جسد الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط قبالة عمان تغير في قواعد اللعبة في المواجهة البحرية بين إيران وكيان العدو باعتماد استراتيجية جديدة في مواجهة عمليات القصف المتواصلة في سوريا ضد أهداف إيرانية هناك على قاعدة هذا بتلك.
وسارع الاحتلال (الإسرائيلي) لتحميل المسؤولية الكاملة لإيران عن الهجوم في مشهد واضح يعكس وجهاً من أوجه تناقض المصالح الكبرى في الإقليم، ويفسر رغبة إيران في توسيع نطاق المواجهة لتشتيت طاقات العدو البشرية والمادية واستنزافه في أوسع رقعة في البر والبحر وجبهة السايبر.
وتعد الساحة البحرية من وجهة نظر قادة الاحتلال هي نقطة الضعف الأخطر في استراتيجيتيه الدفاعية، رغم تمكنها من وضع قواعد دفاعية متنوعة على مستويات القبة الحديدية وصواريخ “حيتس” وغيرها وحتى تجاربه على صواريخ القبة الحديدية في سفنه البحرية من نوع “ساعر 6” لهذا يمثل الاستهداف البحري لمصالح العدو معضلة للمؤسسة الأمنية.
وأوضحت التحذيرات التي أطلقها قادة الاحتلال على رأسهم غانتس قبل عدة أيام بأن الحرب الروسية الأوكرانية ودور إيران في تسليح الروس بطائرات مسيرة أو صواريخ سيعطي الإيرانيين حافزاً وجرأة لكسر قواعد اللعبة وتنفيذ هجمات ضد إعدائها.
ولقد بات واضحاً أن المواجهة المستمرة بين المشروع الإيراني والصهيوني يتفاعل بشكل سريع مع الأحداث ويتأثر بالمستجدات؛ حيث قُرئ تكثيف القصف في الأسبوع الماضي وتعميقه في سوريا من حكومة تصريف الأعمال متأثراً بالرياح التي نشبت بعد نتائج الانتخابات وفوز نتنياهو واليمين بما يعتبر تفويض من الجمهور لبرنامج نتنياهو وتيار اليمين الديني المتطرف.
كل هذا يضع على الطاولة موضوعات غاية في الأهمية اتفاق الغاز وكيف ستتعامل حكومة نتنياهو التي وعد رئيسها المقبل بعدم الالتزام في بنوده، وكذلك مواجهة المشروع النووي الإيراني وعدم السماح بإعادة توقيع اتفاق 5+1 أو على الأقل إدخال بنود جوهرية تحافظ على مصالح دولة الاحتلال ويقلل من مكاسب إيران ويضاعف الرقابة عليها.
إيران تراقب المشهد وترصد الصخب الذي يثار حول قدوم نتنياهو مسلحاً برفقة التيار الديني القومي ومفوضاً من الجمهور الصهيوني على أنه تحد ينبغي مواجهته بالاستراتيجيات الموازية وأفعال مقابلة.
خاصة أن العدو نسبة تجارته الخارجية البحرية تجاوزت الــ 93%، ويحاول تجنب الدخول في مواجهة شاملة خاصة في ظل تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية ومجال تأثير ذلك على عموم ساحات المواجهة في فلسطين.
سيحاول نتنياهو التزام الحياد في حرب أوكرانيا لتجنب غضب بوتين وتوفير القدرة على محاولة التصدي لنوايا إيران بناء بيئة استراتيجية في سوريا، لكن الملفات الساخنة في فلسطين ولبنان ومواجهة اتفاق 5+1 سيؤثر على المشهد برمته ويرفع من احتمالات توسيع المواجهة.
وكل محاولات نتنياهو ترتيب الأولويات ستتأثر في الملفات وتضاعف حجم فرص الصدام.
المصدر: الهدهد