن حاول استهداف سياح إسرائيليين في اسطنبول، واستهداف رجال أعمال إسرائيليين في قبرص، لكنه فشل في الحالتين".
وكشف أنه "يجري حالياً النظر في اتخاذ إجراءات دولية مختلفة قانونية واقتصادية ضد إيران ووكلائها حول العالم، لكن الجديد أن إيران تسعى لتوريط تنظيم القاعدة في عملياتها، مع العلم أن العلاقة بينهما ليست جديدة، وتوضح محاولة الهجوم الأخيرة في جورجيا كم هي علاقتهما طويلة ووثيقة، حيث تستضيف طهران قادة التنظيم على أراضيها، لإشراكهم في عملياتها، وفي نفس الوقت تخفي مسؤوليتها ومشاركتها المباشرة".
تدرك دولة الاحتلال أن محاولات إيران مستمرة للانتقام لاغتيال عدد كبير من ضباطها وعلمائها النوويين بأيدي الموساد في قلب طهران وسوريا، مما يزيد من حجم التوتر بينهما بعيدا عن الأضواء، لكن من الواضح أن الاحتلال يتنبه جيدا لهذه المحاولات الإيرانية المستمرة التي تستهدف (الإسرائيليين) حول العالم، رغم فشل هذه المحاولات بين حين وآخر.
عربي21