اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بإعدام أكثر من عشرة أسرى حرب روس في مقاطعة لوغانسك شرقي البلاد، فيما قالت السلطات الأوكرانية إنها أعادت رحلات القطار بين كييف وخيرسون عقب انسحاب القوات الروسية من الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، ردا على فيديو نشرته مواقع تواصل اجتماعي روسية يظهر إعدام أسرى حرب روس "هذا القتل الوحشي للروس ليس جريمة الحرب الأولى أو الوحيدة.. إنها ممارسة شائعة في القوات المسلحة الأوكرانية يدعمها بقوة النظام في كييف، ويتجاهلها رعاتها الغربيين بشكل صارخ".
ويُظهر الفيديو جنودا روس على ما يبدو مستلقين على الأرض في منطقة ماكيفكا في مقاطعة لوهانسك (شرقي أوكرانيا) بعد استسلامهم لمسلحين يضعون شارات صفراء على أذرعهم، ثم يدوي صوت إطلاق نار من سلاح آلي، ويظهر الفيديو حوالي 12 جثة. ولم يتضح متى جرى تصوير المقطع أو من قام بذلك.
ولم ترد كييف على اتهامات موسكو، وسبق أن وجهت أوكرانيا في عدة مرات اتهامات للقوات الروسية بارتكاب جرائم حرب في عدة مناطق أوكرانية، وهو ما تنفيه موسكو.
محطة زاباروجيا
ودعا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للانتباه إلى مصدر القصف من الجانب الأوكراني الذي يستهدف محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وقال ريابكوف إن الأغلبية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكررون ما سمّاه "النهج نفسه في إنكار الواقع".
وصرّح النائب في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) ميخائيل شيريميت بأن محطة زاباروجيا ملك لبلاده.
وقال الكرملين إنه سيواصل الاتصالات مع وكالة الطاقة الذرية، على الرغم من دعواتها لروسيا للتخلي عن محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ مارس/آذار 2022، وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات باستهداف المحطة.
وكان مجلس حكام الوكالة الذرية تبنى أمس الخميس قرارا جديدا يدعو روسيا للانسحاب من المحطة النووية الأوكرانية، وقال المجلس إن على موسكو التخلي عما وصفه بالادعاء الزائف بحقها في البقاء بالمحطة، كما أعرب عن قلقه من تعرض الموظفين الأوكرانيين فيها لضغوط من روسيا واعتقالهم.
ويعتبر هذا ثالث قرار تصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد روسيا منذ بداية الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
مدينة خيرسون
وأعلنت السلطات الأوكرانية -اليوم الجمعة- استئناف تسيير رحلات القطارات بين العاصمة كييف ومدينة خيرسون، بعد أسبوع من انسحاب القوات الروسية منها.
وقال سيرغي خلان مساعد حاكم منطقة خيرسون، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن أول قطار يغادر اليوم عند الساعة 10:14 ليلا بالتوقيت المحلي (8:14 ليلا بتوقيت غرينتش) من كييف، ويصل إلى خيرسون في الساعة 9:00 صباحا (7:00 بتوقيت غرينتش) من يوم غد السبت.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن في 11 من الشهر الحالي، دخول قوات بلاده مدينة خيرسون بعد إعلان القوات الروسية اكتمال انسحابها منها إلى مواقع على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو.
تطورات ميدانية
وقالت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الجمعة- إن قواتها استخدمت صواريخ بعيدة المدى أمس الخميس لضرب منشآت عسكرية وصناعية أوكرانية، بما فيها منشآت لتصنيع الصواريخ.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إنه أسقط خلال الساعات الـ24 الماضية صاروخي كروز روسيين، و5 صواريخ أخرى، و5 طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136".
وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد القصف على أحياء متفرقة من مدينة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا. ويسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على المدينة.
وقالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية أطلقت 10 قذائف مدفعية على أحياء عدة في دونيتسك، وإن قصفا استهدف إحدى المدارس وسط المدينة. وكان مركز الدفاع الإقليمي في دونيتسك أعلن أمس مقتل مدني، إثر سقوط قذيفة على أحد الأحياء شمالي المدينة.
وقالت سلطات الانفصاليين الموالين لروسيا في مقاطعة لوغانسك إن مدنيين اثنين قتلا وجرح ثلاثة في قصف للقوات الأوكرانية على بلدة ستاخانوف غربي المقاطعة.
وأشارت السلطات الانفصالية إلى أن الجيش الأوكراني استهدف البلدة الواقعة غرب مدينة "ألتشيفسك" بستة صواريخ أميركية الصنع، مما أحدث دمارا كبيرا في البنية التحتية المدنية للبلدة، على حد وصفها.
في المقابل، أظهر مقطع فيديو بثته القوات الأوكرانية استهداف مجموعة للقوات الروسية على محور مدينة باخموت الإستراتيجي جنوب شرقي أوكرانيا، والتي تسعى القوات الروسية منذ أشهر للسيطرة عليها.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية -اليوم الجمعة- إن القوات الأوكرانية والروسية تخوضان قتالا شرسا في منطقة الفحم والصلب في إقليم دونباس، المكون من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
اتصالات سياسية
ونشطت اليوم الاتصالات السياسية بين موسكو وأنقرة، حيث أعلن فيهما أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان تبادلا الاتصالات الهاتفية بشأن القضايا ذات الصلة بالحرب على أوكرانيا.
وقد أشار الرئيس التركي إلى أن إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية ستزيد المخاطر، وبالتالي يجب إحياء المحادثات الدبلوماسية.
كما لفت إلى أن اللقاءات بين مسؤولي المخابرات الروسية والأميركية في تركيا (الاثنين الماضي) تلعب دورا رئيسيا في منع التصعيد في الميدان.
وقال متحدث باسم الكرملين إن الحوار مع الغرب يمكن أن يصبح عنصرا قويا في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لأن كييف تنفذ توجيهات الغرب بدقة، وفق تعبيره.
واستبعد الكرملين عقد قمة بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن في الوقت الحالي.
المصدر : الجزيرة