سلسلة عمليات متواصلة وفارق زمني قصير يفصل بين كل عمليةٍ وأخرى في الضفة الغربية، واتساعٌ لرقعة العملية لتطال شمال الضفة إلى جنوبِها، ومع انتماء منفذ عملية الخليل إلى حركة حماس وانتقال العمل المقاوم الفردي إلى المنظم، بات الاحتلال في مأزقٍ كبيرٍ وسط توقعات بتصاعد العمليات كمًا ونوعًا.
المختص بالشأن الإسرائيلي محمد علان أكد أن الاحتلال استنفد كافة الوسائل في محاولته لمنع المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عملياتها وقد فشل فشلًا ذريعًا.
وبين أن تهديدات الاحتلال مجرد إعلانات لتعطي انطباعًا من المؤسسة الأمنية بأنها تعمل من أجل وقف سلسلة العمليات.
وأشار إلى أن الاحتلال استخدم القتل اليومي والاعتقالات والاقتحامات في كافة مدن الضفة، إضافة لعملية عسكرية واسعة في جنين واستخدم فيها آلاف الجنود والطائرات المسيرة، إلا أن سلسلة العمليات متواصلة.
ولفت إلى أن صراخ "بن غفير" وتهويله ما هو إلا تعبير عن فشل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.
اتساع رقعة العمليات
وأوضح أن الاحتلال كان يمنّي النفس بأن تبقى العمليات محصورة في شمال الضفة، إلا أن المقاومة تتوسع وهوا ما أثار قلق المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
ونوّه إلى أن المقاومة الفلسطينية قللت الفارق الزمني بين كل عملية وأخرى، مشيرًا إلى عمليتي الخليل وحوارة واللتين وقعتا خلال 48 ساعة فقط.
وشدد أن تطورّ العمليات واستخدام المنفذين السلاح الناري هو دليل على أنها عمليات منظمة وليست فردية، وهي قرار مخطط ومدروس.
نقاط ضعف الاحتلال
وقال إن المقاومة أصبحت تبحث عن نقاط الضعف لدى الاحتلال وهي الطرق الواصلة بين المستوطنات لاستهدافها وتنفيذ عمليات فيها.
الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، قال إن دخول الخليل على خط عمليات إطلاق النار، يعني اتساع العمل المقاوم والمسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
وشدد على أنّ العمليات البطولية هشّمت ردع الاحتلال واخترقت منظومته الأمنية، وبات أمن مستوطني الاحتلال في مهب الريح.
*لا أمان للمستوطنين*
من جانبه، أكد المحلل السياسي محمد القيق أن المستوى الأمني لدى الاحتلال فشل في إقناع المستوطنين بسيطرته على الأوضاع في الضفة وحماية أمنهم.
ولفت إلى أن التوسع الجغرافي في العمليات البطولية بات قرارًا من المقاومة بمواصلة مطاردة المستوطنين في كل زمانٍ ومكانٍ.
وأشاد بالعملية البطولية التي نفذتها حماس، قائلًا إنها تتمتّعُ بعناصر الاستنزاف والتوقيت والمفاجأة، معتبرًا أنها نقطة تحول كبيرة لصالح المقاومة بالضفةِ.
الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي، نوّه أن المقاومة الفلسطينية باتت تضربُ جسم الاحتلال المتآكل أصلًا بفعل صراعاته السياسية.
وأشار إلى أنّ تصريحات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين فشلت في إنقاذ المستوطنين من ضربات المقاومة وشراستها.
وينتمي منفذو عملية الخليل والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة مستوطن آخر بجراحٍ خطيرة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس.