عواصم – الرسالة نت
تواصل اجتياح الفيضانات لدول عديدة في مختلف قارات العالم مخلفة ضحايا جددا، كما ألحقت أضرارا باقتصادات تلك الدول. وقد عزا خبير ألماني بشؤون المناخ هذه الفيضانات إلى تقلبات الطقس من ناحية والانحباس الحراري من ناحية أخرى.
ففي قارة أفريقيا أعلنت وزارة الحكم التعاوني في جنوب أفريقيا الاثنين أن الفيضانات التي سببها تواصل الهطول الغزير للأمطار منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي ومعظم الشهر الجاري، خلفت 40 قتيلا ومفقودا على الأقل.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في تعطيل عمليات نقل البضائع بالسكك الحديدية، مما أثر على صادرات الفحم والذرة.
وفي موزمبيق المجاورة ذكرت الإذاعة الرسمية أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا نتيجة الفيضانات والرياح القوية، كما تعرضت منازل 13 ألف شخص لأضرار أو تم إخلاؤها من ساكنيها.
وفي البرازيل ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت البلاد إلى 640 قتيلا، في حين صعد الجيش من جهوده للوصول إلى مناطق التجمعات السكنية المعزولة قرب مدينة ريو عاصمة ولاية ريو دي جانيرو.
ويعمل في جهود إغاثة منكوبي هذه الفيضانات التي عدت الأسوأ من نوعها في تاريخ البرازيل، أكثر من 1500 شخص بينهم عناصر الجيش والقوات الجوية والشرطة ورجال الإطفاء.
ويتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى أكثر مع فتح الطرقات للسماح للجرافات بالوصول إلى مواقع الانهيارات الطينية في القرى الصغيرة النائية بعد ستة أيام من فقدان 120 شخصا اعتبروا في عداد الأموات.
في قارة آسيا حذر وزير إدارة الكوارث السريلانكية ماهيندا أماراويرا من أن أسعار المواد الغذائية قد ترتفع كثيراً بعدما دمرت الفيضانات التي اجتاحت شمال البلاد وشرقها قبل تسعة أيام محاصيل الأرز والخضراوات.
وقال أماراويرا إن السلطات ما تزال تعمل على حصر التكلفة الاقتصادية للفيضانات المدمرة التي يقدرها بعض الخبراء المحليين بنحو نصف مليار دولار، بينما تسببت بمقتل 40 شخصا على الأقل وتشريد أكثر من مليون.
أما في الفلبين فقد ارتفعت حصيلة قتلى ثلاثة أسابيع من الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات وانزلاقات أرضية في أجزاء واسعة من البلاد إلى 51 شخصا يوم الاثنين.
وقد حذرت السلطات المواطنين خصوصا على طول الساحل الشرقي للبلاد بالاستعداد لمزيد من الأمطار هذا الأسبوع، مما قد يفاقم الأزمة التي بدأت أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي وأثرت على 1.5 مليون شخص، يعيش الآلاف منهم في مراكز إغاثة.
أستراليا
أما في أستراليا فقد ضربت الفيضانات يوم الاثنين بلدة هورشام بولاية فيكتوريا جنوب شرق البلاد، وحذرت السلطات سكان البلدة من أسوأ فيضان تتعرض له المنطقة منذ عام 1909، مما جعلها تنضم إلى 46 بلدة أخرى يصدر بها تحذير من الفيضانات.
ويتوقع أن تغمر مياه الفيضانات 111 منزلا في البلدة الواقعة في منتصف المسافة بين مدينتي ملبورن وأديلايد رغم أن سكانها قاموا بتحصينها بـ45 ألف كيس رمل.
وأصابت الفيضانات أربع ولايات منذ ديسمبر/كانون الأول، وكان أكثرها تضررا ولاية كوينزلاند بشمال شرق أستراليا، حيث تقدر تكاليف إعادة البناء في تلك الولاية وحدها بعشرة مليارات دولار أسترالي (9.8 مليارات دولار).
وقد اعتبر وزير الخزانة واين سوان أن هذه الفيضانات "تبدو من الناحية الاقتصادية أكبر كارثة طبيعية" في تاريخ البلاد، وأنها ستكون مثار تساؤل لسنوات.